تركوا ديارهم منذ أكثر من 4 سنوات فى سوريا، بعد أن سيطرت الجماعت الإرهابية وتنظيم داعش على مساحات شاسعة شرقى سوريا، باحثين عن مكان آمن لهم وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم، وفى رحلة البحث عن لقمة العيش وغطاء يقيهم ثلج الشتاء ونار الصيف، لم يكونوا يتوقعوا أن أحلامهم ستتحطم على حدود بلادهم مع الأردن، ولم يدركوا الكارثة التى كانت تنتظرهم هم وأبنائهم، فظل أكثر من 50 آلف نازح سورى، عالق فى مخيم الرُكبان ينهشهم الجوع والفقر وتقتلهم شمس الصحراء صيفًا، وقضمة البرد شتاًء.
قصة مخيم الركبان الواقع على الحدود بين السورية الأردنية، ويمتد لـ 15 كيلو مترا، قصة تدمى القلوب، عشرات الألآف خرجوا من تحت نيران قصف المعارضة، إلى نيران الصحراء، فهم يعيشون فى مناخ صحراوى صعب وبيئته الصحراوية قاحلة تتكون من الطين، يتحول مع هطول الأمطار الغزيرة إلى عائق للحركة، ويصعب على الأسر التحرك بسهولة من نقطة إلى أخرى، بحسب تقارير للأمم المتحدة.
أطفال النازحين
يعيش سكان المخيم فى ظل نقص حاد بالمواد الغذائية وانعدام الخدمات الطبية الأساسية، كما يفتقر المخيم للمياه النظيفة الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحى والمقومات الأساسية للسكن، وإيصال المساعدات الإنسانية حلم لا يتحقق لهم، وتم عزل المخيم من قبل القوات السورية عن شمال سوريا الواقع تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، وهى المنطقة التى تعمل فيها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة بحرية.
خلف أبواب سياسيو العالم تقارير المعاناة لا تغادر الطاولات السياسية والنقاشات، المنسق الإقليمى للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية بانوس مومسيس، قال أنه من الواضح أننا نتفق جميعا على أن مخيم الركبان ليس حلا طويل الأجل، إنه حل مؤقت ويجب إيجاد حلول لمساعدة الناس على المضى قدما فى الحياة. هذا ليس هو المكان المناسب للبقاء. يجب على الأطفال الذهاب إلى المدرسة، ويجب مساعدة النساء الحوامل وكبار السن".
مخيم الركبان
التقارير الإعلامية الأجنبية، تتحدث عن رفض أمريكى لرفع المعاناة عن النازحين، وتشير إلى أن الجانب الأمريكى لا يسمح للحافلات بإجلاء اللاجئين من مخيم الركبان ويرفض ضمان الحركة الآمنة للقافلة الإنسانية داخل المنطقة المحيطة بقاعدته العسكرية فى التنف، كما أن واشنطن ترفض تقديم ضمانات أمنية لحركة المساعدات الإنسانية داخل المنطقة.
صحيفة "تايمز" البريطانية قالت أيضا فى أحدث تقاريرها عن الكارثة الإنسانية فى المخيم، إن القوات الأمريكية ترفض إطعام الآلاف من الجوعى فى مخيم للنازحين تحت سيطرتهم العسكرية، حيث يقول دبلوماسى أمريكى رفيع المستوى، إن القيام بذلك يعنى أن واشنطن ستكون ملتزمة بوجود طويل المدى فى سوريا.
وتقول التقارير إلى أنه رغم تواجد مهبط طائرات فى قاعدة التنف، إلا أن الولايات المتحدة رفضت السماح باستخدامه لجلب المساعدات، غير أن جيمس جيفرى، المبعوث الخاص بالسياسة الأمريكية إزاء سوريا قد طلب تبرير القرار فى مؤتمر آسبن الأمنى هذا الأسبوع فى كولورداو. فقال، أولا: لو قمنا باطعامهم، سيبدو الأمر كما لو أننا سنمكث هنا إلى الأبد.. ثانيا لا يمكننا الالتزام بوجود طويل الأجل فى التنف أو فى أى مكان آخر فى سوريا".
أوضاع المخيم المزرية
وتحذر وكالات الإغاثة منذ سنوات من الأوضاع فى المخيم، الذى كانت الإمدادات تقدم له من الأردن، إلا أن عمان أغلقت المعبر خوفا من أن وجود إرهابيين فى المخيم. الخارجية الروسية أيضا حذرت من ذلك، وإشارت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية فى أغسطس الجارى "إلى أنه بعد إجلاء المدنيين من مخيم الركبان، تحولت المناطق إلى مستعمرات للإرهابيين الهاربين وعائلاتهم".
الاقتراحات المقدمة على أوراق السياسيين والتى تقال فى تصريحاتهم، لا تقدم للآلاف من سكان المخيم حلولا عملية على أرض الواقع، فما زالوا يموتون تحت نيران الصحراء الصيفية وثلج الشتاء لا من مغيث يغيث أطفالهم الذين يموتون جوعا إن لم يموتوا من المرض فى ظل صمت دولى مطبق.
الركبان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة