أكثر من نقطة يثيرها كشف أجهزة الأمن لتفاصيل التفجير أمام معهد الأورام سواء من شخصية الإرهابى التكفيرى عبدالرحمن خالد محمود عبدالرحمن «معتصم»، أولها انتماء الإرهابى لحركة حسم التابعة لجماعة الإخوان، وهو الأمر الذى سعت منصات الدعاية الإخوانية لنفيه، واختراع سيناريوهات وهمية نسفها الإعلان الموثق لأجهزة الأمن حول مرتكب الحادث، فقد كان مكان الانفجار أمام معهد الأورام وحجم الضحايا الأبرياء أمرا كاشفا عن خسة الإرهاب وعدم وضع أرواح الأبرياء فى أى اعتبار.
وفى الوقت نفسه، كشف التفجير الإرهابى عن سقوط أى حواجز بين تنظيم الإخوان وتنظيمات إرهابية مثل داعش، وهى ليست المرة الأولى التى تظهر فيها العلاقة بين الإخوان وداعش، حيث سبق وعرضت قناة الجزيرة وثائقيا اعترفت فيه بانضمام شباب الإخوان لداعش. وتكررت لعبة الاختفاء القسرى التى ابتكرتها جماعة الإخوان لتجد مبررات لغياب أعضائها من الإرهابيين والذين اتضح انضمامهم إلى حركات إرهابية مختلفة.
ومن خلال الوثائق التى عرضتها أجهزة الأمن حول الحادث ومرتكبه، فقد كشفت عن ضلوع الإرهابى عبدالرحمن خالد وشقيقه فى التنظيم الإرهابى، كما تم عرض فيديو للقاء وداع بين «معتصم» وأسرته فى حديقة الأزهر، وعلم الأسرة بنية الابن القيام بعمل إرهابى، هذه الخيوط تؤكد ارتباط جماعة الإخوان بممارسة الإرهاب، وكون هذه الأسر ترتبط ببعضها، حيث ينتمى الإرهابى وقيادات من الهاربين بالخارج إلى مدينة واحدة هى سنورس بالفيوم.
مشهد اللقاء وعلم الأم والأسرة بنية الإرهابى القيام بعملية وقتل الأبرياء والكشف عن وكر تتخذه الخلية الإرهابية لحسم فى شقة بالإسكان الاجتماعى تشير إلى عدة نقاط، أولها أن الإرهابيين يعيشون وسط الناس ويأكلون معهم ويعيشون بينهم ومع هذا لا يتورعون عن قتل جيرانهم ومواطنيهم طالما تلقوا الأوامر من الخارج، وهو نفس الفكر التكفيرى الذى يرى المجتمع كله كافرا ومعاديا ويستحق القتل. يضاف إلى ذلك أن تنظيم الإخوان وأعضاءه بالرغم من أنهم يهاجمون الدولة والمجتمع ويرونه عدوا فهم يحصلون على شقق الإسكان الاجتماعى المبنية بأموال المجتمع الذى يقتلون أفراده، فى معادلة يصعب على المواطن العادى فهمها لكونها تبدو خارج نطاق العقل أو الإنسانية، وطبيعى أن الإرهابيين لا يقرأون مبادئ الإنسانية ولا يجدون فى الدين سوى أنه ستار لعملياتهم الإرهابية، ثم إنهم لا يتوقفون عن مهاجمة تحركات الدولة فى الإسكان الاجتماعى، لكنهم يسعون للحصول على المساكن وعلى كل ما ينكرونه من إنجازات.
ولعل أخطر ما يتعلق بالإرهاب هنا هو كون الإرهابيين ممن يتم تجنيدهم، ودفعهم للتفجير والقتل، يعيشون وسط الناس، ويتحركون بينهم وفى نفس مساكنهم، ويبدو معهم غير ما يبطنون، فكل من هو ليس إخوانيا يعتبرونه عدوا يستحق الموت، وهو ما اتضح من وجود أوكار لحركة حسم الإرهابية فى الإسكان الاجتماعى، فضلا عن ضبط مخازن ومصانع للمتفجرات وسط الكتل السكانية وفى عمارات ومساكن بمناطق مزدحمة، بما يشير إلى أهمية السعى لتوعية وتحصين الشباب صغير السن من خطاب التكفير، والشعارات التى تتستر خلف الدين، بينما يمارس أصحابها أكثر الجرائم انحطاطا وعنفا مثلما جرى أمام معهد الأورام.
ومن هنا فإن أجهزة الأمن تقوم بدورها فى ملاحقة الإرهابيين ونجحت بالفعل فى فك لغز صعب فيما يتعلق بالتفجير الإرهابى أمام معهد الأورام وبذلت جهودا مختلفة، فإن هناك مسؤولية تقع على عاتق الأجهزة الثقافية والإعلام، فى مواجهة محاولات غسيل المخ، والتصدى لمنصات دعائية تبث من الخارج وتمارس التحريض على الإرهاب، بل وتدافع عن الإرهابيين وتحاول إبعاد التهم عنهم، وهو ما فشلت فيه مؤخرا عندما تأكد بالوثائق والأدلة والصوت والصورة ضلوع حركة حسم الإخوانية فى تفجير أمام معهد الأورام، وأن الإرهابيين يعيشون تحت الجلد ووسط الناس.