العالم على حافة التوتر وبينما تبدو الحرب قريبة تتراجع بنفس الدرجة، والتوتر يتنقل بين نقاط فى آسيا، ترتفع حرارتها وتحيطها سحب التهديد من كل جانب يبقى تهديد حذر باستعمال القوة من دون أن يمتلك أى طرف شجاعة البدء بحرب يصعب توقع نهاياتها.
من مضيق هرمز حيث التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بلغ أعلى درجات التهديد ليعود إلى حالة ثبات حذرة يصعب توقع خطواتها القادمة، وبعد أن حشدت الولايات المتحدة بعض حاملات الطائرات فى الخليج واحتجزت أمريكا ناقلة إيرانية فى جبل طارق وردت إيران باحتجاز ناقلة بريطانية فى مضيق هرمز تناثرت التصريحات بين الأطراف لتتوقف عند توتر يبقى قابلا للاشتعال، فقد قال مساعد وزير الدفاع الإيرانى سعيد شعبانيان، إن بلاده «جاهزة لاستهداف أى عدو يقع على مدى ألفى كيلومتر»، بعد أن صارت منظومة «باور 373» جاهزة للاستخدام وهى منظومة دفاع صاروخى متقدمة أعلنت إيران نصبها، مؤخرا.
ومن الخليج إلى الهند وباكستان، ومنذ ألغت الهند الوضع الخاص للشطر الهندى من كشمير وفى أول أغسطس بدأت أزمة حادة بين الهند وباكستان. وتبادل الطرفان التهديدات ووضعت القوات المسلحة الهندية فى ولاية جامو وكشمير السابقة، فى حالة تأهب قصوى، وقالت الهند إن لديها معلومات تشير إلى أن الجماعات «المدعومة من باكستان»، قد تحاول زعزعة استقرار الوضع فى المنطقة.
قضية كشمير مستمرة بين الهند وباكستان منذ عام 1947، تاريخ استقلالهما عن بريطانيا، وترى إسلام آباد أن الهند تحتل جامو وكشمير، بينما تتهم نيودلهى جارتها بدعم الانفصاليين وتوفير معسكرات تدريب لهم. البلدان عززا باستمرار ترسانتهما النووية والصاروخية، ما يضع المنطقة والعالم، فوق خطر السلاح النووى.
وزير الخارجية الباكستانى، شاه مسعود قرشى، قال، فى خطاب له، إن «بلاده لن تكون السبب فى نشوب صراع، لكن إذا اختارت الهند اللجوء للقوة مجددا.. فستضطر باكستان للرد دفاعا عن النفس»، بينما وزير الدفاع الهندى، راجناث سينج قال، إن بلاده لا تزال تلتزم بشدة، بسياستها فى عدم البدء باستخدام السلاح النووى»، لكن الظروف اللاحقة ستحدد ما إذا كان موقفها سيتغير.
مجلس الأمن اجتمع لبحث القضية بناء على طلب الصين وباكستان، وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولى حول كشمير الجمعة: «ندعو الطرفين إلى ضبط النفس وندعو إلى تفادى أى أعمال تؤدى إلى التصعيد». وطلب الرئيس الأمريكى ترامب الحوار لإنهاء النزاع.
كل هذا فى وقت ما تزال التوترات التجارية والسياسية تتصاعد بين بكين وواشنطن، بسبب الاتفاقات التجارية المعلقة، وتصريحات أمريكية اغضبت الصين بشأن الاحتجاجات فى هونج كونج. واتهمت الصين أطرافا أمريكيين بدعم من تصفهم بالانفصاليين فى هونج كونج. وهددت بكين باستعمال القوة لإنهاء المظاهرات المستمرة من 11 أسبوعا اعتراضا على مشروع قانون بتسليم المجرمين لمحاكمتهم فى الصين، وبالرغم من تعليق القانون إلا أن المظاهرات استمرت ووسعت مطالبها بالانفصال عن الصين. ولا تبعد روسيا عن هذه النقاط المتوترة، حيث تواجه شدا وجذبا من الولايات المتحدة وتسعى لبناء تحالفاتها اقترابا من الصين. ويعود التوتر للكوريتين وعلى وقع مناورات أمريكية كورية جنوبية جرت قبل أيام، أطلقت كوريا الشمالية مقذوفين باتجاه بحر اليابان فى سادس عملية من نوعها، وأعلنت بيونج يانج إنهاء المحادثات مع سيول فى الجنوب والتى كانت قطعت شوطا قبل أن تعود لتصل إلى التوتر.
كل هذه التوترات المصحوبة بالتهديد تشير إلى تحرك لخطوط التوتر ضمن صراعات باردة تلعب فيها بكين وموسكو وواشنطن أدوارا تختلط فيها المنافسات التجارية مع التحركات الاستراتيجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة