- آمنوا فجأة بالأضرحة وكرامات أصحابها من أجل تشويه صورة السلطة
عجيب أمر غربان جماعة الإخوان السوداء قلوبهم، لا يتركون الفرصة تمر إلا وركبوها ولكن الله يسقطهم، ولا خططوا لاستغلال أمر إلا وقلبه الله عليهم وتحول استغلالهم إلى فضيحة جديدة تعرى قبح الجماعة وأفكارها.
لم يعد للإخوان سواء عناصر الخدمة الإلكترونية، أو أبواق فضائياتهم فى تركيا وقطر سوى وظيفة واحدة تشبه كثيرا وظيفة سيدات المصاطب يتربصن ويختلقن الروايات، ويشوهن كل حقيقة بكذبة وتأويل وتزوير. فى واقعة مسجد أبو الإخلاص الزرقانى بالإسكندرية كان الإخوان على موعد جديد لممارسة لعبتهم المفضلة بالتشكيك فى نوايا الدولة المصرية أولا، ثم استخراج تأويلات مكذوبة بهدف الإشارة إلى عداء السلطة المصرية للدين الإسلامى.
فى إطار عملية التنمية والتطوير فى الإسكندرية، قال الرئيس السيسى إن محور المحمودية يواجه مشكلتين، الأولى تتعلق بسوق الحضرة، الذى تم التخطيط لنقله وتطويره إلى مكان آخر، والثانية تتمثل فى مسجد الزرقانى وموقعه الذى يمنع استكمال المحور، وقال نص : «أنا بقول لكل اللى بيسمعنى فى مصر، إن المسجد ده والمقام الموجود فيه بيعيق الحركة فى المحور.. احنا بنتكلم عن مشكلة عامة.. والله العظيم النبى محمد ما يرضى بكده.. احنا قولنا شوفو مكان جديد واحنا نعمل مسجد طبق الأصل وأحسن من المسجد ده.. زى ما عملنا مساجد قبل كدهò.
وكعادة غربان الإخوان استغلوا تصريحات الرئيس، وبدأوا الترويج لأكذوبة جديدة تحت شعار مصر تحارب الدين الإسلامى وتهدم المساجد، وسعوا لتقليب الطرق الصوفية ضد الدولة المصرية تحت مظلة هدم المسجد وبالتالى الضريح، بشكل منظم انتشرت تلك الأكذوبة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وفضائيات الإخوان مع الكثير من الحسبنة والتركيز الشديد على فكرة عداوة الإسلام وهدم بيوت الله.
كان غريبا أن الجماعة التى يسخر إعلامها ليل ونهار من بناء السلطة المصرية لمساجد كثيرة وتصف ذلك بالسفه والمنظرة والإنفاق بغير حساب، أن تعود وتصف نفس السلطة التى قررت نقل مسجد وتطويره من أجل عمل تنموى وبناء ينفع الناس بأنها سلطة تهدم المساجد وتحارب الإسلام، والأغرب من ذلك كان دفاع الإخوان عن ضريح الزرقانى رغم تاريخهم المشترك مع الجماعات السلفية الذى طالما شهد هجومهم على الأضرحة والموالد الصوفية والإفتاء بأنها بدعة وشرك بالله عز وجل وتغييب لعقول المسلمين. الأكثر غرابة مما فعله الإخوان تجاه واقعة مسجد الزرقانى واستغلالها لوصف السلطة فى مصر بأنها تحارب الدين وتهدم المساجد، هو تبرير الجماعة المسبقة ودفاعها عن مستأجرها للانتقام من مصر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى اتخذ قرارا منفردا قبل عام من الآن بهدم مسجد «أسن تبه» التاريخى، وقالت صحيفة «زمان التركية»، إن الهدف المعلن هو «مشروع للتخطيط العمرانى»، بينما الحقيقة هى رغبة أردوغان فى استغلال قيمة الأرض المقام عليها المسجد، وقتها حاول بعض المواطنين الأتراك الدفاع عن المسجد ورفض عملية الهدم بسبب عدم منطقية الأسباب، خاصة أن الدولة كانت قد انتهت من ترميم نفس المسجد، فلم يجد المعترضون سوى قوات الأمن التركية تفرقهم وتعتدى عليهم بخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات نارية فى الهواء.
كان رد فعل الإخوان على هدم هذا المسجد التركى وما فعلته الشرطة التركية فى المصلين مناسبا لطبيعة العلاقة بين مجموعة من العبيد وسيدهم، انطلقوا يدافعون عن أردوغان وأخرجوا الفتاوى التى تجيز هدم المسجد تحت بند المنفعة العامة التى لم تتحقق حتى الآن، بينما فى الحالة المصرية التى تبدو فيها المنفعة العامة مشروعا قائما بالفعل ويحتاج للاستكمال أخرج الإخوان الفتاوى المضللة وكذبوا فى سبيل تشويه صورة السلطة فى مصر.
نفس جماعة الإخوان هى الجماعة التى كاد استغلالها لمسجد الفتح ومسجد رابعة أن يهدمهما بسبب تخزين الأسلحة وتعريض المساجد لفتنة السياسة، ونفس الجماعة قام فرعها فى غزة بدك مسجد خلال معركة مع تيار سلفى مسلح دون أن نسمع من مكتب الإرشاد كلمة اعتراض أو ندم واحدة على دك مسجد تقام فيه شعائر الله بالمدافع فى معركة بين ميلشيات سياسية مسلحة.
دينيا دار الإفتاء ردت على أكاذيب الإخوان بأنه إذا تعينت المصلحة العامة فى إزالة المساجد فيفرق فيها بين أمرين، الأول وهو المساجد الموقوفة التى تحققت وزارة الأوقاف المصرية من صحة وقفها: فيجوز إزالتها بشرط إنشاء مساجد غيرها كبدائل لها؛ تكون مساوية لها أو أكبر منها، أما الثانى، فهى الزوايا والمصليات وما بنى على أرض مغصوبة: وهذه يجوز إزالتها ولا يشترط استبدال غيرها بها».
بخلاف ذلك تناسى الإخوان الدين الذين يقولون كذبا إنهم أهله لأن المعروف عند فقهاء المالكية جواز نقل الموتى عمومًا دون التفرقة بين ضريح أو قبر واشترطوا شروطًا ثلاثة هى «ألا ينفجر حال نقله، وألا تنتهك حرمته، وأن يكون لمصلحة، كأن يخاف عليه أن يغرق البحر قبره أو يأكله السبع، أو ترجى بركة الموضع المنقول إليه، أو ليدفن بين أهله، أو لأجل قرب زيارة أهله»، كما أن الإمام الباجى قال: «ولا بأْس بحفر القبْر وإخراج الميت منه، إن كان ذلك لوجْه مصلحة، ولم يكن فى ذلك إضْرار، وليس من هذا الباب نبْش القبور، فإن ذلك لوجه الضَّرر أو لغير منفعة» وطالما دعت الضرورة لذلك جاز النقل، لما فيه من مصلحة عامة تهدف لخدمة الناس.
على عكس أردوغان الذى لم يعرف أحد حتى هذه اللحظة لماذا هدم المسجد وفيما سيستغل أرضه، كانت الدولة المصرية صاحبة مشروع واضح فيما يخص مسار محور المحمودية، وكانت أكثر أمانة من أردوغان بحيث سارعت بنقل الضريح إلى مكان آمن وبناء ضريح جديد أكثر تطورا وجمالا خلال 72 ساعة فقط فى الجهة الخلفية لمسجد أبو العباس، وتحققت المعادلة الصعبة تم تسيير بناء محور المحمودية تحقيقًا للمنفعة العامة، ونقل الضريح إلى مكان يليق به.
ما فعلته السلطة المصرية لم يكن غريبا أو مستنكرا، العديد من المساجد والأضرحة تعرضت فى فترات زمنية سابقة إلى عمليات نقل متفق عليها بسبب إجراءات ترميم أو توسعات فى المساجد التى تحتضنها، وربما تكون الحادثة الأشهر تخص مسجد ومقام سيدى الغريب فى مدينة السويس والذى قام الخديوى عباس ببناء المسجد بجوار قبر الشهيد سيدى الغريب، وفى عام 1966 كان المسجد فى حاجة إلى ترميمات وتوسعات للحفاظ عليه، وكان لابد من نقل رفات سيدى الغريب، وتم الحفر من أجل هذا الغرض، وكانت مفاجأة صادمة للجميع أنهم بعد الحفر فى مكان المقام لم يجدوا شيئا، عاش أهل السويس فى صدمة وبكى منهم من بكى وبدأت موجات التشكيك والشماتة السلفية والإخوانية تنتشر بين صفوف الناس، حتى جاء الشيخ حافظ سلامة وأخبر الجميع أنه شاهد رؤيا تحدد له مكان دفن الجسد الطاهر وكانت على بعد خطوات من الضريح الذى تم هدمه، وبالفعل بدأوا الحفر وفاحت رائحة ذكية وشاهد الجميع الجسد الطاهر لسيدى الغريب أو أبو يوسف بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عماد، القائد العسكرى المعروف عنه التقوى والزهد الذى رد عدوان القرامطة عن قوافل الحجاج، وتم تجديد الضريح وترميم المسجد وسط هتافات أهل السويس المعتادة ياحامى السويس ياغريب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة