اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وأفادت مصادر مقدسية، بأن 79 مستوطنا و45 عنصرا من مخابرات الاحتلال نفذوا جولات استفزازية فى باحات الأقصى قبل خروجهم من جهة باب السلسلة.
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من إقدام اليمين الحاكم فى إسرائيل، وفى ظل التنافس الانتخابي، على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم ضد المسجد الأقصى المبارك وفرض التقسيم المكاني.
وذكرت الوزارة، فى بيان صحفى اليوم الأحد، أن اليمين الحاكم فى إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو يواصل تنفيذ مئات المشاريع التهويدية الرامية إلى تغيير الوضع القائم فى القدس وأحيائها ومحيطها وبلدتها القديمة ومقدساتها وفى مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
وأضافت الخارجية أن هذه الحملة التهويدية تتصاعد فى ظل دعم أمريكى غير مسبوق وغير محدود وقرارات أمريكية منحازة بالكامل للاحتلال وروايته، خاصة قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها.
وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أنها أوشكت على الانتهاء من حسم مستقبل القدس لصالحها، وتركز حملتها فى الآونة الأخيرة على اتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات العقابية للتضييق على المواطنين المقدسيين فى مختلف نواحى الحياة، لضرب مقومات صمودهم فى القدس وأحيائها، وبالتالى دفعهم إلى الرحيل عنها.
وأوضح البيان أن هذه الانتهاكات الاحتلالية تترافق مع تصعيد غير مسبوق وممنهج، لتكريس التقسيم الزمانى للمسجد الأقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيا إن لم يكن هدمه بالكامل، وهو ما يظهر جليا فى الاستهداف المتكرر من جانب قوات الاحتلال وشرطته لمصلى باب الرحمة، والاعتداء على حراس المسجد الأقصى وموظفى الأوقاف والمصلين كما حدث أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتكثيف الدعوات للاقتحامات الجماعية للمسجد طيلة الوقت ومن جميع الأبواب، تلك الدعوات التى لا تصدر فقط من قبل منظمات يمينية متطرفة، إنما أيضا من وزراء ومسؤولين إسرائيليين، كما جاء على لسان ما يسمى بـ(وزير الأمن الداخلي) فى دولة الاحتلال جلعاد أردان.
وجددت الخارجية الفلسطينية إدانتها لحرب الاحتلال المفتوحة على القدس ومواطنيها ومقدساتها ومواقعها الأثرية والتاريخية، مؤكدة أن هذا التصعيد الإسرائيلى دليل واضح على فشل سلطات الاحتلال فى كسر إرادة المقدسيين وصمودهم، وفى فرض الأسرلة والتهويد على المدينة المقدسة.
وطالبت العالمين العربى والإسلامى بالتعامل بمنتهى الجدية مع مخاطر وتداعيات عدوان الاحتلال المتواصل على القدس عامة والمسجد الأقصى المبارك خاصة، معتبرة أن عدم تنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية الخاصة بالقدس وعدم اتخاذ إجراءات ضاغطة ورادعة للاحتلال، من شأنه تشجيع الحكومة الإسرائيلية على التمادى فى استهداف المسجد الأقصى والإسراع فى حسم المستقبل السياسى للمدينة المقدسة من جانب واحد.