حالة من الجدل أعقبت القرار الذى اتخذه الرئيس السريلانكى مايثريبالا سيريسينا، بتعيين الجنرال شافيندرا سيلفا، قائدا للجيش فى البلاد، فى الوقت الذى تواجه فيه الحكومة انتقادات حادة جراء الفشل الأمنى فى التعامل مع الهجمات الإرهابية التى ضربت عدة كنائس وفنادق بالعاصمة كولومبو والمناطق المحيطة بها، تزامنا مع احتفالات المسيحيين بأعياد القيامة فى أبريل الماضى.
القرار أثار موجة انتقادات دولية، قادتها الأمم المتحدة، والتى أعربت عن قلقها، جراء اختيار الجنرال السريلانكى، فى ظل الاتهامات التى تلاحقه بارتكاب انتهاكات عدة، وهو ما يثير التساؤلات حول القائد الجديد للجيش، وأسباب الضجة المثارة حوله
يعد سيلفا أحد أكثر القيادات العسكرية المعروفة فى سريلانكا، إلا أن اسمه برز بشدة فى السنوات الأخيرة، وتحديدا مع اقتراب الحرب الأهلية التى ضربت البلاد من نهايتها، حيث كان مسئولا عن الفرقة 58 والتى حاصرت المعقل الأخير لحركة نمور التاميل المعارضة، قضت عليها فى عام 2009.
وبحسب تقارير أممية، فإن سيلفا كان مسئولا عن العديد من الانتهامات التى ارتكبت آنذاك، من بينها قتل 45 شخص من عرقية التاميل، وذلك فى الأشهر الأخيرة من الصراع، بالإضافة إلى الاستيلاء على منطقة بوتوماتالان، والتى كانت تسيطر عليها الأقلية العرقية فى سريلانكا.
ومن بين الاتهامات التى تواجه القائد العسكرى السريلانكى، قيامه بقصف مستشفى ومقر للأمم المتحدة، مستخدما ذخائر عنقودية.
ولكن يبقى التساؤل حول الأسباب التى دفعت الرئيس السريلانكى لاختيار سيلفا، رغم الانتقادات الدولية المتوقعة
يبدو أن الوضع الأمنى الهش فى البلاد، كان الدافع الرئيسى وراء تجاهل الرئيس السريلانكى للانتقادات الدولية المتوقعة، خاصة مع تنامى خطر الجماعات الإرهابية، والتى باتت واضحة مع استهداف الكنائس فى كولومبو فى أبريل الماضى، حيث أعلنت جماعتان مواليتان لتنظيم داعش الإرهابى مسئوليتهما عن الهجوم الدامى، الذى قتل أكثر من 300 شخص.
على الجانب الأخر، يحظى سيلفا باحترام قطاع كبير من السريلانكيين، خاصة من الأغلبية السنهالية، وهو الأمر الذى يجعل اختياره محاولة من قبل الحكومة لتخفيف الضغوط التى تثقل كاهلها فى الداخل بسبب القصور الأمنى فى البلاد، كما أنه يضفى قدرا من الطمأنينة على المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة