«طبيب الأسرة».. كلمة السر فى منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة التى بدأت من بورسعيد وتنطلق خدماتها فيما يقرب من 5 آلاف وحدة صحية بالجمهورية مع التطبيق المرحلى للمنظومة فى باقى المحافظات، وهى المنظومة التى يوليها الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماما خاصا لتوفير الرعاية الطبية الكاملة لكل المصريين.
family physician أو«طبيب الأسرة» أقرته معظم دول العالم المتقدم كإنجلترا، ليكون نموذجا يتولى مسؤولية تقديم خدمات الرعاية الأولية للمواطنين لمتابعة مؤشرات التنمية الصحية،التى تتمثل فى معدل وفيات الأطفال والرضع وكذلك معدل وفيات الأمهات الحوامل.
ويساهم الاهتمام بخدمات الرعاية الأولية بالوحدات الصحية التى يقدمها طبيب الأسرة، فى الكشف المبكر عن الأمراض وربط المجتمع بالخدمة الصحية ليصبح دائم التردد على الوحدات للمتابعة، بالإضافة إلى الحد من الهدر الاقتصادرى الذى يحدث داخل المنظومة الصحية بسبب عدم الاستغلال الأمثل للموارد وتوظيفها نحو الخدمات.
تخصص طب الأسرة الذى تم اعتماده لتقوم عليه منظومة التأمين الصحى الجديدة يقدم للمواطنين حزمة خدمات مهمة، تتمثل فى نشر التوعية بالمشاكل الصحية ورعاية الأمومة والطفولة، وعلاج المصابين بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكر، بالإضافة إلى بعض العمليات الجراحية البسيطة، فضلا عن الخدمات الوقائية والمتعلقة بتنظيم الأسرة والشكف المبكر عن الأمراض المختلفة وبعض التحاليل المعملية البسيطة ، كما يساهم «طبيب الأسرة» فى رفع عبء كبير عن المستشفيات العامة والتخصصية، فيخفف من التردد على المستشفيات دون داع طبى بنسبة 70 %، ويحد من ظهور الأمراض وتفشيها فى المجتمع بنسبة لا تقل عن 50 %، وذلك وفقا لتقديرات خبراء التأمين الصحى وطب الأسرة ، فيما أقرت المقاييس العالمية حاجة كل 1000 مواطن 2.3 طبيب أسرة لتقديم حزمة الخدمات.
وقال الدكتور علاء غنام خبير برامج الرعاية الصحية لــ«اليوم السابع»: إن طب الأسرة أو طب العائلة هو تخصص طبى يوفر خدمات الرعاية الصحية الشاملة للناس من جميع الأعمار، مضيفا: هو قسم الرعاية الصحية الأولية الذى يقدم بشكل مستمر وشامل للرعاية الصحية للفرد والأسرة فى جميع الأعمار من الجنسين، ويقدم استشارة مبدئية لجميع الأمراض وأعضاء الجسم.
وتابع غنام: طبيب الأسرة يقوم على معرفة المريض بصفة شبه شخصية فى إطار الأسرة والمجتمع، مع التركيز على الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة، ووفقا للمنظمة العالمية فالهدف من طب الأسرة توفير رعاية شخصية وشاملة ومستمرة للفرد فى إطار الأسرة والمجتمع، موضحا أن مبادئ طب الأسرة تتمثل فى التركيز على الوقاية والتثقيف الصحى وتقديم رعاية صحية موجهة للمجتمع والقيام بالزيارات المنزلية، مع تخصيص ملف صحى لكل مريض يضم التاريخ المرضى له ولأفراد أسرته، على أن يقوم بمتابعته بصفة مستمرة.
وأشار غنام إلى أن تفعيل تخصص طب الأسرة يستهدف تقليل الضغط على المستشفيات وعدم إهدار جهد الأطباء، وتوفيره للحالات المستحقة للدخول للمستشفيات، كما أنه يحد من قوائم الانتظار داخل المستشفيات، مضيفا أن أكثر من ثلثى المرضى لا يحتاجون للدخول للمستشفيات إلا إذا كانت لديهم أمراض خطرة أو إصابات ضخمة تستوجب رعاية طبية متقدمة.
يذكر أن المؤمن عليه بقانون التأمين الصحى الجديد يحصل على 3 مستويات من الرعاية الصحية، أولها خط الدفاع الأول ضد المرض ويهتم بالجانب الوقائى والإحالة وتعزيز الصحة ومكافحة انتشار المرض فى مرحلة ما قبل الإصابة به، وتتولى العيادات والمرافق الصحية تقديم خدمات الرعاية الأولية وهى خدمات شاملة تهتم بصحة الفرد والمجتمع، فيما يشمل المستوى الثانى مرحلة التشخيص للمرض وتتولاه المستشفيات باختلاف مستوياتها، أما المستوى الثالث فيشمل مرحلة إعادة التأهيل للحالات المرضية الخاصة من المرض وتتولاه مراكز الكلى التخصصية ومركز القلب والمراكز ذات الطبيعة المماثلة.