أثارت دعوة قيادى فى الحشد الشعبى العراقى بحل القوات المسلحة العراقية استهجانا وغضبا وانتقادات فى الشارع العراقى، وذلك فى وقت يطمح فيه العراقيون لتعزيز ودعم مؤسسات الدولة الوطنية بعد الحرب الضارية التى خاضتها قوات الجيش ضد تنظيم داعش الإرهابى.
وأعربت قيادة العمليات المشتركة فى الجيش العراقى، الخميس، عن استنكارها للتصريحات التي أطلقها قيادى عسكرى عراقى طالب فيها بحل الجيش ووصفه بأنه "جيش مرتزق".
قوات الجيش العراقى فى الموصل
كان معاون زعيم كتائب النجباء، يوسف الناصرى، قد وصف فى تصريح تليفزيوني، الجيش العراقى بـ"المرتزق" وطالب بحله وإسناد مهامه إلى الحشد الشعبى.
ووصف نائب قائد العمليات المشتركة فى الجيش العراقى الفريق الركن، عبد الأمير رشيد يار الله، تصريحات الناصرى بأنها "غريبة ومفاجئة"، قائلا: إنه وجه للجيش "تهمًا قاسية تطعن بوطنيته".
الجيش العراقى
وطالب يار الله فى بيان الناصرى بـ"سحب تصريحه والاعتذار عنه"، قائلا إن "هذا التصريح لا يشكل إساءة للجيش العراقى البطل فحسب، وإنما لكل الشهداء والمضحين من أبنائه ولعموم الشعب العراقى".
وأكد الفريق يار الله أن قيادة العمليات المشتركة بالجيش العراقى "تحتفظ بحقها القانونى فى اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق من يحاول الإساءة للجيش العراقى والقوات الأمنية العراقية".
بدوره أكد الخبير العسكرى العراقى مؤيد الجحيشى أن دعوات حل الجيش العراقى تعود إلى عام 1979 بعد اندلاع الثورة الإيرانية وحل الجيش الإيرانى، لافتًا إلى أن المناداة بحل الجيش العراقى ووصفه بجيش مرتزقة هى دعوات قديمة أعادت بعض الأطراف المطالبة بها، مؤكدًا رغبة بعض الأحزاب العراقية إضعاف الجيش واستبداله بالحشد الشعبى.
الخبير العسكرى العراقى مؤيد الجحيشى
وأشار الخبير العسكرى العراقى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى الانتكاسة التى تعرض لها العراق بعد قرار بريمر بحل الجيش عام 2003، وذلك بتوجيه من الأحزاب العراقية التى سيطرت على البلاد بعد إسقاط نظام الرئيس صدام حسين.
وأكد الخبير العسكرى إلى أن الجيش العراقى يستحيل أن يكون موازٍ للأحزاب العراقية التى تريد القضاء على نخبة الجيش العراقى الذين درسوا فى الخارج ولهم خبرات عسكرية واسعة، مضيفًا: "أؤكد لك بأنه سيتم حل الجيش العراقى بأى صورة من الصور واستبداله بالحشد الشعبى"، لافتًا إلى أن الحشد الشعبى ستغلل تدريجيًا داخل الجيش تمهيدا لإضعافه قبل حله.
إلى ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة المستنصرية فى العراق عصام الفيلى أن أى دعوات لحل الجيش العراقى تمثل انتكاسة للدولة العراقية، معربًا عن خيبة أمله من قرار بريمر عام 2003 بحل الجيش العراقى.
أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة المستنصرية فى العراق عصام الفيلى
وأكد الفيلى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من العراق، الخميس، أن التصريحات الصادرة بخصوص حل الجيش الليبى هى فردية ولا تعبر عن وجهة نظر أى جهة ولا تلقى قبولاً أو رغبة شعبية، مشيرًا إلى أن هذه الدعوات واجهت استهجانًا كبيرًا من الشعب العراقى.
وأشار الفيلى إلى أن قوات الجيش العراقى فى حاجة لتعزيز قوته بشكل كبير خلال هذه الفترة، مؤكدًا أن الدولة التى تمتلك مؤسسة عسكرية قادرة على التصدى للإرهاب ستنجح بمواجهة أى تحد.
بدوره أكد النائب عن "تحالف سائرون" علاء الربيعى، أن تحالفه يطالب وزارة الدفاع العراقية بإقامة دعوى قضائية ضد من أساء للجيش العراقى، محذرًا من "استمرار أصوات النشاز".
وفى سياق متصل، دعا زعيم التيار الصدرى فى العراق، مقتدى الصدر، أنصاره إلى التظاهر، الجمعة، فى مختلف مدن البلاد لمساندة الجيش العراقى.
وجاءت دعوة مقتدى الصدر، ردًا على دعوات حل الجيش العراقى واتهامه بالخيانة عقب حادثة انفجار مخازن العتاد داخل معسكر الصقر فى بغداد.
كان الأمين العام لما يسمى "مجلس شورى العلماء" فى كتائب النجباء، يوسف الناصرى، قد دعا إلى حل الجيش العراقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة