دخل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى حالة صدام مع الجميع بدفاعه عن نظيره الروسى فلاديمير بوتين، ولم يبالى بكم الانتقادات التى واجهها من قبل بسبب الرئيس الروسى، وطرح مقترحا لعودة روسيا إلى قمة السبع العام المقبل، والتى من المقررة أن تنعقد فى الولايات المتحدة.
فقد ذكرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن خلافا حادا، وفى بعض الأحيان، مريرا اندلع بين ترامب وعدد من قادة مجموعة السبع بشأن ما إذا كانوا سيسمحوا لروسيا بالعودة إلى ناديهم، وذلك فى عشاء الترحيب الذى أقيم يوم السبت الماضى فى اليوم الأول للقمة، بحسب ما قال مصادر دبلوماسية ومسئول أمريكى رفيع المستوى مطلع على الأمر.
وأوضحت المصادر أن ترامب ظل يدعو لعودة روسيا فى هذا العشاء مثلما فعل علانية على مدار القمة، ومع مناقشة القادة قضايا مثل إيران وحرائق الأمازون، تدخل ترامب وسأل لماذا لا ينبغى إشراك روسيا فى المحادثات نظرا لحجمها ودورها فى الشئون العالمية.
ووفقا لتقرير الشبكة الأمريكية، فإن هذا الأمر واجه اعتراضا حادا من بعض القادة لاسيما المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، وقالا إن روسيا قد أصبحت أكثر عداءً للديمقراطية منذ ان تم إخراجها من المجموعة عام 2014 بسبب ضمها للقرم.
ووصل الجدال إلى أكثر اللحظات الحامية فى القمة، لكن ترامب أصر بعد ذلك على أن الاجتماع تميز بالوحدة والتعاون. وقال المسئولون إنه فى الوقت الذى عقد فيه الزعماء مناقشات ودية خلال العشاء والجلسات الأخرى، إلا ان هذه المواجهة بشان روسيا كانت ملحوظة بسبب وجهات النظر المثيرة للجدل من كلا الجانبين.
ورأت "سى إن إن" إن ترامب بإثارته قضية روسيا ينغمس مرة أخرى فى احترامه الغريب وغير المبرر لبوتين، الذى تصفه بأنه يسعى لتقويض القيم الديمقراطية التى تمثلها مجموعة السبع.
وقد أثار موقف ترامب استياء الإعلام الأمريكى الذى يشن منذ أكثر من عامين هجوما حادا على موسكو بسبب قضية التدخل فى الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وهى القضية التى هيمنت على المشهد السياسى الداخلى الأمريكى منذ انتخاب ترامب وحتى تقديم المحقق الخاص فى القضية روبرت مولر تقريره فى هذا الشأن والذى لم يبرئ الرئيس تماما لكنه لم يدينه فى الوقت نفسه.
هذه الحالة من الاستياء عكسها تقرير لصحيفة واشنطن بوست، الثلاثاء، قالت فيه لإن دونالد ترامب قد توج أيام من مناصرته للرئيس الروسى فلاديمير بوتين بإعلانه أنه ينوى دعوة الأخير لقمة السبع العام المقبل، والتى سيستضيفها ترامب فى عام الانتخابات فى ظل تحذيرات بأن روسيا تحاول التدخل بنشاط مرة أخرى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ورأت الصحيفة أن هذه المحاولات من شأنها أن تخفف من وضع روسيا كـ "منبوذ"، على حد وصفها، ويعيدها على الأرجح إلى نادى النخبة الذى يضم بعض الدول الصناعية الأقوى، والتى أمدت بوتين بالشرعية الدولية خلال 14 عاما شارك فيها فى القمة.
وكان ترامب قد قال فى مؤتمر صحفى يوم الاثنين الماضى فى ختام القمة: "أعتقد أنه سيكون من الأفضل وجود روسيا داخل القيمة أكثر من خارجها".
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ترويج ترامب غير العادى لبوتين تحول إلى الخلاف الأكثر توترا فى اجتماعات قمة السبع التى استمرت ثلاثة ايام فى مدينة بياريتز الفرنسية. فكانت رغبة ترامب فى استعادة شرعية روسيا متماشية مع دوره المستمر كمشجع لبوتين.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت فى عام 2014 مع الدول الأعضاء فى مجموعة السبع بشكل مشترك أن ضم روسيا للقرم يعد انتهاكا للقانون الدولى. لكن ترامب ألقى أمس الاثنين باللوم على الرئيس باراك أوباما وليس بوتين، وقال إن سلفه كان عازما على طرد روسيا من المجمعة لان الأمر كان محرجا للغاية له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة