يبدو أن نيران الحرب التجارية التى باتت الشركات الأمريكية الكبرى تدفع ثمنها قد أجبرت بعضا منها على السعى لمواءمة أموره ومخاطبة ود الرئيس الأمريكى، سعيا لإنقاذها مما هو قادم خاصة فى ظل وجود شركات منافسة لم تصبها شظايا هذه الحرب، فقد قال الرئيس دونالد تامب إن الرئيس التنفيذى لشركة أبل، تيم كوك، قد أعرب عن قلقه من أن منافسته الرئيسية سامسونج تحصل على ميزة لأن منتجاتها، على عكس أبل، لن تخضع للتعريفة عندما يتم استيرادها من قبل الولايات المتحدة.
والتقى ترامب وكوك على العشاء يوم الجمعة الماضى عندما كان ترامب فى ناديه للجولف فى نيوحيرسى، ووصف ترامب المحادثة للصحفيين مع استعداده للعودة إلى واشنطن.
وستخضع أغلب منتجات آبل لتعريفة قدرها 10% فى الأسابيع أو الأشهر المقبلة، فالضرائب على الأيفون والأى باد وأجهزة الكمبيوتر اللوحى الخاصة بآبل قد تم تأجيلها إلى 15 ديسمبر، لكن التعريفة على ساعة أبل وأبر بودز وغيرها من الإكسسوارات الأخرى لا تزال مخططا لها فى الأول من سبتمبر.
وقال ترامب إن كوك قدم حجة مقنعة بشأن صعوبة التنافس مع سامسونج إذا كانت منتجات آبل تخضع لتعريفة الاستيراد، وقال "أعتقد أنه قدم حجة مقنعة للغاية".
وستخضع آبل للتعريفة لأنها تصنع غالبية أجهزتها فى الصين قبل استيرادها إلى الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، فى حين أن سامسونج تصنع العديد من منتجاتها فى العديد من البلدان منها فيتنام وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى الصين، وهذا يعنى أن تأثير التعريفة الجمركية سيكون أقل بكثير من تأثيره على آبل.
وقال ترامب إنه من الصعب على شركة أبل أن تدفع التعريفة لو أنها تتنافس مع شركة جيدة جدا لا تدفع.
وتحتاج آبل إلى دمج تكلفة التعريفات فى تكلفة البضائع، فى حين أن سامسونج لا تقوم بذلك، مما يضع آبل فى وضع غير موات من الناحية التنافسية.
وتطلق سامسونج أحدث أجهزتها نوت 10 فى وقت لاحق هذا الشهر، بينما تخطط أبل لتطوير ساعتها والايفون وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بها فى وقت لاحق هذا العام.
وكان ترامب قد أعلن فرض ضرائب على 300 مليار دولار أخرى من الواردات الصينية بدءا من الأول من سبتمبر، إلا أن الإدارة أجلت الضرائب على منتجات التكنولوجيا ومنها الهواتف الذكية وأجهزة اللاب توب وألعاب الفيديو حتى منتصف سبتمبر. وقد حذرت شركات التكنولوجيا من أن التعريفة ستزيد من التكلفة على المستهلكين وستضر بقدرتهم على الأرباح. وكانت أبل قد شهدت هذا العام أضعف طلب على هواتفها الذكية وقد ظهر هذا الأمر بشكل واضح فى الصين على وجه الخصوص حيث تباطأ النمو الاقتصادى فى ظل الحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة.
وسبق أن ضغط ترامب على أبل لنقل المزيد من عملياتها إلى الولايات المتحدة. فقال فى يناير الماضى إن تركيزه هو الولايات المتحدة، مضيفا إنه يريد عودة هذه الشركات إليها، ويريد أن تصنع أبل هواتفها وكل الأشياء العظيمة التى تصنعها فى الولايات المتحدة.
وكان تيم كوك قد التقى ترامب خمسة مرات على الأقل فى الأشهر الإثنى عشر الماضية، بحسب ما ذكر موقع "بيزنس أنسايدر"، على محاولة يائسة لكسبه فى صفه فى ظل الحرب التجارية. ووفقا للموقع، فإن هناك مؤشرات على أن حوار كوك المفتوح مع ترامب قد أفاد أبل حيث حصلت الشركة الأسبوع الماضى على إعفاء مؤقت من التعريفة الجمركية التى فرضها ترامب على الواردات الصينية.
وتزامن ذلك مع نشر شركة التكنولوجيا بيان يوم الخميس الماضى تباهت فيه بمساهمتها فى الاقتصاد الأمريكى، وهو الإعلان الذى أثار تعليق من ترامب حول إنفاق مبالغ ضخمة من المال فى أمريكا. وقالت أبل فى بيانها أنها أنفقت 60 مليار دولار مع الوردين الأمريكيين العام الماضى ودعم 450 ألف فرصة عمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة