مع حلول الذكرى السادسة لفض اعتصام رابعة، عملت جماعة الإخوان الإرهابية على كتابة شهادة وفاتها بيدها داخل مصر حيث عمدت تهديد الدولة والمصريين بمستقبل مفخخ حال عدم عودة محمد مرسى للحكم، ولا ننسى فى ذلك تهديدات عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة، وصفوت حجازى الداعية الإخوانى، والشيخ فوزى السعيد الداعية السلفى الموالى للإخوان، وطارق الزمر المتورط فى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وغيرهم من قيادات الإخوان وحلفائها - للدولة المصرية وأهلها من أعلى منصة رابعة العدوية.
وما شهده الاعتصام من تحريض من قيادات الجماعة على المنصة ضد الشعب المصرى جعلتها تخسر الكثير من قواعد شعبيتها داخل مصر، والتى وصلت إلى حد التهديد باستمرار الإرهاب فى سيناء وسحق الشعب المصرى، وكان من ضمنهم صفوت حجازى داعية إخوانى بطعم الدم، فكان يصول ويجول ويهدد ويتوعد ويعلل كلامه بأن محمد مرسى هو أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير، ولم ينتبه الرجل أن المصريين الذى خرجوا فى 25 يناير كان أكثر منهم فى 30 يونيو لإسقاط حكم المرشد، ومن ضمن تهديداته الصريحة لأهل مصر، قوله: "أقولها مرة أخرى، الرئيس محمد مرسى الرئيس المصرى اللى هيرشه بالمية هنرشه بالدم"، وقد قوبلت كلمات الدموية من أعلى منصة اعتصام رابعة العدوية بتهليل وتكبير من قواعد الجماعة".
وأيضا طارق الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية، والهارب حاليا فى قطر، هدد من أعلى منصة رابعة العدوية هدد الشعب المصرى بقوله : "سنسحقهم يوم 30 يونيو وستكون الضربة القاضية"، كما توعد سلفى مؤيد لجماعة الإخوان بقوله هنفجر مصر، مطالبا بعودة محمد مرسى للحكم، معتبرا مؤيدى المعزول "تنظيم قاعدة جديد" فى مصر.
الباحث الإسلامى هشام النجار، اعتبر أن شهادة وفاة الجماعه الإرهابيه كتبت بعد فض اعتصام رابعه بناء على مجموعه من الشواهد، أولها يتمثل فى تقديم العلاقات الخارجية والوعود التى تلقتها من جهات ومنظمات دولية بدعمها على التوافق الداخلى مع محاولات البعض لسبل التقارب والرضاء بالتنازل وفض الاعتصامات، بجانب استقوائها بالأطياف وفصائل الإسلام السياسى والجهادى والتى نتج عنها وجود تشكيل عصابى مسلح، مشددا على أن هذه العوامل عجلت بكتابة شهادة وفاة الجماعة.
واعتبر "النجار" أن كل هذا أثبت أمام الشعب وبالأخص إنشاء خلايا مسلحة، بأنها جماعة خرجت من نطاق أنها فصيل سياسى ويقبل بالمعادلة السياسية إلى نطاق الجماعة السرية المسلحة، ومن كونها فصيلا وطنيا يقبل بالتوافق الداخلى المحلى وتقديم المصالح الوطنيه على حسابها.
ولفت إلى أنه تكشف للشارع المصرى بأنه تم خداعه بخطاب عاطفى ودينى اعتمد على المغازلة ، ومع فض هذا الاعتصام والذى كان يمثل معسكرا مسلحا للدولة أن الجماعة تعمل لغرض سياسى ولمصالح حزبية ضيقة واتخذت هذا الاعتصام كستار لها.
وشدد أنه ظهر للجميع حقيقة الجماعة وممارساتها على الأرض والتى كشفت كثير من الحقائق وتسارعها فى استخدام الدين بالشعارات الزائفة، قائلا : " ولا ينسى فى ذلك أن قيادات جماعه الإخوان حددوا ساعه فض الاعتصام كساعه صفر للهجوم على الكماين ومراكز الشرطه و الكنائس ومع انطلاق المواجهه العسكرية وضح للجماهير أنه لا يوجد أى مطالبه سياسيه وتتعمد ممارسة العنف بشكل علنى والذى كان إعلان بشكل رسمى لانتهاج الجماعه العداوه للشعب والعنف ضده".
بينما يقول النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجيه بمجلس النواب ، إن اعتصام فض رابعه كان شهادة وفاة للجماعة أمام الشعب المصرى ، قائلا: " قاطنو العقارات المحيطه باعتصام مدينة نصر ذاقوا الويل بسبب هذا الاعتصام وكانوا شهود عيان على كل ما حدث فيه من تسليح وعنف وممارسة عمليات تعذيب بدنى لمن رفض الاعتصام".
وشدد أن هذا الاعتصام كان آخر مسمار كانت تحاول الجماعه استخدامه سياسيا للبقاء على قيد الحياه فى مصر ، ولكن استخدامها العنف الدائم والتهديد من على منصة رابعة للشارع المصرى منها أقاويل "هنولع مصر .. هنخرب مصر " جعلت استمرارهم بين الشارع المصرى مستحيل.
ولفت إلى أن الجماعه الإرهابيه كانت تدرك أنه بفض هذا الاعتصام سينتهى أمرها ، وهو ما جعلها تتصرف بشكل جنونى أظهر أمام الجميع عنفهم وعدم الحرص على مصالح الشارع المصري بل مصالحهم الشخصيه مقابل أى شىء حتى ولو كان الثمن دم الشعب المصرى.
ويؤكد طه على الباحث السياسى ، أن الجماعه كان عليها أن تتخذ أحد الخيارين لا ثالث لهما منذ 30 يونيو وهو السلمى الجاد بالانضمام لمعسكر الدوله المصريه والحفاظ على استقرارها والانخراط بالحياه السياسيه بالاعتراف بالخطأ، والخيار الثانى هو عدم الاعتراف والاستمرار فى طريقها وخاصة أنهم لم يكونوا واثقين من قدرتهم على تقبل الهزيمة.
وتابع قائلا : "الحقيقه أن الجماعه رفعت سقف توقعاتها وتمسكت بمطالب خارجة عن المنطق، وتمسكت بخطاب دموى وفضلت أن تسير عكس قرار الدولة المصريه وهو ما جعل هناك انتحار سياسى لها .. وخاصة أن الجميع قد تبين له أن هناك مؤامره ضد الدوله المصريه وتبين أنها كانت تستهدف إسقاط دول ".
وشدد أن الجماعة فضلت أن تقف فى المعسكر الدموى والذى كان خارجا عن المنطق واصطدمت مع الجميع وهو ما جعلها لا تبقى، موضحا أن الجماعة تاريخيا كانت تتصارع مع الحكومات السابقه، لكن انتحارها هنا كان اصطدامها بالصف الوطنى خاصة وأن المجتمع بأكمله حرص على استقرار الدولة ومعسكر 30 يونيو.
وأكد أن اصطدامها بالمجتمع جعلها تعبر عن غضبها بأبشع الأخلاقيات، كما أن عوامل دعم الجماعه تاريخيا تشهد بأنها كانت تحصل على الدعم والبقاء من المجتمع ولكن هذه المره كان الاصطدام معه هو نفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة