"أنام فى الوردية ولا يتأثر العمل.. حلال أم حرام ؟"، هذه ليست مزحة أو نكتة، بل سؤال أرسله أحد المتابعين للصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على " فيس بوك" يسأل عن حكم نومه خلال ساعات العمل، دون أن يدرك المعنى البسيط الذى تحمله العبارة وهى "ساعات العمل" وليس "ساعات النوم"، فالرجل اعتقد أن من حقه أن ينام فى الوردية طالما أن العمل لم يتأثر أو ماكينة الإنتاج لم تتوقف.
هل الإجابة تحتاج إلى مفتى أو عالم دين ليرد على هذا الرجل، الذى يسعى للنوم حتى فى العمل، هل الدين له علاقة بتقصير الفرد وإهماله، هل يمكن لأى دين أن يبرر الغش والخداع والإهمال فى حق الغير، لماذا نحاول دائما أن نغطى على أخطائنا ومشكلاتنا وأزماتنا بغطاء الدين، بل ونحاول خلق مبررات ورخص لأنفسنا، حتى وإن كانت من نوعية " أنام فى الوردية وأترك العمل".
نحن لا نتحاج إلى مفتين أو علماء دين بقدر ما نحتاج إلى ضمير واع يفرق بوضوح شديد بين الصواب والخطأ، والحق والباطل، ودون أن نسعى إلى هذا أو ذاك ليبرر لنا ما نرتكبه فى حق المجتمع من أخطاء، فمصر أحوج من أى وقت آخر إلى العمل والجد، لا النوم والغفلة والسعى نحو الفهلوة والحداقة، ولا يمكن أن نعبر خطوة واحدة للأمام وعقلية العمال والموظفين والمهندسين والأطباء، والموظفين فى مختلف القطاعات مازالت تسأل هل النوم فى الوردية أو نوبة العمل حلال أم حرام ؟!
فكرة أن البعض يقوم بأكثر من عمل فى وقت واحد مقدرة ومعتبرة وندرك جميعا أبعادها ونفهم مقاصدها، فى ظل سعى الشباب إلى تحقيق ذاته وبناء مستقبله، ولكن لا يجب أن يكون هذا المنطق بكل حال على حساب العمل، فهو الثمرة التى نحصد جميعا نتائجها والسلعة التى نتباهى بجودتها والصنعة التى تحمل اسم مصر فى الداخل أو الخارج، فلا يمكن أن تكون هذه السلعة معيبة أو فاسدة أو بجودة 50% لأن العامل المسئول عنها نام ساعة فى الوردية أو تكاسل عن أداء دوره، الذى يتقاضى عنه مرتبا فى نهاية كل شهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة