تغنت الفنانة الراحلة ليلى مراد، من على إحدى الصخور فى شاطئ الغرام، بمطروح وجمالها ولأهلها، قبل منتصف القرن الماضى "يا ساكنى مطروح جنيَّة فى بحركم.. الناس تجى وترُوح وأنا عاشقة حيكم" فى فليمها الشهير "شاطئ الغرام" فما كان من أهل مطروح، إلا أن ردوا على أغنيتها بإطلاق أسم الفيلم على الشاطئ الذى تغنت فيه "شاطئ الغرام" وعلى الصخرة التى كانت تجلس فوقها "صخرة ليلى مراد".
وترجع شهرة الشاطئ وصخرته الأشهر بين صخور مصر، للفيلم الذى غنت فيه الفنانة ليلى مراد: "يا ساكنى مطروح جنيٌه فى بحركم، الناس تجى وتروح وأنا عاشقه حيكم، اثنين حبايب الروح شبكونى بحبكم، حبيت الاثنين سوى الميٌه والهوى، يا هنايا بحبهم"، وشهد الشاطئ قصة الحب الرومانسية التى دارت حولها فكرة الفيلم، بين "عادل" الشاب الثرى، و"ليلى" المعلمة ابنة موظف التلغراف البسيط، وعرض الفلم فى السينمات أوائل عام 1950، عقب تصوير أهم مشاهد على رمال ومياه الشاطئ الذى حمل اسم الفيلم فيما بعد.
وأعادت محافظة مطروح، خلال الفترة الأخيرة، إحياء ذكرى ليلى مراد، بإطلاق اسمها على المسرح الصيفى، الذى تم إنشائه مؤخراً ضمن أعمال تطوير الشاطئ، مع وضع تمثال من البرونز للفنانة الراحلة، أمام مسرحها، الواقع أمام الصخرة التى غنت عليها، خلال فيلمها الشهير.
وعلى الرغم من تنوع شواطئ محافظة مطروح، التى تنتشر من الإسكندرية شرقًا وحتى السلوم غربًا بطول حوالى 450 كيلو مترًا، إلا أن شاطئ الغرام يظل هو الأشهر والأكثر إقبالا وزحاماً بالمصطافين، من كل الفئات الاجتماعية، ويتوافد عليه ألاف المصطافين يوميا، للاستمتاع بالسباحة والطبيعة الخلابة وإطلالته الرائعة على مدينة مرسى مطروح من الجهة المقابلة، حيث يقع على شبه جزيرة، شمال غربى المدينة.
ويعد شاطئ الغرام، هو الشاطئ الوحيد الذى يشهد صفوف من الشماسى، التى يجلس تحتها المصطافون، بسبب التوافد الكبير عليه، فى حين أن معظم الشواطئ، تكون الشماسى فيه صف واحد أو صفين على الأكثر، ويرجع ذلك للشهرة الكبيرة للشاطئ ولتناسبه مع سباحة الكبار والصغار.
وتنتشر على الشاطئ الألعاب البحرية، وركوب اليخوت والقوارب والجيت سكى، والتحليق بالبراشوت الذى يسحبه لانش سريع، وغيرها من وسائل الترفيه المائية، إضافة لالتقاط الصور مع الخلفيات الطبيعية الخلابة وتدرج ألوان مياه البحر، ما بين الصافى الرقراق والتركواز والأزرق الفاتح والأزرق الغامق، مما يجعل الأمواج هادئة وعمق الشواطئ متدرج بشكل آمن للصغار والكبار.
وأكد المهندس أحمد على وكيل وزارة الإسكان بمحافظة مطروح والمشرف العام على أعمال التطوير، أن شاطئ الغرام يشهد أعمال تطوير حضارية وسياحية غير مسبوقة، ستعمل على استغلال بشكل حضارى وتعظيم الاستفادة من مقوماته الطبيعية والتاريخية، لصالح المحافظة وأهلها وزائريها، وليصبح الشاطئ وجهة ترفيهية حضارية.
وأشار إلى أن أعمال التطوير تضمنت إنشاء مسرح " ليلى مراد" على الطراز الرومانى الدائرى وخلفيته صخرة ليلى مراد الشهيرة، ويتسع لأكثر من 1000 مشاهد، مع إعداده لاستقبال الحفلات والمهرجانات، مع الحفاظ على مستوى رؤية الشاطئ، مع عمل كافة الترتيبات لفصل المسرح وتأمينه مع التيسير على المصطافين لدخول الشاطئ، وتم وضع تمثال أمام المسرح للفنانة الراحلة، مصنوع من البرونز، كما تم إنشاء عدد من الكبائن أو شاليهات اليوم الواحد، والكافيتريات والمطاعم وإنشاء ممر بالأعمدة الرومانية الديكورية، التى أعطت منظراً بديعاً مع التناسق الجمالى مع باقى المنشآت.
وأضاف وكيل وزارة الإسكان بمطروح فى تصريح خاص لـ " اليوم السابع" بأن شاطئ الغرام وشاطئ كليوباترا المتجاوران، لهما قيمة تاريخية وجمالية وترفيهية، ولم تستغل مقوماتهما سياحيا بالقدر الكافى، لذلك وجه اللواء مجدى الغرابلى محافظ مطروح، بضرورة تطوير الشاطئين والمنطقة المحيطة بهما بشكل حضارى وسياحى يتناسب مع الإمكانيات الخاصة بالمكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة