وسط السرادق المنصوب حول دير السيدة العذراء بدرنكة للباعة والتجار، كان عزت يجلس ويضع طاولته الصغيرة التى تتضمن بعضًا من صور القديسيين وأقطان وسرنجات وينادى "دق الصليب، ارسم العدرا أو مارجرجس" حتى اقتربت منه عائلة الطفل جوناثان وشقيقته مارتينا، طفلان لم يتجاوزا الرابعة من العمر، كان الأهل قد تمكنوا من إقناعهم بدق الصليب.
فى تلك اللحظة، أخرج عزت قطعة من القطن ومسح على يد الطفلة المرتجفة ثم حقنها بالبنج وبيده الأخرى تناول جهاز الوشم الذى يحفر عميقًا فى الجلد وسط صراخ الطفلة وبكاء أخيها خوفًا من المصير نفسه.
بينما كان مينا يخلع قميصه ليكشف عن جسد ممتلئ بصور القديسين وهو يطلب من العامل أن يرسم له وشمًا جديدًا على مساحة خالية من ظهره.
الأنبا بيشوى رئيس دير القديسة دميانة الراحل قال فى تسجيل سابق لوفاته لرواد دير القديسة دميانة بالبرارى أن تلك العادة لا علاقة لها بالإيمان المسيحى بل وتصيب بأمراض الدم مثل فيروس سى والايدز وغيرها مؤكدًا إنه منع عمال دق الصلبان من التواجد بدير القديسة دميانة.
كيرلس بشرى الحاصل على ماجستير فى اللاهوت من جامعة فيينا اعتبر أن ظاهرة دق الصليِّب وعمل وشم على الجسم فى المواسم الدينية واحدة من أسوء وأدنى العادات السلبية الشعبية عند القبطى اليوم.
وقال إن دقّ الصليِّب اليوم هو عادة سلبية للآسف، مجرد "تاتو" على إيدك، وليس دليل أبدًا على مسيحيتك مضيفًا: كانت عادة مسيحية أصيلة، وإيجابية لأبعد الحدود، تُعبر عن إيمان مسيحى قوى.
ويستكمل بشرى: يحكى العلامة الأنبا غريغوريوس، أن قديمًا كان المسيحيون يوشِمون الأطفال بصليب على أيديهم، حتى إذا جاءت حملات البربر، وقتلوا الاسرة، ونجى الأطفال، فحين يكبرون يكون الوشم فى أيديهم تذكارًا أبديًا على مسيحيتهم، لأنهم فقدوا أُسرهم المسيحية، فيكون الوشم علامة على كونه من أصل مسيحي؛ فيتذكر أصله دائمًا كمسيحي.
وأوضح بشرى أن الوشم اليوم ليس له أى هدف مؤكدًا أن المسيحية التى تقوم على وشم مسيحية هزيلة وضعيفة ومشوّهة، مضيفًا: المسيحية قائمة على إيمانى وإعلانه والكرازة به.
وتابع بشرى: وعتابى على الآباء الكهنة الذين يسمحون للواشم (من يمارس الوشم على جسم الناس) أن يدخل الكنائس ويمارس العادة عند باب الكنيِّسة.
واستطرد: هذه العادة تشوه جسم الإنسان برسم صور القديسين وكلها عادات سلبية شعبية بلا أى هدف حقيقى وجوهرى وبلا أى معنى واضح، وعلى الكنيسة التوعية ضدها.