من يملك من أصدقائي توصيل هذه الرسالة لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فهي أمانة في عنقه).
سيدي الرئيس ، تحية طيبة لشخصكم الكريم،
أما بعد
محمد علي قد بدأ نهضة مصر الحديثة بالتعليم الفني، و نتمني أن يبدأ الرئيس السيسي نهضة مصر بالتعليم الفني أيضاً،
عندما التحقت طالباً بالصف الأول الصناعي كان وقتها التعليم الصناعي عيب ،
و كان طالب الصناعي بيتم معايرته بقوة من أقرانه و جيرانه … وقتها سألت والدي، لماذا أنا دون إخوتي ، فلم يرد و كنت أفهم أن إخوتي قد أرهقوه بمصاريف المدارس الخاصة و الدروس الخصوصية.. و لم أكن وقتها لأسامحه بسهولة ، و كان ردي بوجهه في منتهي الهدوء …(سأكون أفضل أولادك).
من خلال هذه القصة أستطيع الآن أن أشعر بمعاناة ملايين الطلاب الذين تخرجوا من التعليم الفني من جيلي و ما بعده من أجيال.
فقد استطعت أن أحقق طموحي و بكل إصرار و تحدي … حتي حصلت علي ما يراه الناس أعلي الدرجات العلمية في العالم ، و لو كان هناك أعلي منها لقصدت سبيلها، فقد كان جيلنا أسعد حظاً من الأجيال التي أتت من بعدنا ، إذ كانت منظومة التعليم الفني أكثر تنظيماً و كنا أقل عددا.
رأيت بعيون طلابي الإحباط في كل عام فليس هناك تعليم فني بالمعني الحقيقي و القدر الكافي الذي يرضي طموحاتهم و ليست هناك فرص جيدة للمتفوقين منهم ، و ليست هناك مناهج محترمة و لا فرص تدريب حقيقية لرفع كفاءة معلميه ، الجميع ينظر لنا في وزارة التربية و التعليم علي أننا درجة ثالثة ، بداية من رئيس قطاع التعليم الفني إلي أصغر طالب فيه … الجميع يتجاهلنا و يتعالي علينا".
كانت هذه الرسالة للدكتور عمرو الدمرداش رئيس وحدة البحث و التطوير بقطاع التعليم الفني بوزارة التربية و التعليم،
و التي اعتبرها أمانة في عنق كل من يستطيع توصيلها من السادة الكتاب و الإعلاميين لا لشئ سوي مصلحة الوطن و محاولة النهوض به من خلال الخروج من الدوائر التقليدية المغلقة و الإنفتاح علي كل قنوات و أساليب التعليم المختلفة و منحها نفس القدر من الأهمية و الإهتمام لكونها باتت ضرورة ملحة مطلوب تطويرها و دعمها للنهوض بمنظومة التعليم بشكلٍ عام كما نحلم و نتمني.
لم تكن تلك الرسالة الأولي و لن تكون الأخيرة ، فقد اطلعت علي عشرات الرسائل و المقترحات التي طرحها الدكتور عمرو الدمرداش عن أهمية التعليم الفني لنهضة البلاد و كيفية تطويره و الإستفادة بكفائاته لحاجتنا الشديدة و الملحة لذوي الكفاءات المتعلمين من أصحاب المهن و الحرف و التي فعلياً تزيد عن حاجتنا لخريجي الشهادات الجامعية كما يقول الواقع .
و قد انتبهت بحق لأهمية التعاون في مثل هذا المشروع إيماناً بدوري في إلقاء الضوء علي كل ما استطيع من قضايا و هموم الوطن ، و قد رأيت بمقترحات السيد الفاضل رئيس وحدة بحث و تطوير التعليم الفني ما يستحق الطرح و الإهتمام من كافة المسؤولين في إطار خطة تطوير منظومة التعليم الحالية بمصر.
كانت تلك الرسالة أولي مقالاتي بمجموعة من المقالات التي تنقل لحضراتكم تباعاً مقترحات و سبل تطوير قطاع التعليم الفني الذي نحن بأشد الحاجة للإهتمام به. .
وإلي لقاء مع مقال قادم عن منظومة التعليم الفني و حاجة المجتمع إليه .