صورة تذكارية، ووابل من الانتقادات بطلها رضيع يبلغ من العمر شهرين، فبعد ما يقرب من أسبوعين على هجوم تكساس الدامى، والذى فتح بدوره ملف ضوابط حيازة السلاح فى الولايات المتحدة وسط ضغوط واضحة على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للتدخل وتعديل تلك القوانين، حاول الأخير استعادة البساط تحت قدميه بوعود قاطعة لحل الأزمة، وزيارة لذوى الضحايا، وأخيراً بصورة مع رضيع يتيم فقد والديه فى الحادث، غير أن تلك الخطوة جاءت بنتائج ربما لم يضعها ترامب أو البيت الأبيض فى الحسبان.
القصة كما سردتها صحيفة "جارديان" البريطانية بدأت عندما أجرى البيت الأبيض اتصالاً بعائلة الرضيع "بول" البالغ من العمر شهرين، لاحضاره إلى مستشفى مدرج على جدول زيارات الرئيس الأمريكى والتقاط صورة تذكارية معه برفقة السيدة الأولى ميلانيا ترامب، إلا أن الواقعة جاءت بنتائج عكسية، خاصة حين ظهر ترامب وميلانيا وهما يبتسمان فيما يشير الرئيس بعلامة النصر الأمر الذى أثار موجة من الانتقادات الواسعة.
ومؤخراً، تزايدت وتيرة حوادث إطلاق النار فى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل لافت، وسط دعوات متزايدة بتعديل عاجل لتشريعات وضوابط حيازة السلاح بين المدنيين، حيث تشير دراسات إلى أن الأمريكيين فى مقدمة الدول الأكثر حيازة للسلاح فى صفوف المدنيين، متقدمين فى ذلك على اليمنيين.
وزادت حدة الهجوم والتعليقات الساخنة حينما نشرت ميلانيا ترامب صورة الرضيع على حسابها الخاص بموقع تويتر، حيث اعتبرها مغردون بمثابة دعاية انتخابية غير مقبولة واستغلال لمأساة الرضيع الذى ظهر فى الصورة برفقة عمه.
وقال أحد المعلقين ويدعى جريج بينالو: "هذه صورة لترامب يبتسم بينما تحمل ميلانيا طفلا فقد والديه بسبب إطلاق النار. الطفل الذى أخذ من منزله وأجبر على أن يكون بمثابة دعاية فى صورة مع نفس الوحش الذى قتلت كراهيته والديه.. أحتاج إلى 280 ألف حرف لأقول كم أنا غاضب".
بينما قال بريان ويليام جونز: "أنا حقا مرتبك وأشعر بالفزع من هذه الصورة، هل أنا أتعامل مع الامر بشكل خاطئ.. لما يبتسم ترامب وميلانيا فى الصورة ويرفع ترامب إبهامه مع الرضيع الذى قتل والديه فى إطلاق النار فى إل باسو. حقا ما الذى يحدث؟"
معلقون أمريكيون يهاجمون ترامب بسبب صورة الرضيع
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، أصيب الرضيع بول بكسر فى إصبعه بعدما ماتت أمه وهى تحاول حمايته لتسقط بجسدها عليه بعدما فارقت الحياة، ليسقط والده قتيلاً فى محاولة فاشلة لحماية كليهما من إطلاق النار.
ورغم الانتقادات التى صاحبت الصورة، إلا أن عم الرضيع، دافع عن نوايا ترامب، مؤكداً بحسب ما نشرته الجارديان أنه مقتنع أن كثيرين يحاولون تشويه أفكاره وقراراته، مشيراً إلى أن شقيقه والد "بول"، كان من أنصاره.
جانب من تعليقات الأمريكيين على الصورة
وبحسب إحصائيات رسمية، فإن متاجر الأسلحة قد حققت عائدات 11 مليار دولار العام الماضى. وحققت مصانع الأسلحة والذخائر 17 مليار دولار فى الفترة نفسها، وبحسب مراقبون يشكل مصنعى الأسلحة جماعات ضغط لعرقلة أى مساعى لتغيير قو انين الحيازة فى الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة