لا تزال طريقة مقتل حمزة بن لادن، ابن مؤسس تنظيم القاعدة، محل اهتمام العديد من الدوائر الغربية ، خاصة مع عدم وجود أدلة مادية توضح كيفية مقتله، بخلاف الرواية الأمريكية، التى تشير الى أنه قتل فى غارة جوية أمريكية فى فبراير الماضى، وهو ما أكدته المراسلات السرية بين الجهاديين.
ونقلت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية عن خبراء الإرهاب ، إن مقتل حمزة بن لادن وجه ضربة رمزية للقاعدة ، لكن قد يكون له تأثير عملي ضئيل على الشبكة الجهادية المرنة.
وقالت الصحيفة ، إن وفاة الابن المفضل لأسامة بن لادن ، ينهي الآمال الجهادية لسلالة تقود ما كان في السابق أكثر الجماعات الإرهابية شهرة في العالم ، مشيرة الى ن ابن بن لادن الأصغر سناً ، الذي يُعتقد أنه يبلغ من العمر 30 عامًا ، كان يتم إعداده للإشراف يوما ما على القاعدة لتوجه دفة التنظيم الذى أسسه والده ، إلى مرحلة جديدة وشابة.
ولم يقدم المسئولون الأمريكيون ، سوى القليل من التفاصيل عن وفاته ، قائلين " إن هذا قد حدث في أول عامين من إدارة دونالد ترامب ، وقال مصدر من " البيت الأبيض" إن الأدلة الأمريكية على الوفاة "موثوقة للغاية".
لكن خبراء الإرهاب والمصادر الحكومية ،قالوا أيضاً إنه ليس من الواضح أن حمزة ، ورث أياً من رؤية والده أو قدرته وأنه لم يتمكن من تحقيق أي نجاحات جهادية. وقال مصدر " البيت الابيض " إن الاقتراحات بأنه ربما يكون في يوم ما مفتوحاً لعملية اندماج في نهاية المطاف مع تنظيم داعش لم يتم تأكيدها على الإطلاق.
وقال خبير الأمن الباكستاني رحيم الله يوسفزاى، أحد الصحفيين القلائل الذين قابلوا أسامة بن لادن وجهاً لوجه ، "أعتقد أنها خسارة كبيرة للقاعدة".
وأضاف الخبير ، "لقد كانوا بحاجة الى شخص أصغر سنا وأكثر نشاطا ، وكان حمزة بن لادن لديه تلك الصفات..فضلا عن أنه كان مقبولا من حيث المرتبة وكونه خليفة طبيعي لوالده."
وأضاف رافايلو بانتوتشي ، مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "لا أعتقد أن هذا يحدث فرقًا من الناحية العملية". وأوضح"إن إزالة رجل لم يفعل شيئًا بشكل خاص لن يؤدى إلى إحداث فرق".
ويُعتقد أن حمزة ، هو الخامس عشر من أطفال بن لادن ، البالغ عددهم 20 شخصًا وقضى طفولته المبكرة مع والديه ، أولاً في المملكة العربية السعودية ثم في السودان وأفغانستان في التسعينيات.
نجل أسامة بن لادن
بعد هجمات 11 سبتمبر ، عندما أصبح بن لادن ، أكثر الرجال المطلوبين في العالم ، أرسل العديد من الزوجات والأطفال للعيش في إيران ، من أجل الأمان ، بما في ذلك حمزة ، وتُظهر الرسائل المكتشفة في مجمع "أبوت آباد " بعد غارة مايو 2011 التي قتلت بن لادن الاب أن حمزة كان على صلة وثيقة مع والده وأراد أن يسير على خطاه. ويبدو أن والده بدوره كان يعد له دورا قياديا ، فضلا عن أن حمزة أقسم على الانتقام لموت والده ، ثم قدمه الظواهري لاحقًا كـ "أسد"
وأشارت "التليجراف" إلى أن القاعدة تحاول الاستفادة من تدمير خلافة تنظيم داعش ، لتصبح الجماعة الجهادية البارزة في العالم مرة أخرى ، وفى الوقت الذى ابتعدت فيه عن محاولة ضرب أهداف في الغرب ، بدأت تنمى الوجود الإقليمي القوي في سوريا واليمن والصومال وشمال إفريقيا.
ومن ناحية أخرى، اعتبرت صحيفة "التايمز" إن مقتل نجل أسامة بن لادن ، يعد ضربة رمزية ، لكن المحللين والأمم المتحدة ، يقولون إن الكثير من أعمال القاعدة الحقيقية يقوم بها اثنان من الجهاديين المخضرمين المتمركزين في إيران.
وكان وضع على رأس حمزة بن لادن ، مكافأة قدرها مليون دولار في فبراير ، بعد أن أوضحت سلسلة من الخطب المنشورة على الإنترنت ، أنه أصبح رئيسًا للتنظيم التي أسسها والده.
ويعتقد المسئولون الأمريكيون أنه بحلول ذلك الوقت كان قد مات بالفعل ، ربما من غارة جوية أمريكية. وقد أحجم المسئولون عن إعطاء تفاصيل ، لكن قيل إن الوفاة تمت مناقشتها في محادثات تم اعتراضها بين الجهاديين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة