خلال أسبوعين فقط تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى أكثر من مرة بوضوح، منتقدا الإهمال والفوضى والفساد فى المحليات التى تضيع أى جهد، وتساهم فى خلق فوضى، فضلا عن أنها تصيب الناس بالإحباط، وهم يرون من يتعدون على أراضى الدولة ومن يخالفون ويعتدون على الأرصفة والطرق يفلتون بغائمهم، هناك تواطؤ وفساد يجعل من المتعدين أثرياء بالفساد، بينما يواجه المواطنون تعنتا من نفس الأطراف التى تسمح بالفساد.
إذا كان الرئيس يشير بوضوح إلى الإهمال والفوضى باعتبارهما ينتجان «اللادولة»، الرئيس يتحدث باسم الدولة، ويشير إلى أن ما يتم إهداره هو ملك الشعب وحقا للمواطنين، فإذا كانت الدولة ضد هذا فمن معه ومن يحمى الفساد والإهمال والفوضى، ولماذا لا تتحرك الحكومة ومجلس المحافظين للبدء فى حملات منظمة تطبق القانون فقط؟
كل هذا العدوان على أراضى الدولة والخروج عن التنظيم ومخالفات وإشغالات واحتلال الشوارع والبحيرات والأراضى، مظاهر يراها المصريون ويسألون أين المسؤولين والمحليات ومن يسمح بهذا؟ مع إشارات إلى فاسدين يسمحون بكل هذا الفساد والاعتداء دون أن يجدوا من يمنعهم، بل إن هؤلاء ما كانوا يفوزون بهذا المال الحرام ما لم يكون هناك من يسندهم.
الرئيس عبدالفتاح السيسى جدد بشكل واضح الإشارة إلى المحليات والفوضى والاعتداء، عندما أشار إلى التعدى على أراضى الدولة وعلى بحيرة كينج مريوط وإقامة مزارع سمكية وتلويث البحيرة والاعتداء عليها وتجفيفها والبناء عليها، وفرض أمر واقع، بل إن الرئيس قال بوضوح: «حتى المتعدين الذين تم تقنين أوضاعهم لا يدفعون حق الدولة»، وهى إشارات تستدعى تحركا من الجهات الرقابية لمعرفته والإمساك بمن وراءه.
الرئيس أعلن بشكل واضح أنه سيتم إزالة التعديات وأن التقنين سيتم فى إطار القانون، وقال: على كل محافظ ألا يسمح بترك متر أرض معتدى عليه، وأضاف: سيتم عمل محور بتكلفة من 2 إلى 3 مليارات جنيه ويستفيد منه الأشخاص الذين تعدوا على الأراضى في كينج مريوط قائلا: «الكلام ده فى مصر انتهى، البلد أراضيها تتاخد كده؟ المفروض مافيش محافظ يسيب متر أرض لأحد من المتعدى عليها».
وفى أول أغسطس تحدث الرئيس فى مؤتمر الشباب الأخير وقال:«هناك غياب كامل للمحليات والنتائج صعبة جدًا، وتساءل الرئيس: هل ما نراه فى مصر يعكس دورا وأداء جيدا ومنضبطا وكفئا؟.. وأجاب: «لا طبعا، إحنا شايفين حجم التجاوز.. أى مبنى يتم بناؤه خارج الإطار من شغل المحليات، وأى تعديات هو شغل محليات، عندنا فى مصر مشكلة كبيرة».
وكرر الرئيس الكلام أثناء افتتاح مشروع الصوبات الزراعية وأشار إلى التعدى على أراضى الدولة وعلى البحيرات وقال: «فيه ناس بتعمل اللى هى عايزاه ود لا يليق بمصر.. أمال إحنا قاعدين نعمل إيه».
الرئيس يشير للفوضى والإهمال، فمن إذن يعطل إرادة الدولة ومن يدعم الفساد والاعتداء على الأراضى والإشغالات وكل عناصر الفوضى، لقد تحرك حى بالإسكندرية لغلق مطعم بعد ضجة فى مواقع التواصل وهناك مئات من أمهات لم يسكن فوق آلاف المطاعم والمقاهى والمحلات تحتل الأرصفة والشوارع فى الإسكندرية وغيرها أمام أعين وأذان المحليات ولا أحد يتحرك لمواجهتها، ولا يفترض أن يظل الرئيس وحده الذى يتحدث، وهل ينتظر المحافظون ورؤساء الأحياء أن يتحرك الرئيس ليقوم بعملهم؟ هناك صمت وعجز وتقاعس مريب من الأحياء والمحليات، وحتى فى القاهرة هل ينتظر رؤساء الأحياء والمحافظين أن ينزل الرئيس ليرى حجم الفوضى والإشغالات والتعديات واحتلال الشوارع والأرصفة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة