فى يوليو من عام 711 ميلادية تمكن القائد الإسلامى طارق بن زياد من السيطرة على شمال إسبانيا وذلك فى بداية الفتح الإسلامى لشبه جزيرة أيبيريا، ومع هذه الحقيقة الكبيرة التى استمرت 8 قرون فى أوروبا، إلا أن تاريخ القائد نفسه يحيطه الكثير من الغموض، حتى فى أبسطها: هل هو بربرى أم عربي؟
يبدو من اسم طارق بن زياد (670- 719) أنه عربى، لكن الشائع عن أنه من البربر أهل البلاد التى دخلها الإسلام، لكن هذا الموضوع غير محسوم أيضًا، فقد اختلف المؤرخون فى ذلك:
وفى موضوع قدمه موقع (أصوات مغاربية) أورد فيه قول ابن عذارى المراكشى، فى كتابه "البيان المغرب فى أخبار ملوك الأندلس والمغرب"، أن نسب طارق بن زياد هو "طارق بن زياد بن عبد الله بن لغو بن ورقجوم بن نير بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو"، ما يبين أنه ينتمى إلى قبيلة نفزاوة الأمازيغية، وبالضبط إلى عشيرة بنى ونمو التى كانت تسكن جبل أوراس شمال شرق الجزائر.
يزيد ابن عذارى مضيفًا: "كان طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللون، وتنطبق هذه الصفات على عنصر البربر".
ورغم التأكيد على أصله الأمازيغى، إلا أن ابن عذارى يؤكد علاقة طارق بن زياد أيضا مع العروبة منذ زمن طويل، والذى يظهر انطلاقا من اسم أبويه، زياد وعبد الله، ما يبين أنه نشأ فى بيئة عربية إسلامية مع احتفاظه بلهجة أجداده الأمازيغية.
أما الباحث المغاربى الطاهر بن عائشة فقال عن الأصل والمنطقة التى ينتمى إليها طارق بن زياد "ينزل طارق بن زياد من قبيلة نفزاوة والتى كانت تستوطن منطقة وادى سوف الخصيبة، كانت القبيلة تقيم فى مصب الوادى وهى المنطقة الأكثر خصوبة للزراعة والرعى".
بينما نجد ابن خلكان ممن كتبوا عن أصول طارق بن زياد، إذ اعتبر أن هذا الأخير ذو نسب عربى قح، مرجعًا أصوله إلى قبائل الصدف فى حضر موت باليمن، حسب كتابه "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة