تحت عنوان "تهديدات ترامب والمخاوف التجارية تؤرق المستثمرين العالميين"، سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ، الضوء على تأثير التوترات بين أكبر اقتصادات فى العالم، وقالت إن الأسواق العالمية تبعت انخفاض وول ستريت يوم الجمعة ، بعد أن أدت التوترات التجارية المتزايدة فى إثارة المخاوف بين صفوف المستثمرين حول العالم.
وأوضحت الصحيفة ، أن الأسواق في هونج كونج واليابان قادت انخفاضًا واسعًا في الأسهم الآسيوية ، بينما انخفضت بعض مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا بأكثر من 2 في المائة. تتوقع أسواق العقود الآجلة أن تفتح الأسهم في الولايات المتحدة منخفضة يوم الجمعة أيضًا.
بدأت عمليات البيع العالمية يوم الخميس ، عندما هدد الرئيس ترامب ، بفرض رسوم جمركية على 300 مليار دولار من البضائع التي تشتريها الولايات المتحدة من الصين، واعتبرت "نيويورك تايمز" إن التهديد ، الذي جاء بعد يوم واحد فقط من مغادرة كبار المسئولين الأمريكيين لشنغهاي عقب محادثات مع نظرائهم الصينيين ، عمق احتمالات حدوث نزاع تجاري طويل بين أكبر اقتصادين في العالم.
وكان المستثمرون في آسيا أكثر انزعاجًا من النزاع التجاري المتصاعد بين اليابان وكوريا الجنوبية ، وهما دولتان أساسيتان لسلسلة الإمداد بالتكنولوجيا العالمية. وصرحت اليابان يوم الجمعة بأنها ستضع مشتريات كوريا الجنوبية من المنتجات ذات التطبيقات العسكرية المحتملة تحت شروط الفحص والترخيص الإضافية.
وانخفض مؤشر هانج سنج في هونج كونج 2.4 في المائة ، في حين أنهى مؤشر نيكي 225 الياباني 2.1 في المائة ، وفي الصين ، انخفض مؤشر شنغهاي المركب 1.4 في المائة، بينما انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية 1 في المائة. في تايوان ، انخفض مؤشر تايكس 1.7 في المائة.
وكانت الأسواق الأوروبية أيضا منخفضة على نطاق واسع يوم الجمعة ، حيث انخفض مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 1.7٪ ، وتراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي 2.6 في المائة بينما انخفض مؤشر داكس في ألمانيا 2.3 في المائة.
ومن ناحية أخرى، أجاز مجلس الوزراء اليابانى اليوم الجمعة مشروع قانون لإزالة كوريا الجنوبية ، من القائمة البيضاء للشركاء التجاريين الموثوق بهم، فى خطوة تعتبر انتقامًا اقتصاديًا إضافيًا على خلفية قرارات محاكم كورية جنوبية متعلقة بالعمل القسرى فى زمن الحرب.
وقال وزير التجارة اليابانى هيروشيجى سيكو - وفقا لما ذكرته وكالة أنباء (كيودو) اليابانية - إن الإجراء الجديد سوف يصبح سارى المفعول فى 28 أغسطس الجارى بعد الإجراءات القانونية.
جاء هذا القرار بعد أن فرضت اليابان قيودا على تصدير 3 مواد كيميائية رئيسية مستخدمة لإنتاج أشباه الموصلات والعروض إلى كوريا الجنوبية فى يوم 4 يوليو الماضي.
ومن المقرر أن يتم إزالة كوريا الجنوبية من القائمة البيضاء التى تضم 27 دولة بما فيها الأرجنتين وبريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا بعد دخول القرار حيز التنفيذ نهاية الشهر الجارى وستصبح كوريا الجنوبية التى تمت إضافتها إلى القائمة فى عام 2004، أول دولة تتم إزالتها من القائمة.
وبموجب هذا الإجراء، سيحتاج المصدرون اليابانيون إلى الحصول على تراخيص لكل حالة على حدة لتصدير حوالى 1,120 عنصرا مزدوج الاستخدام إلى كوريا الجنوبية.
يذكر أن الخلاف بين كوريا الجنوبية واليابان ، بدأ بعد صدور أحكام المحكمة العليا فى كوريا الجنوبية العام الماضى بأنه يتعين على الشركات اليابانية دفع التعويضات لضحايا العمل القسري، ومن جانبها احتجت اليابان بشدة على القرارات، قائلة إن جميع القضايا الناجمة عن الحكم الاستعمارى لكوريا 1910-1945 قد تم تسويتها بموجب اتفاق عام 1965 لإعادة تطبيع العلاقات الثنائية.