يعتبر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، واحدا من أهم الشخصيات السياسية فى الوطن العربي فى القرن العشرين، والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمى، منذ أن ظهر قائدا للضباط الأحرار وثورة 23 يوليو 1952م، ومنذ ذلك الحين عرف عبد الناصر بنزعته القومية وانتمائه للوطن العربى.
ومن وقت إلى آخر يتصدر النقاش حول فترة الزعيم الراحل، أحاديث رواد مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، فالبعض ينظر له على أنه الزعيم الخالد، الذى حقق للبلاد لم يحققه أحدا قبله، فيما ينظر له البعض على أنه حقق فشلا كبيرا فى إدارة الأزمات التى واجهت البلاد فى عصره، كما أنه لم يحقق أى انتصارا عسكرى طوال تاريخه.
ولعل المدافعين عن الرئيس الراحل على "السوشيال ميديا" ينظرون لعبد الناصر من منظور الإنجازات التى شهدها عصره، ومن أبرزها موافقته على مطلب السوريين بالوحدة مع مصر في الجمهورية العربية المتحدة، وقيامه بتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي على نهر النيل، فضلا عن تأسيسه منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافي تيتو والإندونيسي سوكارنو والهندي نهرو، بالإضافة لعمله على تأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة في مصر، وإصدار قوانين الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يفلحونها ويعملون عليها وتم تحديد ملكيات الاقطاعيين بمائتي فدان فقط.
كما شهد عصر الزعيم الراحل بحسب المؤيدين أيضا له إنشاء التليفزيون المصري (1960)، وإبرام اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954، والتي بموجبها تم جلاء آخر جندي بريطانى عن قناة السويس ومصر كلها في 18 يونيو 1956، كما قام ببناء استاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر(ستاد ناصر سابقاً، وانشاء برج القاهرة، اهتم عبد الناصر بالثقافة فعمل على إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتوسع في التعليم المجاني بكل مراحله.
لكن المعارضون، الذين ينشرون آراءهم على مواقع التواصل الاجتماعى، أظهروا العديد من الاخفاقات التى شهدتها فترة حكم الزعيم الراحل، لعل من ابرزها تقييد الحريات السياسية التى شهدتها مصر وخاصة في حقبة الستينيات، وكذلك نكسة 67 بسبب إهماله للجانب العسكرى، واستهلاك قوات الجيش فى حرب اليمن دون داعى بحسب معارضيه، مما استغله العدو الاسرائيلي لاحتلال شبه جزيرة سيناء وأجزاء أخرى من الدول العربية، وهو الأمر الذى يضاف فى سجل الهزائم العسكرية التى كان الزعيم طرفا فيها، بداية من اشتراكه فى صفوف الجيش المصرى المحارب فى نكبة 1948، وحرب 1956، هذا بالإضافة إلى اتهامه إلى تبديد ثروات البلاد واستهلاك قواتها فى معارك ليست للبلاد شأن بها ولم يكن الغرض منها سوى إظهار زعمته، فضلا تغيير أوضاع البلاد على المستوى الثقافى والاجتماعى واختلاف الذوق العام، التى بدأت فى الإنحدار فى عصره عما كانت فى عصر الملكية المصرية، وذلك بسبب قرارته غير المدروسة مثل قانون الإصلاح، وتحويل قصور أسرة محمد على لاستخدامها فى الهيئات والمدراس الحكومية كما يزعم المعارضون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة