أسبوع نجيب محفوظ.. اعترافات محاولى قتله: لم نقرأ شيئا وأردنا تطبيق الشرع.. وأحدهم: نسيت أن "أكبر" أثناء طعنه.. والأديب العالمى: سامحونى لعدم مقدرتى على الوصول إليكم بفكرى.. والتحقيقات: مغتالون وجهلة

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019 09:00 ص
أسبوع نجيب محفوظ.. اعترافات محاولى قتله: لم نقرأ شيئا وأردنا تطبيق الشرع.. وأحدهم: نسيت أن "أكبر" أثناء طعنه.. والأديب العالمى: سامحونى لعدم مقدرتى على الوصول إليكم بفكرى.. والتحقيقات: مغتالون وجهلة الأديب العالمى نجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إلى من كفرونى وحاولوا قتلى، أطلب منكم السماح لعدم مقدرتى على الوصول إليكم بفكرى وثقافتى وتركتكم فى هذا المستنقع" بهذه الرؤية تعامل الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ مع من حاولوا اغتياله، وذلك أثناء التحقيق معهم فى النيابة والذى تولاه الروائى المستشار أشرف العشماوى.
 
صاحب نوبل فى الآداب لعام 1988، والتى تحل هذه الأيام ذكرى رحيله الـ13، إذ رحل فى 30 أغسطس عام 2006، عن عمر ناهز 94 عاما، تعرض لمحاولة اغتيال فى عصر يوم الجمعة 14 أكتوبر 1994، أمام بيته فى العجوزة، حيث كان ينتظره أحد أصدقائه، لحضور لقاء أسبوعى كان يحضره الأديب الراحل مع أصدقائه، لكن بمجرد ما أن ركب السيارة حتى جاء شاب مسرعا مقتربا من الشباك المجاور له، وطعنه من الجهة اليسرى لرقبته بسلاح أبيض، فما من السائق إلا أن تحرك مسرعا فى اتجاه مستشفى العجوزة القريبة من المنزل في محاولة إنقاذه.
 
نجيب محفوظ أثناء وجوده فى المستشفى
نجيب محفوظ أثناء وجوده فى المستشفى
 
5 ساعات كاملة قضاها صاحب "الثلاثية" بين الحياة الموت، الخبر انتشر كالنار فى الهشيم، الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أصدر قراره بعلاجه على نفقة الدولة وتوفير كافة السبل لإنقاذه، زوجته خرجت تدعوه أحبائه الدعاء له، الشرطة تحركت سريعا وتمكنت من القبض على الجناة، وبدأت التحقيقات على الفور، وهنا أعترفوا أنهم كانوا يخططون لاغتيال الأديب العالمى نجيب محفوظ بالتزامن مع الذكرى السادسة لحصوله على جائزة نوبل فى الآداب.
 
نجيب تحدث وأهدى رواياته لمحاولى اغتياله، تعامل معاهم بمبدأ إنسانى فقدوه هم ومن حرضهم على فعلتهم، الجميع تحدث وأدان الواقعة، لكن السؤال ما هو موقف المتهمين وأقوالهم .
 
محمد ناجى أحد منفذى العملية، سرد تفاصيل الواقعة المؤلمة، قائلًا: "عندما خرج من منزله ليقابل صديقه وجدت الفرصة سانحة لأنال شرف تنفيذ شرع الله فيه، وتقدّمت نحوه وأخرجت مطواة قرن الغزال من تحت ملابسى وطعنته فى رقبته طعنة قاتلة"، كما أكد فى أكثر من مرة أنه لم يقرأ أى رواية لنجيب، وأوضح أنه حاول قتله تنفيذًا لفتوى عمر عبد الرحمن، مفتى الجماعة الإسلامية آنذاك، بإهدار دمه لاتهامه بالكفر وارتداده عن الإسلام بسبب رواية "أولاد حارتنا"، يُتابع: "غادرت الموقع، وكنت قد نسيت أن أُكبر عليه أثناء الطعن، فقمت بالتكبير فى سري".
 
الكاتب الروائى نجيب محفوظ داخل المستشفى
الكاتب الروائى نجيب محفوظ داخل المستشفى
 
المستشار أشرف العشماوى، القاضى المكلف من قبل النائب العام حينها بمباشرة تحقيقات واقعة الاغتيال، أكد أن المتهمون أقروا فى اعترافاتهم بأنهم فكروا فى تنفيذ العملية من خلال إطلاق النار على نجيب محفوظ، وتمت معاينة أحد الأماكن التى يتواجد بها دائمًا، وكان مطعمًا للفول والطعمية، وأجروا معاينة للمكان أكثر من مرة، ولكن وجدوا أن المكان مزدحم بالناس، وفى حالة إطلاق النار عليه سيتم لفت الانتباه إليهم، وذلك سيعوق العملية وسيعوق أيضًا الهروب من المنطقة، فقرروا تغيير طريقة التنفيذ.
 
وللغرابة، فقد ذكروا فى اعترافاتهم أيضًا أنهم لم يكونوا يعرفون اسمه ولا شكله، وأن الوصف الذى جاءهم أنه رجل كبير فى السن ويمشى بعكاز ويرتدى نظارة سميكة ويمشى ببطء وتوجد سماعة خلف أذنه، وتأكدوا أنه هو المطلوب.
 
طلب نجيب محفوظ طلبًا آخر غريبًا أيضًا من المستشار أشرف العشماوى، حسبما وصف الأخير، فقد قال له "هل يمكن لى أن أهدى هؤلاء المتهمين ٣ من رواياتى" ويسرد هنا "العشماوى" رده: صمت ولم أستطع الرد عليه بأنهم لا يستطيعون القراءة، فعاود سؤالى فأجبته بأنهم جهلاء ولا يقرأون ومع ذلك ذهبت زوجته إلى منزله القريب من المستشفى وأحضرت الكتب.
 
متهمو قضية الشروع فى اغتيال نجيب محفوظ
متهمو قضية الشروع فى اغتيال نجيب محفوظ
 
فى النهاية نجا نجيب محفوظ من الاغتيال ولم ينج من حاول اغتياله من العقاب، وقضت المحكمة العسكرية بإعدام محمد ناجي محمد مصطفى، ومحمد خضر أبو الفرج المحلاوي، والحكم على عمرو محمد إبراهيم، حسين علي بكر، بالسجن المشدد، وبالأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات على ياسر أبو عطية، والثاني عشر عبد الحميد محمد أبو زيد، وبالسجن 5 سنوات على المتهم السادس علي جمعة علي، وبالسجن 3 سنوات على كل من المتهم الثامن مصطفى عبد الباقي، والتاسع أحمد حسن أحمد، والثالث عشر محمد معوض عبد الرحمن، والخامس عشر فيصل شحاتة محمد، كما قضت ببراءة كل من المتهم السابع عبد الناصر جمعة علي، والرابع عشر علي حسن سباق، والسادس عشر صلاح محمد محروس.
 
وقالت المحكمة، فى حيثيات حكمها: "إن تلك الجماعة أرادت أن تجرح بأيدي عناصرها أمن وسلامة بلدهم، فكان الجرح أولى بهم وأوراق الدعوى تنبئ أن فلول الإرهاب تسعى دائمًا إلى التجمع وإعادة تكوين مجموعات تبغى اغتيال الرموز الفكرية، فما كان نجيب محفوظ إلا رمزا للفئة المفكرة فتأججت بين ضلوعهم أن يكون مقتله كمن قتل المفكرين جميعًا".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة