موقف محرج يعيشه مرشح إخوان تونس فى انتخابات الرئاسة التونسية، عبد الفتاح مورو، فى ظل إصراره على عدم التخلى عن منصبه كرئيس مؤقت للبرلمان التونسى خلال فترة ترشحه للرئاسة، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول إمكانية استغلاله لمنصبه الحالى فى الانتخابات الرئاسية، فى وقت تتبع فيه تلك الحركة الإخوانية مناورات عديدة لضمان فوز مرشحها بانتخابات الرئاسة.
فى البداية أكدت تقارير إعلامية عربية، أن قرار رئيس الوزراء التونسى يوسف الشاهد بالتخلى المؤقت عن رئاسة الحكومة التونسية، يمثل إحراجا شديدا لحركة النهضة الإخوانية التى دفعت بعبد الفتاح مورو فى انتخابات الرئاسة التونسية.
وقالت صحيفة "العرب اللندنية"، أن رئيس الحكومة التونسية، فاجأ الفاعلين السياسيين فى تونس بقرار التخلى مؤقتا عن رئاسة الحكومة، عبر تفويض صلاحياته إلى وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة والسياسات العمومية، كمال مرجان، حتى يتفرغ لحملته الانتخابية، فى مناخ يضمن حياد الإدارة.
وأضافت الصحيفة، أن هذا القرار الذى اندرج فى سياق سلة الأوراق التى بدأ يوسف الشاهد فى ترتيبها استعدادا للدفع بها تباعا أثناء حملته الانتخابية للاستحقاق الرئاسي، حرك المشهد السياسى الذى اهتزت أركانه على وقعه، لاسيما أنه يأتى بعد يومين فقط من إعلانه التخلى عن جنسيته الفرنسية الذى أربك هو الآخر حسابات بعض الأحزاب المعنية بهذا الاستحقاق الانتخابي.
ولفتت إلى أن هذه الخطوة وما رافقها من تأكيدات وتعهدات من شأنها إشاعة مناخ إيجابي، عبر عنه المرشح عبدالكريم الزبيدى الذى سارع إلى الترحيب بها، ولكنها قد تحرج فى نفس الوقت بعض الأحزاب التى دفعت بمرشحين لها لخوض هذا السباق الرئاسي، وخاصة منها حركة النهضة الإخوانية.
وتابعت الصحيفة: لم يصدر حتى الآن أى موقف عن مسؤولى هذه الحركة المحسوبة على جماعة المسلمين، حيث التزم الجميع الصمت، ما يؤكد دخولهم فى حالة من الحرج والارتباك، على اعتبار أن مرشحها للاستحقاق الرئاسي، نائب رئيس النهضة عبدالفتاح مورو، يرأس حاليا البرلمان بصفة مؤقتة، حيث تطالب العديد من القوى السياسية مرشح حركة النهضة بالاستقالة من منصبه، حتى أن النائب فيصل التبيني، دعا عبدالفتاح مورو إلى عدم رئاسة الجلسة العامة للبرلمان التى عقدت الخميس، لتفادى تضارب المصالح، باعتبار أن مورو معنى بالسباق الرئاسي.
من جانبه أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن حركة النهضة الإخوانية التونسية ليس لديها ثقة فى فوز مرشحها بنتيجة الانتخابات الرئاسة التونسية، لذلك يرفض عبد الفتاح مورو مرشح الحركة الإخوانية التخلى عن منصبه كرئيس البرلمان التونسى المؤقت قبل إجراء الانتخابات الرئاسة التونسية.
وقال الباحث السياسى، لـ"اليوم السابع"، أن حركة النهضة التونسية تعلم جيدا أن حظوظها فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التونسية المقبلة ليست كبيرة لذلك لا تريد فقدان كل شئ، وتخشى من أن يتخلى عبد الفتاح مورو عن مصب رئيس البرلمان التونسى بعد إعلان ترشحه للرئاسة التونسية فيخسر الانتخابات ومنصبه البرلمانى.
وأشار الدكتور طه على، إلى أن حركة النهضة الإخوانية تسعى لممارسة العديد من المناورات فى الانتخابات الرئاسية التونسية من بنيها الدفع بعدة مرشحين تابعين لها مثل المنصف المرزوقى إلى جانب مرشحها الأساسى عبد الفتاح مورو من أجل أن تضمن وصول أحدهما فى جولة الإعادة.
من جانبه أكد منذر قفراش، عضو الحملة الوطنية فى تونس، أن حركة النهضة الإخوانية مستعدة لحرق تونس من أجل الوصول لمنصب رئاسة الجمهورية، مطالبا الشعب التونسى بمواجهة سياسات الإخوان ولحفائهم فى تونس خلال الفترة الحالية.
وقال عضو الحملة الوطنية فى تونس، أن إخوان تونس يستعيون بالبلطجية ومستعدون لقتل جميع معارضيهم، موجها رسالة لهم قائلا: لن تحكمونا بالقوة مادام فى هذا البلد دولة تتحرك لتنقذ الشعب التونسى من طغيانكم وستنهى اللعبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة