صفحة جديدة يسطر فيها السودان تاريخ بلاده الحديث، وبحضور رؤساء دول ووفود رسمية عربية وأفريقية ودولية، ومشاركة رئيس الوزراء مصطفى مدبولى ممثلا لمصر، تم التوقيع النهائى، اليوم السبت، على وثيقة الإعلان الدستورى، والتى ستحكم المرحلة الانتقالية الممتدة لـ 39 شهرًا، فى حفل توقيع كبير فى العاصمة الخرطوم أطلق عليه "فرح السودان".
وجاءت الوثيقة بعد أسابيع من المفاوضات المتواصلة بين المجلس العسكرى الانتقالى، الذى يحكم السودان منذ عزل الرئيس السابق، عمر البشير، وقوى الحرية والتغيير، التى قادت الحراك فى الشارع، ووقع الاتفاق نائب رئيس المجلس العسكرى السودانى، محمد حمدان دقلو، إلى جانب أحمد ربيع، عن قوى الحرية والتغيير، بعد أن وقع الطرفان على الوثيقة بالأحرف الأولى، يوم 4 أغسطس.
وتنهى وثيقة الإعلان الدستورى فترة حكم المجلس الانتقالى التى بدأت فى أبريل الماضى، كما تشير الوثيقة إلى أنه سيتولى مجلس سيادى الإشراف عليها. وحسب الجدول الزمنى فإن الـ 18 من أغسطس، سيشهد حل المجلس العسكرى وتعيين مجلس السيادة. وفى 19 أغسطس، يؤدي أعضاء مجلس السيادة القسم أمام رئيس القضاء، وفي نفس اليوم يكون أول اجتماع للمجلس. وفى 20 أغسطس، يعين رئيس مجلس الوزراء السوداني وفي اليوم التالي يؤدي القسم أمام مجلس السيادة وأمام رئيس القضاء.
ويتشكل المجلس السيادي من ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي، وقوى الحرية والتغيير التي قادت الحراك في الشارع، ومن بين اختصاصاته، تعيين رئيس مجلس الوزراء الذي تختاره قوى الحرية والتغيير، واعتماد أعضاء مجلس الوزراء الذين يعينهم رئيس مجلس الوزراء، واعتماد ولاة الولايات بعد تعيينهم من رئيس مجلس الوزراء، واعتماد تعيين أعضاء المجلس التشريعي الانتقالي. وأيضا الموافقة على تشكيل مجلس القضاء العالي، واعتماد تعيين رئيس القضاء وقضاة المحكمة العليا ورئيس وأعضاء المحكمة الدستورية بعد ترشيحهم من قبل مجلس القضاء العالي، الموافقة على تعيين النائب العام بعد اختياره من قبل مجلس الوزراء، اعتماد سفراء السودان في الخارج بترشيح من مجلس الوزراء، و قبول واعتماد السفراء الأجانب لدى السودان.
وعقب التوقيع، عمت الاحتفالات السودان ويعتبر المتظاهرون، وممثلوهم السياسيين الاتفاق انتصارا للثورة وأهدافها ويرى قادة الجيش أنهم بذلك جنبوا البلاد حربا أهلية، وأعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير، عن تسيير مواكب جماهيرية بكل ولايات البلاد اليوم السبت احتفالاً بالتوقيع النهائي على الإعلانين السياسي والدستوري . وقالت في بيان رسمي "ستنطلق مواكب الحرية والمدنية في تمام الساعة 3 مساءً في الأقاليم والعاصمة".
من جانبه قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الذى وقع شاهدا على الوثيقة، نؤكد دعمنا لخيارات الشعب السوداني. كما رحب الأردن بتوقيع اتفاق الخرطوم الذي يؤسس للمرحلة الانتقالية في البلاد، ووصف رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد اليوم بالتاريخي، معتبرا أنه بداية مرحلة جديدة في السودان، وقال ممثل الاتحاد الأوروبي أن اتفاق المرحلة الانتقالية فرصة لتحقيق السلام في السودان، وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي أن القادة العسكريون والمدنيون فى السودان بذلوا جهدا كبيرا للوصول إلى اتفاق المرحلة الانتقالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة