إذا كان الصعود إلى القمة صعب، فالحفاظ عليها شىء أصعب.. مقولة تنطبق كثيراً على شركة أوبر الأمريكية التى كان صعودها على عرش المنافسة قوياً بعد تقديمها خدمة نقل بديلة لما هو معتاد، وتتسم عن التاكسى وسيارات الأجرة العادية بقدر عالى من الشفافية والتميز وتضمن حقوق المستخدم ومقدم الخدمة فى آن واحد.. إلا أن شبح الخسائر كان حاضراً لتفقد الشركة 5.2 مليار دولار منذ بداية العام الحالى.
الخسائر التى أقرت بها الشركة خلال الربع الثانى من العام الجارى، رصدتها شبكة سى إن إن الأمريكية، مشيرة إلى ظاهرة تباطؤ الإيرادات مستمرة الأمر الذى يثير مخاوف متزايدة بين المستثمرين.
وأعلنت الشركة نهاية الأسبوع الماضى خسارتها المفاجئة خلال الربع الثانى من عام 2019، وهى أكبر خسارة فصيلة للشركة على الإطلاق، ذلك فضلا عن انخفاض أسهمها أكثر من 7% فى عمليات التداول قبل الجلسة الرسمية.
وكانت الخسارة مدفوعة بمبلغ 3.9 مليار دولار كتعويض أسهم يتعلق بالاكتتاب العام. ولكن حتى بدون هذه الرسوم، لا تزال الشركة خاسرة لحوالى 1.3 مليار دولار، بزيادة قدرها حوالى 50 ٪ عن العام السابق.
وعلى الرغم من أن الشركة حققت عائدات 3.1 مليار دولار خلال الربع نفسه بزيادة قدرها 14% عن العام السابق غير أن "سى.إن.إن" تشير إلى أن هذا النمو لا يتناسب مع توقعات المستثمرين فى شركات التكنولوجيا.
وتضخ أوبر Uber استثمارات كبيرة فى شحن البضائع وتوصيل الوجبات. تقدم أيضًا خصومات على أعمالها الأساسية لجذب عملاء جدد فى مواجهة منافسيها وعلى رأسهم ( LYFT).
ورغم خطط التطوير التى ترصدها الشركة لخدماتها المقدمة أو لتطبيقها على الهواتف المحمولة، إلا أن ظهور المنافسين وتطوير خدماتهم بشكل مواز حال دون استمرار "أوبر" على القمة، فبحسب ما نشره موقع "وايرد"، فإن تطبيق أوبر يواجه فى جميع انحاء العالم منافسة هائلة من سوق مشبع على صعيد خدمة مشاركة الركوب وتوصيل الأطعمة.
وعلى سبيل المثال فى الولايات المتحدة تنافسها بقوة شركة Lyft وفى المملكة المتحدة تنافسهاBolt وفى الهند تهيمن على حصة كبيرة من السوق شركة Ola Cabs وفى روسيا هناك شركة Yandex Taxi. وبالنسبة لخدمات توصيل الطعام تواجه اوبر منافسة قوية من Deliveroo و JustEat فى المملكة المتحدة وفى الولايات المتحدة تشهد منافسة شرسة من GrubHub و Postmates و DoorDash.
وتحاول الشركة المغامرة فى أسواق جديدة، أملاً فى وقف نزيف الخسائر كما هو الحال مع شراكتها مع Cargo، وهى شركة ناشئة تسمح للسائقين ببيع سلع مثل الصمغ وشواحن الهاتف والوجبات الخفيفة فى سياراتهم.
وقبل الإعلان عن نتائج الربع الثانى من العام، كانت أوبر قد قررت التخلى عن قرابة 400 موظف من العاملين بإدارة التسويق المقدر قوامها بـ1200 موظف، وذلك ضمن خطة واسعة لإعادة الهيكلة، وهى الخطوة التى اعتبرتها وسائل إعلام أمريكية بمثابة قرار استباقى لخسائر كانت متوقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة