ربما سمعنا قبلا عن شراء الأثرياء لجزر خاصة مثل بعض الجزر فى منطقة الكاريبى أو الباهاما، لكن أن يصر ملياردير ثرى على شراء دولة، فهذا أمر غريب ويعد إهانة لسيادة وطنية، وهو ما فعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتهم بإهانة مملكة الدنمارك بسبب إلغاء زيارته المقررة فى 2 سبتمبر، بعد أن رفضت رئيسة وزراء الدنمارك عرضه لشراء جزيرة جرينلاند شبه المستقلة والتى يبلغ عدد سكانها نحو 58 ألف نسمة.
وأوضحت المجلة الأمريكية، الأربعاء، أن الساسة فى الدنمارك وجرينلاند ردوا بمزيج من الغضب والذهور بشأن كلا من إلغاء الزيارة التى كانت بناء على دعوة من الملكة مارجريت الثانية، وكذلك فكرة الشراء. وغرد راسموس جارلوف، من حزب الشعب المحافظ فى الدنمارك: "بصفتى دنماركيا (ومحافظًا) فمن الصعب أن أصدق. بدون سبب، يفترض ترامب أن جزءًا (مستقلًا) من بلادنا معروض للبيع. ثم بشكل مهين يلغى زيارة كان يستعد لها الجميع. هل هناك أجزاء من الولايات المتحدة للبيع؟ ألاسكا؟ يرجى إبداء المزيد من الاحترام ".
وقبل أسبوع، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب اقترح أن الولايات المتحدة يمكن أن تشترى الجزيرة التى تمثل جزءا من الأراضى الدنماركية المتمتعة بالحكم الذاتى، وهى الفكرة التى تم رفضها من قبل رئيسة وزراء البلاد، ميت فريدريكسن ووصفتها بأنها "سخيفة".
وردا على ذلك قال ترامب فى منشور على تويتر "الدنمارك دولة مميزة للغاية وشعبها رائع ولكن بناء على تعليقات رئيسة الوزراء مته فريدريكسن بأنها ليست مهتمة بالنقاش حول شراء جرينلاند فسوف أرجئ اجتماعنا المقرر فى غضون أسبوعين لوقت لاحق". وأضاف "وفرت رئيسة الوزراء قدر كبير من النفقات والجهد لكل من الولايات المتحدة والدنمارك كونها اتسمت بالصراحة الواضحة. أشكرها على ذلك وأتطلع لإعادة تحديد موعد فى وقت ما فى المستقبل".
على الرغم من قول ترامب فى تغريدته أنه سيؤجل الزيارة، قال البيت الأبيض إن الرحلة قد ألغيت، وهو ما أكده أيضًا القصر الملكى الدنماركى، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. وقالت لينى بالبى مديرة الاتصالات فى القصر الملكى: "لقد كانت مفاجأة. لم يعد لدينا ما نقوله حول هذه القضية".
وغرد أحد مؤسسى حزب الشعب الدنماركى والرئيس السابق للبرلمان الدنماركى، بيا كويرسجارد، أن إلغاء ترامب للزيارو أظهر "عدم احترام تام" للملكة. وكتبت "الغى الرئيس ترامب زيارته للدنمارك على تويتر لأننا لا نريد بيع جرينلاند ... هذا سلوك فظ تجاه الشعب الدنماركى والملكة الذين دعوه".
ونقلت صحيفة "جيلاندس بوستن" عن وزير الخارجية السابق، يوف إلمان - جينسن، قوله إن الإلغاء كان "إهانة للملكة". وكانت رئيس الوزراء فى جرينلاند كيم كيلسن قال من قبل: "إن جرينلاند ليست للبيع، لكننا مفتوحين للتجارة والتعاون مع دول أخرى، بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية."
فى حين أن الحكومة الدنماركية رفضت على الفور فكرة البيع، لكنها كانت مستعدة لمناقشة علاقات أوثق مع واشنطن حول الوجود الأمريكى فى الجزيرة الأكبر فى العالم. وتقول نيوزويك إن موقع جرينلاند بين المحيط الأطلنطى والمحيط المتجمد الشمالى يجعلها مهمة من الناحية الاستراتيجية إذ تستطيع قاعدة ثول الجوية اكتشاف التهديدات الصاروخية العابرة للقارات ضد أمريكا الشمالية.
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية إنه "لا مفر من أن يكون للولايات المتحدة وجود عسكرى أكبر فى جرينلاند فى المستقبل. وأضافت في مقابلة مع قناة TV2 News "لحسن الحظ، لقد رأينا تطوراً سلميًا فى القطب الشمالى فى السنوات الأخيرة، وهناك كل الأسباب فى العالم لمواصلة دعم ذلك. ولكن يمكننا أن نرى اهتمامًا متزايدًا بالقطب الشمالى من بلدان أخرى، مما يؤثر على الجانب الأمنى وهو أمر يجب الرد عليه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة