مع كل عام فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، ربما يصادفك من يسألك "أين تباع كتب نجيب محفوظ؟"، هذا هو السؤال الأشهر لكل من يرغب حديثا فى متابعة أعمال الروائى الكبير، لكن فى النهاية يستقر به الحال عند مكتبة الشروق الناشر الحصرى لأعمال الأديب الراحل، ومن له حق توزيع أعماله.
دار الشروق للنشر، تمتلك بشكل حصرى الآن نشر أعمال صاحب نوبل فى الآداب عام 1988، بحسب عقد وقعه الأديب الراحل مع الناشر إبراهيم المعلم، تتيح احتكار المؤسسة كل أعمال "محفوظ" مقابل مليون جنيه، وحتى 2056.
من جهة أخرى حدث تعديل لـ قانون حماية الملكية الفكرية وصار يعطى الورثة حق الانتفاع بأعمال الكتاب لمدة تصل إلى 50 عاما من تاريخ وفاته، كما يحق للورثة التعاقد مع الناشر الذى يرغبون فيه، كل سبع سنوات مدة القصوى، وهو ما يسمح لأسرة نجيب محفوظ بحق اختيار ناشر جديد عام 2021، وهو ما أكدته مصادر مقربة من أسرة الأديب العالمى، مشيرا إلى أن الأسرة لم تحدد موقفها من جهة النشر المقبلة، ولا تتخذ موقفا معين سواء بترك الشروق والذهاب إلى ناشر آخر، لكن العديد من دور النشر المصرية والعربية ترغب فى الحصول على حقوق نشر نجيب محفوظ، ويتفاوض بعضها معها الآن.
دار الشروق بدورها تعمل على إعادة طبع أعمال الأديب الراحل التى نفدت طبعاتها بالفعل من المكتبات، كما أنها تحرص من حين إلى آخر عمل تخفيضات تصل إلى 25% على أعمال الراحل على الموقع، ومنذ شهور قامت بإصدار طبعة مصغرة لأكثر من 16 عملا من أعمال نجيب محفوظ بأسعار مخفضة، وذلك فى محاولة منها لمواجهة الهجوم التى تتعرض له الدار من وقت لآخر بسبب ارتفاع أسعار أعمال صاحب "المرايا" وعدم توفر كل أعماله فى جميع فروع المكتبات.
هناك أزمة أخرى بين "أم كلثوم" ابنة نجيب محفوظ والجامعة الأمريكية بصفتها الناشر لكتبه المترجمة، حيث قامت "الأبنة" برفع دعوى قضائية ضد الجامعة، بعدما قامت دار نشر الجامعة الأمريكية، ببيع حقوق رواية أولاد حارتنا للأديب العالمى نجيب محفوظ، بعد التعاقد مع إحدى شركات الدراما العالمية مدى الحياة بجميع اللغات الحية بما فيها العربية، وهو مخالف لحقوق الجامعة، كما أن الجامعة الأمريكية ترفض إطلاع ابنه نجيب محفوظ، على أى عقود ترجمة أو وكالة أدبية تبرمها الدار، وتقوم بالتصرف فى كل الحقوق الأدبية للأديب العالمى دون وجه حق ودون الرجوع لها، بل وتتجاهل طلبات الأسرة بالإطلاع على هذه الأمور واخذ موافقتهم.
وأكدت المصادر أن ابنة صاحب "زقاق المدق" تفكر جديا فى البحث عن بديل جديد للجامعة لترجمات والدها، حيث تعد دار نشر الجامعة الأمريكية، الناشر الرئيسي لأعمال نجيب محفوظ باللغة الإنجليزية لأكثر من 30 عاما، والمالكة لحقوق نشر أكثر من 600 طبعة باللغات الأجنبية الأخرى لأعمال محفوظ.
أم كلثوم، ابنة الأديب الراحل نجيب محفوظ، لها تجربة فى التعامل مع دور أخرى، وذلك من خلال قيامها بمنح دار الساقى للنشر ببيروت حقوق نشر المجموعة القصصة "همس النجوم" التى نشرت لأول مرة عام 2018.
كما أن الناشر عاطف عبيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة بتانة الثقافية، كان قد نشر منذ عدة أسابيع ماضية، صورة له مع أم كلثوم نجيب محفوظ داخل دار نشر بتانة أثناء تفقد الأخيرة للدار، وهو ما طرح تساؤلا: هل تتفاوض بتانة من أسرة نجيب محفوظ من أجل الحصول على حقوق نشر أعماله؟ وبحسب مصادر مقربة أكدت أن دار بتانة تفاوض ابنة صاحب نوبل فى الآداب لعام 1988، مشيرة إلى المفاوضات لم تصل إلى شىء فلا يزال يتبقى فى عقد الشروق عامين كاملين، مشددا على أن بتانة فى تحالف مع ناشرين آخرين يحاولون الحصول على حقوق الملكية الفكرية، كما أن هناك أكثر من ناشر آخر مصرى وعربى يتفاوض حاليا مع أم كلثوم لكن المفاوضات لم تفضى إلى شىء حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة