ينظم مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى وبيت السنارى الأثرى بالسيدة زينب بالقاهرة التابعان لقطاع التواصل الثقافى لمكتبة الإسكندرية، احتفالية بمناسبة مرور "ألف عام هجرى على وفاة البيرونى"، وذلك يوم الخميس 5 سبتمبر المقبل، من الساعة الخامسة إلى التاسعة مساءً.
ستشهد الاحتفالية مجموعة من المحاضرات العلمية والثقافية من خلال عدة محاور تتناول حياة العالم أبو الريحان البيرونى رائد علم الفلك، وإسهاماته فى مجال العلوم الطبيعية والمجالات العلمية المختلفة، وكذلك معرضًا لنماذج الإسطرلاب وهو آلة كانت تستخدم لتعيين الارتفاعات الخاصة فى الأجرام السماوية وتحديد الوقت والاتجاهات المتنوعة، ويعد من الأجهزة المستخدمة لرصد المسافات بين الكواكب وتحديد المواقع الخاصة بها.
ومن المقرر أن يلقى الدكتور أسامة طلعت أستاذ الآثار الإسلامية كلمة الافتتاح فى تمام الساعة الخامسة والربع مساءً، ويعقبها سلسلة المحاضرات، حيث يتحدث الدكتور فتحى صالح كبير خبراء المكتب الفنى لمدير مكتبة الإسكندرية عن "عصر البيرونى: عندما كانت الحضارة العربية هى الحضارة الغالبة"، ويوضح كلًا من المهندسة نيفين عادل وعلى حنفى وفيصل منير "مشروع علماء العالم الإسلامى"، ويتناول الدكتور محمد صالح النواوى أستاذ الفلك بالشرح والتوضيح "البيرونى عبقرى موسوعى"، ويعرض الدكتور أحمد محمد الدسوقى مدرس الآثار الإسلامية "النقود المتداولة فى زمن البيرونى"، ويسلط الدكتور رهام سعيد مدرس الآثار الإسلامية الضوء على "تصاوير مخطوط الآثار الباقية عن القرون الخالية للبيرونى المحفوظ فى مكتبة أدنبره"، وسيتم فتح باب المناقشة في نهاية المحاضرات.
يذكر أن أبا الريحان البيرونى هو فيلسوف ورياضى ومؤرخ، من أهل خوارزم، كان إمام وقته فى علم الرياضيات والنجوم، مكبا على تحصيل العلوم، مفضيًا إلى تصنيف الكتب، يفتح أبوابها، ويحيط شواكلها وأقرابها، ولا يكاد يفارق يده القلم وعينه النظر وقلبه الفكر، نبيه القدر، خطير عند الملوك والسلاطين، أقام في الهند بضع سنين، واطلع على فلسفة اليونانيين والهنود، وعلت شهرته، وارتفعت منزلته عند ملوك عصره، وصنَّف كتبًا كثيرةً جدًّا، ولم يكن له في زمانه نظير، ولا كان أحذق منه بعلم الفلك بكل دقائقه، ومن مؤلفاته: كتاب "الجماهر في الجواهر"، وكتاب "الآثار الباقية عن القرون الخالية في النجوم والتاريخ"، وكتاب "تجريد الشعاعات والأنوار"، وكتاب "الأحجار" يذكر فيه خواص الأحجار الكريمة وغيرها، وكتاب "مقاليد الهيئة"، وكتاب "الشموس الشافية للنفوس"، وكتاب "الصيدلة" في الطب، وغير ذلك كثير من الكتب. وقد شهد بعلمه وبراعته كثير من العلماء المسلمين وغيرهم، من هؤلاء جورج سارتون الذي وصفه فى كتابه "مقدمة لدراسة تاريخ العلم" بقوله: "كان رحَّالة وفيلسوفًا، ورياضيًّا، وفلكيًّا، وجغرافيا، وعالمًا موسوعيا، ومن أكبر عظماء الإسلام، ومن أكابر علماء العالم"، كما وصفه المستشرق الألماني سخاو بقوله: "أعظم عقلية عرفها التاريخ"، وبعد هذه الشهادات والإنجازات المبهرة والحياة العلمية الحافلة بالعطاء، توفي البيروني رحمه الله في رجب سنة 440هـ.