امتلكت القلوب بفنها وشخصيتها وطلتها ، تستطيع أن تبهرك مع كل ظهور لها وكأنها تمتلك ألف وجه ، شامخة كملكة فرعونية تحمل ملامح نفرتيتى وعذوبة النيل الأسمر، تستطيع أن تتسلل إلى أعماقك وتلمس وجدانك فى كل مرة تظهر فيها على الشاشة سواء جسدت دور الهانم الارستقراطية أو الفقيرة المطحونة، الشريرة أو الطيبة أو الساحرة أو المسحورة.
احتلت سوسن بدر مكانة وجماهيرية لا ينافسها فيها أحد صنعتها على مدار سنوات طويلة من الصبر والاجتهاد والإبداع المتواصل، صعدت سلم النجومية درجة درجة بالجهد والعرق وفى كل مرة تصل إلى درجة من درجات القمة لا تستقر ولا تهدأ حتى تصل إلى التى تليها، كمن يبنى صرحا قويا شامخا لا يهتز ولا يفنى ، حتى أصبحت طلتها وظهورها فى أى عمل أو برنامج أو حتى مناسبة فنية تخطف أنظار الجميع وتتصدر تريندات مواقع التواصل الاجتماعى.
سوسن بدر لم تعد مجرد فنانة تقدم أدوارا ناجحة ومبهرة ولكنها أصبحت نموذجا فى الفن والحياة، حالة خاصة تقدم تجربة حية للكفاح والوصول للهدف والتعامل بذكاء مع الموهبة، فاستطاعت أن تعيش عمرا فنيا أطول من غيرها، حتى هؤلاء النجمات اللاتى كن يقمن بأدوار البطولة المطلقة فى الوقت الذى كانت فيه سوسن بدر تقوم بالأدوار الثانية والثالثة.
سوسن بدر من أكتر الفنانات اللاتى يشاركن فى أعمال حاليا ، فهى لا تستنكف القيام بأى دور حتى وإن كان مشهدا ، تجتهد فى أدائه حتى تقنعك أنه مكتوب لها فقط ولا أحد غيره يستطيع أدائه بنفس الإتقان.
سوسن بدر لا تشغلها مسألة البطولة المطلقة حتى بعد أن وصلت لهذه المكانة الفنية، ولا تنشغل بكيفية وضع اسمها على التتر أو الأفيش، قبل فلان أو بعد فلانة ، لأنها تثق فى قدراتها وتعرف أنها تستطيع بموهبتها واجتهادها أن ترسخ فى ذهن المشاهد فلا ينساها حتى وإن نسى الأبطال والنجوم الذين شاركوها العمل.
حين ترى أداءها وانصهارها فى الشخصية التى تقدمها تشعر أنها أكلت هذه الشخصية وهضمتها وامتصتها حتى اختلطت بلحمها ودمها وظهرت على ملامحها ، وتستطيع سوسن بدر أن تفعل ذلك مع اختلاف كل شخصية ودور تقوم به.
صنعت سوسن بدر المكانة التى وصلت إليها بالصبر وطول البال والعمل فى صمت وهدوء من أدوار ثانية وثالثة، وقليل من البطولات المطلقة ولم تقارن نفسها وموهبتها بغيرها، ركزت مع نفسها وتعاملت بذكاء مع موهبتها وطورت آداءها، وتطورت مع الزمن حتى فى التعامل مع مظهرها وشكلها ولون شعرها ، فتعلق بها الجمهور ليس لموهبتها الفائقة فقط ولكن لصدقها وتصالحها مع نفسها ، لتعبيرها عن الفن والحياة والبشر ، لهذا نحب نموذج سوسن بدر فى الحياة والفن وفى كل المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة