منذ قديم الزمن وتمتاز الواحات المصرية بإنتاج أفضل أنواع الزيتون المنتج للزيت النقى شديد التركيز، وخاصة فى واحتى الداخلة والفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، حيث ما زالت منتجات المحافظة من زيت الزيتون لها سمعة طيبة، وذلك لما يتميز به زيت الزيتون المنتج من المحافظة بنقائه وجودته العالية.
ورغم مرور قرون طويلة منذ فترة الحكم العثمانى والمملوكى فى مصر ما زالت آثار تميز واحات الوادى الجديد بمنتجاتها من زيت الزيتون فائق الجودة باقية حتى الآن والتى تتجسد فى معصرة الزيتون الخشبية التى أنشئت منذ حوالى 4 قرون فى قرية القصر الإسلامية بالداخلة، والتى تم صنعها من أشجار خشب السنط وحجر النار وخوص النحيل والفخار.
رصدت عدسة اليوم السابع مكونات وملامح أقدم معصرة زيتون فى الوادى الجديد خلال جولة داخل مبنى المعصرة الكائن فى حارة عائلة خلف الله فى القصر القديمة والذى يتكون من مبنى من طابقين بالطوب اللبن وينقسم إلى جزئين الأول ويحتوى على آلة الجرش، والتى تعمل بجر الدواب لتشغيل الحجر العملاق لطحن وجرش الزيتون وتجهيزه للمرحلة الثانية.
ويشمل الجزء الثانى من المبنى غرفة العصر والتى تحتوى على آلة عصر خشبية يتم وضع الزيتون المجروش فيها وبالدوران المستمر يتم عصر الزيتون ويجرى تصفية الزيت عبر مصافى من الخوص لضمان نقائه ويتم تجمسعه تباعا فى أوانى فخارية مجهزة لهذا الغرض.
قال محمد سنوسى من أهالى قرية القصر الإسلامية فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" أن معصرة الزيتون هى من أهم معالم قرية القصر الأثرية والتى تتبع الآثار الإسلامية وكانت منذ قديم الزمن مصدر الفرحة للأهالى ورمز النقاء لكونها تنتج الزيت الطيب حتى كان الكثير يطلقون عليها اسم بيت الزيت الطيب لما تنتجه من زيت شافى وعلاج للامراض، وغذاء كامل الدسم بجانب وجبات الوحية القدامى.
أضاف سنوسى أن معصرة الزيتون تمثل أهم مزار سياحى للوفود التى تزور قرية القصر للتعرف على معالم المدينة الإسلامية القديمة ويحرص الزوار على الدخول الى المعصرة القديمة للتعرف على طريقة عصر الزيتون منذ مئات السنين، حيث تظل اشجار السنط شاهدة على عظمة التصميم ودقته فى تشغيل تلك المعصرة التى كانت مصدر الخير لأهالى المدينة حتى وقت قريب.
أكد سنوسى على أن إنتاج زيت الزيتون فى المعصرة كان يخضع لعدد من المراحل والمتابعة الشديدة، وذلك من خلال انتقاء أفضل أصناف الزيتون الذى يتم عصره وكذلك الحرص الشديد على عدم وصول أية شوائب للزيت المستخلص، ولا يمكن إضافة أية سوائل أخرى للزيت حتى يتم تعبئته فى الجرار الفخارية وبيعه للمشترين وفقا لاحتياجاتهم.