لم تجد دولة الاحتلال الإسرائيلى أسهل من مواقع التواصل الاجتماعى لا سيما "فيسبوك" و"تويتر" و"تليجرام" لغزو عقول الشباب العربى من المحيط إلى الخليج من خلال تدشين العشرات من الصفحات التى تخاطب الشعوب العربية من أجل تحسين صورتها الملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرياء.
وتلعب تلك الصفحات المشبوهة التى ترعاها أجهزة المخابرات الإسرائيلية على الوتر الحساس لدى العرب ألا وهو الدين ، حيث برز فى هذا الشق "أفيخاى آدرعى"، المتحدث الرسمى باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى ،فلا يمر يوم من أيام الجمعة الذى هو عيد أسبوعى للمسلمين إلا ويقدم تهنئة للمسلمين بهذا اليوم مصحوبة بعدد من النصائح الهادفة لغسل عقول الشباب العربى ،مستخدماً عدد من الأحاديث والآيات القرآنية الكريمة ويعيد تأويلها، ولا يفوته عيدى الفطر والأضحى ليقدم التهانى للمسلمين .
صفحة أفيخاى
والهدف الخبيث من ذلك هو استدراج الشباب للتفاعل على صفحته الرسمية بهذا الأسلوب المشوق بنشره منشورات دينية بلغة عربية فصحى أو عامية للفت انتباههم ومن ثم استدراجهم تدريجيا وفق خطته التى وضعتها أجهزة استخبارات بلاده، لرسم صورة وردية مغايرة لكيانه المحتل.
ونجح أفيخاى طيلة السنوات الماضية، فى تحقيق بعض أهداف مهمته، فقد وصل عدد المتابعين لصفحته على موقع "فيسبوك" قرابة المليون ونصف المليون متابع من كافة أنحاء العالم العربى، وهو يسعى لزيادة هذا الرقم لأضعاف مضاعفة، فبرغم من هجوم الكثير عليه ونعته بأفظع الصفات كونه أحد رموز كيان الاحتلال، إلا أن البعض قد خدعوا بحيله وراحوا يتجاوبون معه بتعليقات حميمة تظهره بالشخص الودود المحب للسلام.
أدرعى كما يعرف نفسه على حسابه الرسمى، من مواليد مدينة "حيفا" الفلسطينية المحتلة عام 1982، ومقيم حاليا فى مدينة تل أبيب، بدأ يهتم باللغة العربية منذ صغره حيث تخصص فى الثانوية باللغة العربية وعلم الحاسوب، وحسب تعريفه الشخصى يضيف: "خدمتى العسكرية فى صفوف الجيش بدأت عام 2001، كجندى أخذ على عاتقه مهمام ووظائف مختلفة فى شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وفى عام 2005 كان لى شرف تولى منصب الناطق الرسمى باللغة العربية بلسان جيش إسرائيل والمسئول عن العلاقات الإعلامية مع وسائل الإعلام العربية".
اسرائيل فى مصر
كما لعبت وزارة الخارجية الإسرائيلية دوراً مشبوهاً فى استقطاب الشباب العربى عبر تدشين العديد من الصفحات التى تخاطب المصريين بصفة خاصة وفى مقدمتها إسرائيل تتكلم العربية وإسرائيل فى مصر .
اسرائيل فى مصر
وتهدف هاتان الصفحتان إلى التواصل مع المصريين ونشر اخبار السفارة والسفراء الإسرائيليين فى القاهرة ، لا سيما الحالى ديفيد جوفرين ، فوفق موقع الخارجية الإسرائيلية فإن صفحات إسرائيل بالعربية على موقع "فيسبوك" تسمح لممثلى الخارجية بالتوجه مباشرة إلى القراء العرب، ويحاولون عبرها تحسين صورة إسرائيل، حيث تقول: "نحن نتجاوز الحكومات والإعلام ونصل مباشرة إلى المواطن العربى، فقبل 10 سنوات لم تربطنا أى علاقة بمن فى المنطقة، ولم نكن نعلم حتى ماذا يكتب فى صحفهم، ومن المثيرة للدهشة أننا أصبح يربطنا علاقة مباشرة مع الناس فى كل دولة عربية".
كما أن هناك صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، بالعربية وصفحة متحدثه الرسمى أيضا بجانب العشرات من الصفحات الأخرى كصفحة إسرائيل تتكلم بالعربية وإسرائيل فى مصر وإسرائيل فى الأردن والاقتصاد الإسرائيلى وغيرها من الحسابات الالكترونية الاتى تعمل على استمالة قلوب الشباب العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة