على غرار انفجار "تشيرنوبل" الذى وقع فى 26 أبريل 1986..شهدت روسيا انفجارا بالقاعدة العسكرية نيونوكسا بمدينة سفرودفنسك شمال روسيا الخميس الماضى، وبدا للساعات الأولى أنه غامض حيث انتظرت السلطات الروسية يومين لتعلن فى النهاية أنه "انفجار نووى"، قد وقع أثناء اختبار صاروخ على منصة بحرية في أقصى الشمال الروسي.
وقالت السلطات إنها اضطرت لإغلاق جزء من خليج في وايت سي(البحر الأبيض) أمام حركة الشحن.
واكد خبراء أن الانفجار مرتبط باختبار صاروخ "بوريفيستنيك" الذي كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في فبراير أن اختباراته تجري بنجاح، وقد ألقى عصف الانفجار بعناصر في البحر.
وأعاد الحادث إلى الأذهان كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل في مقاطعة كييف فيحين والذى راح ضحيته 36 ألف شخص بخلاف معاناة التسرب الإشعاعي الذي لحق بها والتخريب البيئي الناجم عن مفاعل تشرنوبل، ما دفعت السكان في روسيا إلى الفرار إلى الصيدليات للحصول على أقراص اليود التي يتعين عليهم أخذها حال التسرب الإشعاعي الناتج عن الانفجار الذي حدث منذ يومين.
وفى تفسيره للواقعة قال رئيس الوكالة الاتحادية للطاقة الذرية الروسية "روساتوم"، إن الخبراء السبعة الذين قضوا في انفجار كانوا يعملون على تطوير "أسلحة جديدة"، متعهدا بمواصلة الاختبارات "حتى النهاية"، على الرغم من الحادث.
وقال خبراء أمريكيون إن الانفجار مرتبط باختبار صاروخ "بوريفيستنيك" الذي كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد أعلن في فبراير أن اختباراته تجري بنجاح.
ونقلت وكالات أنباء عن رئيس "روستاتوم"، أليكسي ليخاتشيف قوله إن "أفضل طريقة لتكريمهم هي بمواصلة العمل على الأسلحة الجديدة"، وتابع: "نحن نؤدي مهمة من أجل الوطن"، مضيفا أن أمن البلاد سيكون "مضمونا".
وأقامت روسيا مراسم تأبين للخبراء الخمسة في مدينة ساروف المغلقة في منطقة نيجني نوفجورود الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر شرق موسكو، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وقد كرم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين 5 من أسر الضحايا .
نتائج وخيمة للانفجار
وأكدت بلدية مدينة "سفرودفنسك" القريبة من القاعدة العسكرية أن أجهزتها للاستشعار "سجلت ارتفاعا لوقت قصير في التلوث الإشعاعي" من 4 إلى 16 مرة فى المدينة الروسية التى وقع بها الانفجار مما سبب حالة هلع للسكان الذين تدافعوا لتناول أقراص اليوم بشكل هيستيرى خوفا من نتائج الاشعاع.
روسيا مستمرة فى اختباراتها النووية
وفى اول تعليق لها عقب الانفجار قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يعلم "الكثير" عن الانفجار الذي وقع الخميس في قاعدة عسكرية روسيا، مؤكّداً أنّ الولايات المتحدة تمتلك سلاحاً مشابهاً لذلك الذي يرجّح أنّه سبب الانفجار، في معلومة سارع خبير أسلحة أميركي مرموق إلى نفيها.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر إنّ "الولايات المتحدة تعلم الكثير عن انفجار الصاروخ في روسيا. لدينا تكنولوجيا مماثلة، وإن كانت أكثر تطوراً. لقد أثار انفجار الصاروخ الروسي قلق الناس بشأن الهواء المحيط بالمنشأة وما بعدها. ليس جيّداً!".
لكنّ خبير الأسلحة الأمريكي جو سيرينسيوني سارع إلى نفي ما أعلنه ترامب بشأن امتلاك الولايات المتحدة صاروخاً مشابهاً للصاروخ الروسي.
وقال رئيس "صندوق بلاو شيرز" المنظّمة التي تدعو لنزع السلاح النووي في العالم، في تغريدة على تويتر "هذا غريب. ليس لدينا برنامج لصواريخ كروز تعمل بالطاقة النووية".
وأضاف "حاولنا بناء واحد، في الستينيات، لكنّ المحاولة كانت هذيانية جداً وغير قابلة للتنفيذ وقاسية للغاية حتى بالنسبة إلى سنوات الحرب الباردة تلك من الجنون النووي".
وبحسب خبراء الأسلحة لأميركيين فإن الانفجار الذي وقع الخميس الماضي مرتبط على الأرجح باختبارات لصاروخ مجنّح يعمل بالطاقة النووية وتطلق عليه روسيا اسم 9أم730 "بوريفيستينك"، وهو أحد الأسلحة الجديدة التي وصفها الرئيس فلاديمير بوتين في بداية العام بأنّها "لا تقهر".
ويطلق حلف شمال الأطلسي على هذا الصاروخ اسم "إس إس سي-إكس-9 سكاي فال".
ووقع الحادث الخميس في منشأة عسكرية بمنطقة القطب الشمالي على سواحل البحر الأبيض، إلا أن السلطات الروسية انتظرت حتى السبت لكي تقرّ بأنه نووي.
وأدّى الانفجار إلى ارتفاع وجيز في مستوى النشاط الإشعاعي.
تكريم الضحايا
وقالت السلطات إن روسيا منحت أوسمة لخمسة خبراء نوويين و "أبطال قوميين" لقوا حتفهم في الانفجار أثناء اختبار محرك صاروخ.
وقدم المسؤولون معلومات شحيحة للغاية عن الانفجار الذي وقع على منصة بالبحر الأبيض قبالة شمال روسيا وأدى إلى ارتفاع مستوى الإشعاع في مدينة قريبة.
وقال خبراء نوويون مقرهم الولايات المتحدة إنهم يشتبهون في أن الانفجار حدث أثناء اختبار صاروخ كروز قادر على حمل رؤوس نووية تفاخر به الرئيس فلاديمير بوتين العام الماضي.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مسؤولين قولهم إن النار اشتعلت في وقود الصاروخ مما تسبب في انفجاره وأدت قوة الانفجار إلى إلقاء عدة أشخاص في البحر.
وقال فالنتين كوستيوكوف الذي يرأس مركزا نوويا يعد جزءا من شركة (روس-أتوم) النووية الروسية المملوكة للدولة "من قاموا بالاختبار أبطال قوميون".
وطبقا لبيان من شركة (روس-أتوم) قال كوستيوكوف "هؤلاء الأشخاص كانوا صفوة المركز النووي الاتحادي الروسي وقاموا بالاختبار في ظل ظروف صعبة بشكل لا يصدق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة