أكرم القصاص

الرئيس وتكافؤ الفرص.. اختيار الأكفأ ومواجهة المجاملات والواسطة

السبت، 03 أغسطس 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقريبا لم يترك الرئيس عبد الفتاح السيسى نقطة تتعلق بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية لم يتطرق لها فى مؤتمر الشباب، وكان حديثه مدعما بالأرقام والمعلومات والاطلاع على أدق التفاصيل الخالصة بالقضايا، وأشار إلى أهم النقاط المتعلقة بالإدارة والمحليات، وما تمثله هذه النقطة العامل الحاسم فى أى توجه للدولة نحو التنمية والتقدم.
 
ذهب الرئيس مباشرة إلى أصل المشكلات، وتعامل بوضوح وصراحة تصل إلى قلب الأسباب التى تعرقل التنمية، وأشار بشكل واضح إلى أن استمرار النظام الإدارى والمحليات بهذا الشكل لا يساعد فى نقل البلد للأمام، بل إن الرئيس تقبل الانتقادات المختلفة والكوميكس المتعلق بالإصلاح الاقتصادى ككونه تعبيرا عن آراء الناس ومشاعرهم وشكاواهم، وفى نفس الوقت عن تقبلهم لإجراءات يرون أنها ضرورية، وكانت هذه النقطة مهمة فيما يتعلق بمدى استيعاب التعبير عن الرأى وأهمية إتاحة الفرصة لمعالجة السلبيات. 
 
لقد وجه الرئيس انتقادات لنظام الإدارة والتقاعس والإهمال والواسطة، لقد وجه الرئيس السيسى أكبر انتقاد لنظام الواسطة والمحسوبية فى اختيار الموظفين واللاعبين والمديرين عندما قال بشكل واضح: «إن الجدية والتجرد وعدم المجاملات والانتقاء فى أى عمل يجعله ناجحا»، وقال «إن المجاملات فى أى قطاع لن تساهم فى نجاح أى عمل»، وكان الرئيس يتحدث عن الكرة والفرق الرياضية ويتساءل: «ألا يوجد فى ألف لاعب جيد؟»، وتطرق إلى أن الأمر ليس فى كرة القدم فقط، ولكن فى كل القطاعات: «هناك العديد من المواهب الغنائية التى يمكن اكتشافها وتحتاج إلى فرصة.. وكافة القطاعات تحتاج إلى «نجباء» وأن يتم اختيارهم بتجرد.. التجرد فى انتقاء المواهب سيجعل الدولة تقفز سنوات إلى الأمام».
 
لقد اختار الرئيس تعبيرات مخففة، وهو يشير إلى أن اختيار المسؤولين أو المديرين يتم بناء على مجاملات، وهو ما يعرف بالواسطة والمحسوبية، وبالفعل هذا هو أصل الداء، حيث جرى على مدى عقود توريث المناصب والمواقع فى قطاعات كثيرة من الجامعات والدبلوماسية للقطاعات القانونية والمهمة، وحتى الفن والإعلام والبنوك وقطاعات الطاقة وغيرها، حيث يتم استبعاد الأكفأ والأفضل لصالح صاحب النفوذ، وهناك أمثلة كثيرة على مدى عقود لمتفوقين تم استبعادهم لصالح أصحاب النفوذ.
 
وقد أشار الرئيس إلى طريقة لمواجهة هذه الظاهرة عندما تحدث عن برامج وتطبيقات يتعامل معها المتقدم للمنصب أو الوظيفة، بحيث لا يكون هناك تدخل بشرى فى الاختيار، وأن هذا النظام تحت التجريب، يضاف إلى ذلك أهمية وضع قوانين وقواعد تحظر الواسطة والتدخل وأن يكون الاختيار من خلال لجان تحدد الشروط ويتم العمل بشفافية وأن يتم إخبار المتقدم بأسباب القبول أو الرفض.
 
كان الرئيس فى حديثه عن فرق الكرة يشير إلى عمليات اكتشاف المواهب والتى كانت تجوب القرى والمدن وتعقد مسابقات لاختيار الأطفال الموهوبين ممن يمكن أن يكونوا لاعبين موهوبين، وهى خطوات معروفة فى دول كثيرة، خاصة أن نظام الاحتراف يجعل هؤلاء الموهوبين ثروات، مثلما هو الأمر مع محمد صلاح واللاعبين المحترفين فى نوادى العالم، نفس الأمر فيما يتعلق بباقى الاختيارات لأن احتلال المستحقين والموهوبين يدعم القدرة البشرية وينمى مستوى الذكاء والمهارات، وهو ما يتحدث عنه الرئيس بشكل واضح فى مؤتمر الشباب.
 
إن حديث الرئيس يكشف عن إدراك واضح لأهمية تقديم الموهبة والكفاءة على النفوذ فيما يتعلق بالدولة والمناصب والجامعات، وربما يكون على المؤسسات التشريعية والتنفيذية والجهات المنوط بها تطوير الإدارة ترجمة حديث الرئيس إلى تشريعات وإجراءات تنهى المجاملات، وتضع ضمانات للوظائف والمناصب بناء على شروط وقدرات، الأمر الذى يضع النجباء والموهوبين والأكثر كفاءة فى المواقع التى يستحقونها ويحتاجها البلد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة