أكد الدكتور عمار حورى، مستشار رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، أن رئيس الحكومة حريص على حماية لبنان ويسعى لتغليب المصلحة الوطنية فوق أى اعتبار آخر، داعيا كافة القوى السياسية إلى التوقف عن وضع "الألغام السياسية" أمام مسار العمل الحكومى والتشرذم بهدف حصد المكاسب الآنية.
وقال حورى، فى حديث له اليوم لإذاعة صوت لبنان، إن أحدا لا يملك "القوة المطلقة" فى لبنان، ولا يمكن لأحد أن يحكم بمفرده، محذرا من ذهاب البلاد نحو المجهول حال استمرار الأوضاع على ما هى عليه من اضطرابات سياسية واقتصادية.
وشدد على أن استقالة الحريرى، أمر غير مطروح، لأنه يرفض الهروب من مهامه ومسئوليته، معتبرا أن ما قام به وزراء تكتل لبنان القوى (التكتل النيابى والوزارى الأكبر فى البلاد) خلال الجلسة الأخيرة للحكومة، غير موفق وغير لائق، على حد تعبيره.
وكان وزراء تكتل لبنان القوى الذى يضم 11 وزيرا من التيار الوطنى الحر وحزب الطاشناق الأرمنى والحزب الديمقراطى اللبنانى الدرزي، قد حضروا متأخرين أكثر من ساعتين عن موعد جلسة الحكومة، وهو الأمر الذى أثار تكهنات بوجود رغبة لدى التكتل لعدم إكمال النصاب الحكومى حتى لا تنعقد جلسة مجلس الوزراء، وذلك على خلفية أحداث الاشتباكات المسلحة التى وقعت بمحافظة جبل لبنان.
وأشار إلى أن الحريرى "يمتلك أوراقا كثيرة" يمكن أن يستخدمها فى الوقت المناسب، داعيا جميع القوى السياسية إلى عدم المراهنة على صبر رئيس الحكومة "لأن ذلك لن يكون من مصلحة أحد".
وأعرب مستشار الحريرى عن دهشته من التهديدات التى يطلقها البعض، على نحو من شأنه أن يؤدى إلى مزيد من الشحن الطائفى ونكء جراح الماضي. (فى إشارة إلى الحديث المتكرر من قبل سياسيين عن حوادث بعينها تتعلق بظروف الحرب الأهلية للبنان خلال الفترة ما بين 1975 – 1990).
وأضاف: "لا يمكن الاستمرار فى توتير الأجواء لثلاث سنوات مقبلة خصوصا وأن الانتخابات النيابية لا تزال بعيدة".. مؤكدا أن أى نقاش يمس بالسلم الأهلى هو من المحرمات السياسية.
واعتبر أن رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى وليد جنبلاط "يتعرض لضغوط غير مسبوقة" أثارت جمهوره. قائلا: "وعلى من يشعرون بفائض القوة الحذر من ذلك" ومشددا على أن إحالة أحداث العنف المسلح التى وقعت بالجبل يوم الأحد الماضى إلى القضاء المختص، هو من صميم عمل وصلب اختصاصات مجلس الوزراء، وأن الأمر لا يزال فى حاجة إلى استكمال التحقيقات.
ولفت إلى أن الحريرى يتواصل مع كافة الفرقاء السياسيين بشكل مكثف، وبعيدا عن الإعلام، بهدف اعتماد خطاب هادىء والتعالى عن الصغائر وعدم صب الزيت على نار الخلافات.
وشهدت منطقة الجبل، يوم الأحد، أحداث عنف مسلحة تسببت فى توتر سياسى شديد فى عموم لبنان، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل إلى عدد من قرى الجبل، حيث وقعت اشتباكات نارية بين أعضاء الحزب الديمقراطى اللبنانى الحليف لباسيل، والحزب التقدمى الاشتراكي، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن "باسيل" أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة