دائمًا تمطر ثم يتوقف المطر، كلما جُرحت.. شفيت، بعد الظلام يأتي النور، في كل يوم تغيب الشمس ثم تعاود الظهور من جديد، تقع أوراق الأشجار في الخريف لتزدهر مجددًا في الربيع.
يتم تذكيرك بهذا كل صباح، كل يوم، كل موسم، كل عام باستمرار..
يتم تذكيرك أن الأمور أيا كان نوعها لا تدوم.. لكنك لا تنتبه لذلك.. لمَ؟
جاوب.. إني أسألك..
أتخيل أن إجابتك ستكون آه يا عزيزي إنها ضغوط الحياة، مشكلات العمل والأسرة والحصول على المستقبل..
أو يا للهول كيف تتوقع مني أن أرى الحكمة المستترة وراء الأمور التكرارية في الطبيعة؟
سأجيبك يا صديقي.. إنك غارق تمامًا في تفاصيل لا سيطرة لك عليها، عينيك مثبتة في اتجاه واحد.. هموم مستقبلية أو أحزان ماضية
فقدت القدرة علي الاندهاش ورؤية الإبداع في التفاصيل البسيطة.. نتيجة انغلاقك تمامًا على ذاتك، وهمومك.
الأمر الذي جعلك لا تستمتع بالحياة..
استمتع بالحياة كما هي.. سر مع نهر الحياة.. لا تقاوم التيار أو تمشي عكسه. فتتعب وتتألم ولا تصل.. ولا تحاول أن تسبق التيار فتتعرض للحوادث.
توازن.. إذا مررت بيوم سعيد فاستمتع لأنه لن يدوم.. ولا تعكر صفو مزاجك لكونه سينتهي وستعود ثانية للواقع المر أو على أقل تقدير لواقع روتيني ممل.
إذا كان يومك سعيدًا فاسعد واستمتع ولا تفكر فالأمس أو الغد لا تعكر علي نفسك صفو اللحظة.
وإذا مررت بيوم صعب فاصبر ولا تقلق وتعامل معه بهدوء وحكمه وتذكر أن ذلك لن يدوم أيضًا مهما طال، فطبع الأشياء هو التغير.
لأن الحياة ليست بسيطة ولا سهلة.. فليس واقعيًا أو من طبيعة قوانين الحياة أن تمر الأيام دون حوادث أو قلاقل.
دعك من صور الميديا وحياة مواقع التواصل الاجتماعي السعيدة المثالية.. فهي مصنوعة.
في كل لحظة توجد عدة اختيارات.. لأن كل لحظة تحمل بداية أو نهاية، ظلام أو نور، حب أو فراق..
فاختر لنفسك...
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة