يتعرض كتاب "دموع الجواسيس.. اعترافات إسرائيلية ببطولات مصرية" للدكتور أحمد فؤاد أنور، الصادر عن عالم الكتب، لمخططات إسرائيل وأنشطتها التآمرية التى نسجت خيوطها مؤخرا على الصعيد العربى والإسلامي، من خلال التجسس بأشكاله المختلفة، منه المخابراتى ومنه الاقتصادي، كما يكشف من خلال قصص وشهادات الخداع الذى يقوم به جيش الاحتلال ضد الجميع، حتى ضد من يقف إلى جانبه ويعمل لحسابه، لذا نجد مبحثا بعنوان "إسرائيل تخون عملائها" وفيه:
"وصف إسرائيل بأنها دمرت حياته عن طريق جهاز مخابراتها" إنه الجاسوس اللبنانى (وليد تكوزى) الذى أفاق وأبدى الندم فى وقت متأخر للغاية بعد أن حوكم غيابيا فى بلده لبنان وفى سوريا بتهمة الخيانة العظمى وبلغت الأحكام الصادرة ضده 25 عاما. فرغم خدماته لإسرائيل التى تفانى وأخلص لها، فإن السلطات الإسرائيلية تساومه إما أن يظل فى خدمتها جاسوسا فى عدد من البلاد أو أن يظل محبوسا للأبد فى إسرائيل.
قصة الجاسوس المثيرة تكشفت للرأى العام فى إسرائيل عندما اتصل الجاسوس هاتفيا بمراسلة صحفية يديعوت أحرونوت ليبلغها أنه ابتلع كمية من حبوب "كساتكس" وإنه الآن يحتضر ثم أنهى المكالمة فقامت الصحفية بإبلاغ الشرطة التى انتقلت على الفور لمحل إقامته وأنقذته، ثم حاول الانتحار ثانية بإشعال النار فى شقته بالإضافة لابتلاعه كمية من نفس الحبوب السابقة، ولكنه نجا هذه المرة أيضا.
وهو يقول إنه عندما أفاق وجد نفسه بالمستشفى وبجوار سريره أحد رجال الوحدة التى قامت بتجنيده للتجسس فى لبنان لصالح إسرائيل عندما كان رجل أعمال ناجح يقيم فى صيدا، الضابط الإسرائيلى سأله لماذا فعلت ذلك، وهل تريد أن تمون فعلا. فأجاب تكوزى أنه ليس لديه ما يخسره لأن المخابرات الإسرائيلية دمرت حياته وخدعته، فبعد أن أمروه بالحضور لإسرائيل احتجزوه فيها ولم يسمحوا له بمغادرتها حتى لرؤية زوجته هويدا وأبنائه الأربعة.
الأغرب إن العميل الخائن ذكر أن الرجل الكبير الذى جنده للتجسس ضد بلاده اعترف له بأنهم أحضروه إلى إسرائيل بطريق الخطا، فقرر تكوزى أن يبعث برسالة تشرح تفاصيل قصته لوزير الدفاع الإسرائيلى اسحق مردخاى، لكنه لم يتلق أى رد فعل على الإطلاق. ولا تزال الضغوط مستمرة عليه فى إخراج نفسه من الفخ الذى وقع فيه، وعلى الرغم من أن سلطات الأمن اللبنانية قد استطاعت، بالتعاون مع أجهزة أمنية عربية أخر أن تكشفه وأن تنشر اسمه فى يوم 22 -7 – 1998 بصحيفة السفير واسعة الانتشار ضمن قائمة تضم 80 عميلا متهمين بالتجسس لصالح إسرائيل.
وكانت عملية تجنيد تكوزى قد تمت فى يونيو 1990 بواسطة الوحدة رقم (504) بالمخابرات الإسرائيلية تحت اسم مستعار له (زيك)، وقد حكم عليه غيابيا فى لبنان بالسجن لمدة 15 عاما بالإضافة إلى حكم بالسجن لـ10 سنوات أخرى من محكمة عسكرية عقدت فى دمشق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة