أكرم القصاص - علا الشافعي

الأوقاف: الهجرة الحقيقية هى التحول الإيجابى نحو الأفضل والأحسن

الأربعاء، 28 أغسطس 2019 08:57 م
الأوقاف: الهجرة الحقيقية هى التحول الإيجابى نحو الأفضل والأحسن وزاره الاوقاف
كتب – إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور محمد أحمد حامد، مدير إدارة المكتبات والوثائق بديوان عام وزارة الأوقاف، أن المتدبر فى الهجرتين إلى الحبشة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة يدرك جيدًا أن هجرة المسلمين الأوائل لم تكن هجرة من دار كفر إلى دار إيمان؛ لأن الأصل هو الدفاع عن الأوطان وعدم تركها لظالم أو معتدٍ ، وإنما كانت هجرة من دار خوف إلى دار أمن ،  ولهذا قيل: إنّ اللهَ (عز وجل) ينصرُ الدولةَ العادلةَ ولو كانتْ كافرةً ، ويخذَلُ الدولةَ الظالمةَ ولو كانتْ مسلمةً).
 
وقال خلال ندوة بمسجد الحسين: "الملك قد يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم ، وقد جعل نبينا (صلى الله عليه وسلم) الإمام العادل في مكانة عالية، ومنزلة سامية يوم القيامة في مقدمة السبعة الذين يظلهم الله (عزّ وجلّ) في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، فبعدله ينصلح المجتمع كله، وبظلمه يفسد المجتمع".
 
وأضاف أن لما أذن الله (عز وجل) لنبيه (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إلى المدينة المنورة خرج (صلى الله عليه وسلم) مؤيدًا بنصر من الله (عز وجل) ، لأن الهجرة كانت تحولًا إيجابيًّا لبناء الدولة ، وتحقيقًا للتعايش السلمي والمؤاخاة، ووحدة الصف حتى يتمكن النبي (صلى الله عليه وسلم) من إبلاغ رسالة ربه (عز وجل) للعالمين، يقول الحق سبحانه: ” إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.
 
وأضح الشيخ الشحات محمود البحيرى إمام وخطيب بالأوقاف، أنه إذا كان أمر الهجرة المكانية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة قد انتهى بفتح مكة، فإن كل معاني الهجرة النبيلة لا زالت قائمة وهي مما يجب علينا أن نحرص عليه، فلقد أصل النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الهجرة الحقيقة إنما هي تحول إيجابي نحو الأفضل والأحسن، كالتحول من البطالة والكسل إلى الجد والعمل والإتقان، ومن الأثرة والأنانية والعصبية الجاهلية إلى الإيثار والإخاء الإنساني الصادق، والإيمان بالتنوع, وحق الإنسان في الاختيار، وحرية المعتقد، وعلاقات حسن الجوار , والعمل على بناء الإنسان إيمانيًّا ، وعلميًّا ، وفكريًّا، وسلوكيًّا ، وأخلاقيًّا، واقتصاديًّا، واجتماعيًّا بناءً سليمًا راسخًا، يبنى الدولة ويصنع الحضارات، ويحقق صالح البشرية جمعاء، ويحفظ كرامة الإنسان كإنسان.
 
وأكد أن الفهم الصحيح لمعنى الهجرة الحقيقة يقتضى أن الهجرة التى لا تنقطع على مر العصور هى التحول من الجهل إلى العلم، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن سيئ الأخلاق إلى صالحها، ومن الفساد إلى الصلاح والإصلاح ، بما يسهم في بناء الحضارة وإعمار الكون، لأن ديننا دين البناء والتعمير للكون كله، قال تعالى : {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، فأمتنا أمة عمل لا أمة كسل، أمة بناء لا أمة هدم أو تخريب، أمة حضارة، ولم يكن التخلف أبدًا سمة من سماتها.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة