رغم حرارة الجو المرتفعة فى مشعر منى والتى تصل إلى 40 مئوية، وارتفاع نسبة الرطوبة، إلا أن حجاج البيت الحرام بدأوا يومهم مبكرا فى أول أيام التشريق، وهموا لرمى الجمرات الثلاث الكبرى والصغرى والوسطى، بسبع حصيات لكل جمرة بعد أن باتوا فى خيام "منى" الليلة الماضية، وتستمر رمى الجمرات على مدار ثلاثة أيام التشريق.
ومنذ الصباح تدفقت جموع الحجيج على منشأة الجمرات، حيث شهد رمى حجاج بيت الله الحرام اليوم الجمرات الثلاث بيسر وسهولة، تحفهم عناية الله ورعايته مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، وتمكنوا من الرمى براحة تامة وفى وقت يسير بفضل التنظيم الجديد لمنطقة الجمرات.
ونصح الأطباء حجاج بيت الله الحرام بالوقاية من أشعة الشمس باستخدام المظلات والكريمات الواقية تجنبًا للحروق السطحية التي قد تكون غالبًا من الدرجة الأولى في الجلد.
وحذروا من المشي في أحذية غير ملائمة أو المشي "الحافي"، تجنبًا للتجمعات الدموية التي تسبب للحاج صعوبة كبيرة في المشي، وأكد الأطباء أهمية النظافة الشخصية واستخدام المنظفات الطبية المقاومة للبكتيريا .
وأكد قال مجدى شلبي رئيس الجنة العليا للحج والعمرة، رئيس بعثة الحج السياحى، أنه لم يتم رصد أي مخالفات في مشعر منى حتى الآن، موضحا أن حالة وحيدة فقط شهدت محاولة دخول مجموعة من حجاج الفرادى في مخيم 19 التابع لإحدى الشركات السياحية ؛ولكن تم منعهم وتسكين الحجاج المتعاقدين مع تلك الشركة؛ ولم يحدث اي تفاقم للمشكلة .
واضاف ان وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط وجهت باستمرار توجيه الرعاية والاهتمام؛ وتطبيق الضوابط بشكل دقيق من أجل تحقيق الراحة لحجاج بيت الله الحرام .
وأشار إلى أنه تم تسجيل 5 حالات وفيات بين حجاج السياحة؛ و14 حالات مرضية ؛ مشيرا إلى أنه جميع المرضى اتموا الوقوف على عرفات بسيارة إسعاف مجهزة من قبل الجانب السعودي.
ومن جانبه أكد ناصر ترك نائب رئيس اتحاد الشركات عضو لجنة الحج والعمرة، ان المشكلة الوحيدة الموجودة في مشعر منى هى مساحة المخيمات، حيث تم تقليل مساحات المخيمات عن السنوات السابقة.
واشار إلى أن السلطات السعودية تعتزم تطبيق منظومة المخيمات ذات الدورين في السنوات المقبلة لتفادي تلك المشكلة، موجها الشكر للملكة العربية السعودية على الجهود الكبيرة التي تقوم بها من أجل ضيوف الرحمن.
كما أكد باسل السيسى، نائب رئيس غرفة شركات السياحة، ان بعثة الوزارة وغرفة شركات السياحة يعملون فى تناغم تام وهدفهم الرئيسي نجاح موسم الحج السياحي؛ موضحا أن لجان وزارة السياحة والغرفة منتشرين على المكاتب ال18 لحجاج شركات السياحة لرصد اى شكاوى من الحجاج؛ او شركات السياحة؛ لافتا أن اللجان لم ترصد اى شكاوى حتى الآن وأن كافة الأمور تسير بشكل طبيعي وفقا للخطة التى تم إعدادها قبل بداية الموسم .
كما اضاف علاء الغمرى عضو لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، أن سقوط الأمطار فى يوم عرفه قد أعطى روحانيات إضافية لليوم بين صفوف الحجاج ، وخاصة أن الأمطار سقطت بغزارة لم تحدث من قبل .
وأشار الغمرى إلى أن شركات السياحة قد استعدت للموسم ووضعت خطة شاملة بداية من التعاقد مع اتوبيسات حديثة موديلات 2019 و2020 ؛ لتسهيل عملية نقل الحجاج بين المشاعر المقدسة الأمر الذي ادى لتفادى المعوقات التي كانت تحدث من تعطل الاتوبيسات أو عدم قدرتها على الصعود فى المطالع والأماكن المرتفعة.
واوضح أنه لم يحدث سوى حالتين لتعطل الاتوبيسات أثناء عملية النفرة من عرفات إلى المزدلفة، واحد فى الحج البرى، والآخر لحج الأربع نجوم، وتم التدخل سريعا فور حدوث الأزمة وتم حل الأزمة بوجود اتوبيسات بديلة قامت على الفور بنقل الحجاج لاستكمال باقى المناسك.
وتستوعب منشأة الجمرات 300 ألف حاج، ويبلغ طولها 950 متراً وعرض 80 متراً وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا، وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.
ويتكون المشروع من خمسة طوابق ارتفاع كل منها 12 متراً ، وتتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة.
ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية و11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ، وأنفاق أرضية ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة .
ويعد المشروع من أبرز المشروعات لتوفير الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام , والقضاء على المخاطر التي كانت تحدث بمنطقة الجمرات وتجنب جميع المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد الذي كان يحدث عند رمي الجمرات.
ويحتوى المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات , فيما أسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول (40) مترا بشكل بيضاوي في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، مما ساعد في الحد من أحداث التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات.
ونجح قطار المشاعر المقدسة في نقل 1.087.320 حاجا خلال 45 ساعة اشتملت على عدد من المراحل هي التصعيد والنفرة ورمي جمرة العقبة الكبرى خلال موسم حج هذا العام وفقا لما ما أعلنته الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار"، الجهة المشغلة لقطار المشاعر المقدسة وذلك بالتنسيق مع "هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة"، والجهات ذات العلاقة.
وأشار المشرف على مشروع قطار المشاعر المقدسة المهندس محمد فدا إلى أن المرحلة الأولى لقطار المشاعر انطلقت في الساعة الرابعة من فجر السابع من ذي الحجة وهي حركة مترو عادية يتوقف القطار فيها في جميع المحطات، وانتهت في الساعة السادسة مساء وتم خلالها نقل أكثر من 16 ألف حاج بين المحطات التسعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة