كشف الدكتور أحمد مصطفى عميد معهد السمع والكلام ورئيس لجنة المبادرة الرئاسية للمسح السمعى للأطفال حديثى الولادة، والتى ستبدأ أول سبتمبر فى جميع أنحاء الجمهورية للأطفال المصريين والأجانب الذين يسجلون فى مصر عند الإنجاب أن فقدان السمع أصبح رابع مسبب للإعاقة عالمياً.
وقال مصطفى لـ"اليوم السابع" أن فقدان السمع يتداخل بشكل مباشر مع قدرة الفرد على التواصل بشكل فعال مع الآخرين، الصحة النفسية والاجتماعية للفرد، الفرص الأكاديمية والمهنية، الاستقلال المادى، وجودة الحياة بصفة عامة.
وأضاف رئيس لجنة المبادرة الرئاسية للكشف عن ضعاف السمع أن فقدان السمع فى معظم أنحاء العالم يعد إعاقة "مخفية"، وذلك نتيجة التقليل من شأن المرض من ناحية الأجهزة السياسية والصحية بالعديد من الدول، مما يؤدى إلى عدم اعتبار المرض من الأولويات.
وتابع، هذا التجاهل فى العديد من الدول أدى إلى عدم تخصيص الموارد المادية والطبية بالصورة اللازمة مما أدى إلى تفاقم المشكلة وتزايد أعداد المصابين بصورة مستمرة حول العالم.
وأوضح عميد معهد السمع والكلام، أن الرئيس السيسى لديه وعى كبير بالقضايا الصحية وهو ما جعلة سباق بالمبادرات الصحية، ومنهما مبادرة الكشف المبكر عن ضعف السمع، مؤكدا أن الأعداد العالمية للأشخاص المصابين بضعف السمع فى تزايد مستمر، حيث زاد عدد الأفراد المصابين بفقدان السمع من 42 مليون شخص عام 1985 إلى 360 مليون شخص عام 2010، وهى زيادة بحوالى 9 أضعاف خلال 25 سنة.
واستكمل عميد معهد السمع والكلام ، أن أحدث التقارير تشير إلى أن عدد المصابين بفقدان السمع حول العالم قد وصل إلى 466 مليون شخص، مضيفا، أن عدد الأطفال من هذا الرقم الكلى قد وصل إلى 34 مليون "أى حوالى 7% من العدد الكلى"، ومعظم هؤلاء الأطفال يتواجدون فى مناطق آسيا الأطلنطية وجنوب آسيا وأفريقيا.
وأردف مصطفى، أن أعداد المصابين بفقدان السمع حول العالم فى زيادة مستمرة، و من المتوقع أن يزيد هذا العدد إلى 630 مليون شخص حول العالم بحلول عام 2030 وهذا التزايد المستمر والملحوظ لعدد الأشخاص المصابين بهذه الإعاقة، دفع القيادات السياسية بالدولة إلى أخذ الإعاقة السمعية فى عين الاعتبار كأحد أولويات الأجهزة الصحية بالدولة مما دعى إلى أهمية وجود نظام مركزى يسمح للأجهزة الصحية بالدولة بتتبع أعداد المصابين بفقدان السمع بشكل فعال وممنهج.
وأضاف لدينا أنظمة تتبع تتمكن من نقل البيانات من وإلى أجهزة المسح ستقوم بتمكين أجهزة الدولة الصحية من المضى بخطى ثابتة فى وضع حجر الأساس لبرنامج المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن ضعف السمع للأطفال حديثى الولادة.
وبالنسبة للأطفال، تعد الوقاية من ضعف السمع عن طريق الكشف المبكر بعد الولادة هى الاستراتيجية الأمثل للحد من مخاطر هذه الإعاقة وتأثيرها على الأطفال وهذه الأساليب الوقائية يتم اتباعها فى العديد من دول العالم الأول، وتعد أحد أهم الأساليب الوقائية وأكترها فعالية على الإطلاق القيام بعمل مسح شامل لجميع الأطفال حديثى الولادة لتتبع أعداد المصابين بفقدان السمع والقيام بإجراءات وقائية على الفور من أجل توفير حياة كريمة خالية من أى إعاقة سمعية لهؤلاء الأطفال.
وحول آلية تنفيذ المسح السمعى للأطفال قال، إن المسح السمعى سيتم عن طريق التدخل بأجهزة المعينات السمعية فى سن مبكر والتدخل الجراحى عن طريق عملية زراعة القوقعة إذا لزم الأمر والقيام بهذا المسح سيكون له دور كبير أيضاً فى نشر الوعى وتثقيف المواطنين بمخاطر ضعف السمع، وهذا النوع من زيادة الوعى الاجتماعى بمخاطر هذه الإعاقة، سيؤدى إلى إشراك المواطن بصورة استباقية وفعالة وجعله جزء لا يتجزأ من المنظومة ككل.
ويشار إلى انطلاق المبادرة رسمياً يوم 1 سبتمبر 2019 فى كل أنحاء الجمهورية فى وحدات الرعاية الأولية، وسيتم المسح الإلزامى على المواليد بدءاً من ذلك اليوم وسوف يتم وضع نتيجة المسح مع التطعيمات على شهادة ميلاد الطفل حديث الولادة حين إصدارها.
ومن أهداف هذه المبادرة، المسح الإلزامى لجميع الأطفال حديثى الولادة خلال 28 يوما من ولادتهم، وأن يتم التشخيص الملائم فى خلال 3 شهور من الولادة، وبعد مرور 6 أشهر على ولادة الطفل سيتم تحديد خطة بداية خطوات العلاج لكل طفل.
وتم تدريب العاملين بجميع الوحدات الصحية على الاستخدام الأمثل للأجهزة من أجل ضمان جودة عالية من النتائج.