"العيد فرحة"..مقولة لا تنطبق على اليمن فالحرب وارتفاع الأسعار واستغلال الحوثى ..مثلث معاناة اليمنيين وحرمهم من فرحة العيد ، ففي ظل هيمنة ميليشا الحوثي على الأوضاع في اليمن أصبح العيد مجرد يوم من أيام المعاناة بل تزداد فيه مشاعر الحزن لعجز الأسرة عن إسعاد أطفالها فى مثل هذه المناسبات .
لم يكتف الحوثى بإشعال الحرب الشعواء للعام الخامس على التوالى بل لجأ لفرض رسوم مغالى فيها على الأضحية مما رفع الأسعار بشكل يعجز أى مواطن يمنى عن مسايرته ، فثمن الأضحية بلغ 150 ألف ريال.
ويروي المأساة الخمسيني محمود، أحد سكان عدن: "لا أستطيع شراء اللحم لأولادي طوال العام، على أمل أن أشتريه بعيد الأضحى، لكن الأسعار جنونية، بعد أن وصل سعر الأضحية إلى 150 ألف ريال".
ويضيف الطفل محمد أحمد (10 سنوات): "أبي لا يستطيع شراء ملابس العيد لي ولإخوتي، فهو يعمل لتوفير متطلباتنا اليومية من الماء والغذاء، وأنا أتأمل من فاعلي الخير أن يشتروا لنا ملابس جديدة، فهي فرحتنا بالعيد".
ووفقاً لما نقلته "البيان الإماراتية" يستمر الكثير من الأطفال، طوال النهار بحثاً عمن يجود عليهم بملابس العيد، لكنهم يعودون إلى منازلهم عند حلول المساء دون فائدة، كما يقول محمد، مضيفاً: "البعض يعطيني القليل من النقود، وأنا أجمعها عند أمي، لعلي أتمكن من شراء ملابس جديدة قبل حلول العيد".
وتعبر عن المعاناة منى سالم، مشيرة إلى عدم مقدرتها على مواجهة تكاليف متطلبات العيد، في ظل بقاء زوجها في أحد المعتقلات الحوثية، وعليها أن تعول 5 أطفال بحسب أحد المواقع اليمنية الإخبارية.
وتضيف: "أريد أن أعوض أطفالي عن الحرمان من أبيهم، فهم بأمس الحاجة للإحساس بالعيد، وللبس الملابس الجديدة، والتنزه في الحدائق وأماكن التسلية والألعاب، وزيارة أقاربهم، لكن التفكير بذلك يقض مضجعي، فأنا غير قادرة على توفير ذلك بعد انقطاع راتبي ونفاد مدخراتي".
الأمر لا يقتصر على حرمان الأطفال من ملابس العيد، بل يتعداه إلى عجز الآباء عن شراء أضحية العيد، بعد أن قفزت أسعارها إلى 40% عما كانت عليه العام الماضي، حسبما يقول محمد سيف، أحد سكان مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، الذي عجز عن شراء أضحية للعيد نتيجة لارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق.
وقال أحد المواطنين: "نحن في صنعاء نواجه صعوبة العيش والبحث عن الطعام ولا نستطيع توفير احتياجات المنزل الأساسية فكيف نفكر بالأضحية التي تصل إلى أسعار خيالية، أو حتى شراء كيلو اللحم الذي وصل سعره إلى 6 آلاف ريال".
ارتفاع الأسعار يقابله وضع مأساوي للأسر اليمنية التي تكافح من أجل توفير رغيف الخبز، وفق ما قاله سيف، مضيفاً أن أسعار المواشي هذا العام زادت كثيراً، إذ وصل سعر الرأس من ذكور الأغنام إلى 150 ألف ريال، بعد أن كان الرأس في العام الماضي 110 آلاف ريال.
فرض رسوم الأضاحى
ويأتى فرض الحوثيون لرسوم جمركية وضرائب على أضاحي العيد ليضيف على معاناة اليمنيين معاناة أكبر، فحسب ما أفاد موردون إلى صنعاء، تسببت الضرائب فى مضاعفة أسعار الأضاحى ، وإحجام كثير من اليمنيين عن شرائها .
وأوضح عبد الرحمن داود، أحد الموردين لسوق المواشي بصنعاء، أنه "لأول مرة تصل أسعار المواشي لأسعار خيالية بسبب الضرائب المفروضة على كل رأس".
وقال داود إنه مع استحداث الحوثيين نقاطا لفرض جبايات على المواشي تسبب في إضافة أسعار الضرائب على المواشي من قبل بائعي اللحوم، وصار سعر الرأس الواحد من الغنم إلى 150 ألف ريال يمني، ورأس الثور وصل إلى مليون ريال، وهذه مبالغ مالية كبيرة يعجز المواطن اليمني عن شراء أضحية للعيد.
وأكد ناشطون يمنيون إجبار نقاط الميليشيات الحوثية في ذمار، وسط البلاد، المسافرين على دفع مبلغ 15 ألف ريال يمني عن كل رأس من الماشية يحمله سائقو النقل بين صنعاء والمناطق المحررة.
وأشاروا إلى أن الميليشيات تجبر كل من يحمل كبشاً أو رأس ماعز على دفع 15 ألف ريال، و60 ألف ريال يمني على كل رأس من الأبقار،وتعمل الميليشيات الحوثية على استغلال أي باب لفرض إتاوات على المواطنين وإجبارهم على دفع أموال للنقاط الحوثية تحت مسمى جمارك.