قالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الامارات،إن الثورة الرقمية التى يشهدها العالم المعاصر قلبت الموازين وغيرت المعادلات وغيرت النظريات القديمة واستحْدِثت أخرى جديدة ، وصناعة الكتب ليست بعيدة عن هذه الثورة فقد أعادت المكتبات ترتيب أوراقها وراجعت خططها وأهدافها وطوعت خدماتها لتواكب التطور فى قطاع النشر وصناعة الكتب بهدف الاستفادة من الاختراق غير المسبوق الذى أحدثه العالم الوثنى فى مجتمعنا والبناء عليه لتطوير قطاع النشر ، فنستطيع القول إن الرقمنة والربط الإلكتروني بين المكتبات هم الحل العصرى لجعل الكتاب والمعلومة فى متناول الجميع .
أضافت الكعبى، نبارك هذه الانطلاقة وأهميتها بما يضمن الاستدامة فى التنمية المعرفية ويسعدني أن أكون فى مصر التى تعتبر منارة الثقافة والفكر والإبداع فقد أنجبت أعلام الفكر والأدب والثقافة ورموز الحضارة الحديثة مثل طه حسين ، أحمد شوقى ونجيب محفوظ وغيرهم كثيرون ممن أثروا فى وجدان الشباب العربى .
جاء ذلك خلال كلمتها فى المؤتمر الإقليمى الأول للخريطة الرقمية للمكتبات و مراكز المعلومات العربية المنعقد بمقر جامعة الدول العربية، بمشاركة الأمين العام للجامعة الدكتور أحمد أبو الغيط والدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الألكسو)، ووزير مفوض هالة جاد مدير المعلومات والتوثيق والترجمة وحامد بن محمد نائب وزير الثقافة بالسعودية والدكتور كامل العبدالجليل الأمين العام للمجلس الوطنى للثقافة بالكويت والدكتور هشام عزمى رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية حضر نيابة عن الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة .
أضافت الكعبى ،أن الإمارات قدمت تجربة رائدة فى تعزيز صناعة النشر فأنشأت واحتضنت أول منطقة حرة من نوعها فى العالم بإمارة الشارقة مختصة بخدمة قطاع النشر والطباعكما عملنا فى وزارة الثقافة مع جميع الناشرين بالإمارات لتقديم المزيد من المحفزات فقمنا بإعفاء جميع الناشرين داخل الدولة من رسوم الترقيم الدولي للكتب بهدف دعم مشروع النهضة المعرفية الذي تشهده الدولة على مستوى النشر والتأليف وانعكاساً لتلك للجهود الثقافية المتميزة التي تقودها إمارة الشارقة على مدار أكثر من خمسين عاماً، فقد تم اختيارها هذا العام عاصمة عالمية للكتاب وهي أول مدينة من منطقة الخليج العربي يتم اختيارها لهذا اللقب الثقافي رفيع المستوى من قبل اليونسكو وهو ب شك إنجاز عربي نفتخر به جميًعا.
أطلقت و ازرة الثقافة وتنمية المعرفة مبادرة بوابة ا ما ارت الوطنية للمكتبات الرقمية، ومشروع المكتبة الذكية وهي مبادرة ارئدة تعمل على ربط جميع المكتبات العامة في الدولة مع بعضها البعض بما يسهل على القارئ إمكانية الوصول إلى الكتاب الذي يبحث عنه في النطاق الجغ ارفي
القريب منه.
وفي سياق الجهود التى تقودها الامارات فإن المكتبات العربية على موعد افتتاح مشروع مكتبة محمد بن ارشد التي ستكون نقلة ثقافية نوعية وغير مسبوقة في العالم العربي، وستغير المفهوم التقليدي للمكتبات، حيث ستقدم للعالم نحو 4,5 مليون كتاب بين مطبوعة وإلكترونية ومسموعة، وهو المشروع الذي ننتظر افتتاحه بشغف كبير.
أضافت الكعبى، لقد أطلق الشيخ محمد بن ارشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوز ارء حاكم دبي أواخر العام الماضي مبادرة "مدرسة"، أكبر منصة إلكترونية تعليمية على مستوى العالم العربي، تضم 5000 درس تعليمي بالفيديو تشمل مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء وا حياء، وتوفر مجاناً كثر من 50 مليون طالب عربي. تشكل مبادرة "مدرسة" استش ارفاً للمستقبل، وتوظيفاً للتقنيات الحديثة في خدمة التعليم بأسلوب عصري وبمنظور فريد يتوافق مع تفكير أجيال المستقبل.فما احوج دولنا العربية إلى مثل هذه المبادرات الرقمية مثل مدرسة لتوفير مصادر تعليمية جديدة لط بنا وشبابنا.
واستكملت قائلة "ومن هنا أود التأكيد على أهمية تضافر الجهود بين المشاريع الثقافية الملهمة في معظم أقطارنا العربية من خلال ربط رقمى يجمع المكتبات العربية على منصة إلكترونية شاملة نحقق بها إنتشار الكتاب فى أوطاننا بما يحفز الانتاج الأدبى والابداعى ويقرب أيدى شعوبنا أكثر من رف الكتب بما يعزز قدرتنا كشعوب مبدعة بطبيعتها على تبادل الانتاج نتاج المعرفى والمعلومات والخبرات".
المؤتمر الإقليمى الأول للخريطة الرقمية للمكتبات و مراكز المعلومات العربية (4)