تتوسط قلعة وحصن " شالي " الأثري بواحة سيوة، والتي أنشأها أهالي سيوة قبل 800 سنة، على جبل صغير تحيط به الزراعات وعيون المياه، للإقامة فيها ولصد غارات الغزاة واللصوص، ومع مرور الزمن تهدمت أجزاء من القلعة وتزايد عدد سكان الواحة، فنزلوا إلى السهل المحيط بها وتوسعوا في بناء المنازل، قبل 90 عاما عندما تساقطت أمطار غزيرة أثرت على المباني الأثرية، وأصبحت القلعة مهجورة ومهدمة، بفعل عوامل الزمن والتعرية، خاصة وأنها مبنية من مادة " الكرشيف" وهي مزيج من الطين والملح، وتعد "شالى" من أشهر معالم سيوة التاريخية، وتعني كلمة "شالى" المدينة باللغة السيوية القديمة.
وبدأت أعمال الترميم وإعادة إنشاء الأجراء المهدمة من شالي، منذ حوالي عامين، بجهود مشتركة من الدولة والاتحاد الأوربي، لإعادة إحياء شالي القديمة لإعلانها ضمن التراث العالمي ،وتشرف منطقة الآثار الإسلامية بواحة سيوة، على أعمال الترميم، التي تنفذها شركة متخصصة في العمارة البيئية، من خلال الاستعانة بأبناء سيوة من البنائين الذين يحترفون البناء بمادة الكرشيف التراثية.
أكد المهندس عماد فريد مدير مشروعات شركة نوعية البيئة الدولية، المنفذة لمشروع الترميم، إن قلعة "شالي" في من أهم المناطق الأثرية الإسلامية في مصر والعالم، لخصوصيتها وتميزها بطراز معماري خاص وغير متكرر، ويعود تاريخ إنشائها لـ 800 سنة، ومرشحة لإعلانها منطقة تراث عالمي من خلال منظمة اليونسكو، عقب استكمال أعمال الترميم.
وأوضح مدير المشروع، أن الأعمال بدأت بترميم المسجد العتيق وهو أقدم مسجد مبني بالطين فى قارة أفريقيا، كما تم الانتهاء من أكثر من 70 % من أعمال الترميم في شالي حيث تم الانتهاء من ترميم مسجد تطندي، وتم افتتاحه ، بحضور 15 سفيرًا وقنصلاً لدول من أوروبا وآسيا، فى شهر أكتوبر الماضي.
ويجري حاليا ترميم باقي مباني شالي بعد الانتهاء من ترميم الأجزاء المتهدمة من الأسوار المحيطة بها، وإعادة تخطيطها المعماري القديم المقامة عليه، وفتح شوارعها وترميم الأجزاء المعرضة للانهيار، وتضم مدينة سيوة القديمة " شالي" 7 آبار مياه عميقة، كانت يستخدم أهالي الواحة في الشرب، عندما كانوا يعيشون داخل الحصن.
وأوضح المهندس عماد فريد، أن مشروع إحياء مدينة سيوة القديمة، يتم تنفيذه بدعم من الاتحاد الأوروبي، وتساهم شركة نوعية البيئة بنسبة 20 % من التكاليف، ويجري حاليًا استكمال أعمال الترميم، التي تشمل إقامة مشروع خدمي لأهل سيوة كمركز لرعاية الطفولة والأمومة، وتم ترميم مجموعة من البيوت القديمة المحيطة بشالي، وتم الانتهاء من60% من أعمال المركز الخدمي، ومن المقرر الانتهاء من جميع أعمال الترميم فى شهر يوليو 2020 لتعود شالي إلى ما كانت عليه، واكتشاف السلالم عند المرتفعات والمنخفضات بشوارع المدينة، وإظهار شكل البيوت لسكان شالى القديمة.
وأكد محمد العوضي مدير عام شئون مناطق آثار مطروح، أن قلعة واحة سيوة قديما كانت بلدة صغيرة، وبها حدائق نخيل وأشجار زيتون وتراجع عدد سكان الواحة بشكل كبير بسبب الغزو من الأعداء وقطاع الطرق، مما اضطر أهل الواحة، قبل 800 سنة، لترك قريتهم المعرضة لخطر الغزو واختاروا موقعًا جديدًا وشيدوا فيه قرية جديدة محصنة فوق الجبل ليكون حماية لهم من أعدائهم، وأطلقوا عليها اسم " شالي" أي المدينة باللغة السيوية، و أقام الأهالي منازلهم على الجبل وأحاطوها بسور مرتفع وجعلوا له مدخل واحد، وهو موجود حتى الآن، باسم "الباب انشال " ومعناه "باب المدينة"، وبعد مرور حوالي 100 عام فتحوا باب آخر للحصن، أطلقوا عليه "الباب أثراب" أي الباب الجديد وبعدها فتحوا بابا ثالثا من أجل النساء أطلقوا عليه "باب قدوحة".
وأوضح مدير عام شئون مناطق آثار مطروح، أنه في عام 1926 هطلت أمطار غزيرة استمرت 3 أيام نتج عنها انهيار بعض المنازل وتصدع عدد آخر، فاضطر أصحابها لإخلائها خوفًا على حياتهم و ترك السكان منازلهم القديمة وشيدوا منازل جديدة أسفل الجبل المقام عليه مدينة شالي القديمة وهي سيوة الحالية.