حلم الثراء السريع، كان الدافع وراء عامل للتنقيب عن الآثار، بحثا عن كنوز الأجداد، بصحراء العياط، جنوب محافظة الجيزة، حيث اختار العامل المكان الذى اعتقد أنه يحتوى على مقبرة فرعونية، تحتوى على تماثيل وقطع أثرية، سيوفر العثور عليها، ثروة هائلة له، ولأسرته.
اجتمع العامل "جمال.ح" بابنه "أ"، وعرض عليه قراره، فاستجاب الابن لوالده، وأخذا سويا فى وضع مخطط لعملية التنقيب، وتحديد مكان الحفر، حيث وقع اختيارهما على منطقة صحراوية بمحيط قرية طهما بالعياط، لاعتقادهما احتواءها على كنز أثرى، بالإضافة إلى أنها بعيدة عن أعين سكان القرية، لصعوبة الوصول إليها، وهو ما يتيح لهما العمل بحرية.
اتفق العامل وابنه على ضرورة الاستعانة بأعوان لهما، لمساعدتهما فى الحفر، حيث أن عملية التنقيب تحتاج إلى جهد ومشاركة عدد من الأشخاص، واقتسام المهام بينهم، ووقع اختيارهما على 4 أشخاص، يرتبطون بعلاقة صداقة بهم، بالإضافة إلى أنهم أهل ثقة لهم، ويؤتمنون على سرهم.
جهز العامل وابنه وشركائهما الأربعة، المعدات الخاصة بالتنقيب، ونقلوها بواسطة سيارة إلى المكان المستهدف بصحراء قرية طهما، وبدأوا فى عملية الحفر، فأحدثوا حفرة كبيرة، وواصلوا عملهم، حتى وقع ما لا يحمد عقباه، وانتهى مخططهم بكارثة، لفشلهم فى عملية تأمين الحفر، واستخدام أدوات بدائية فى التنقيب، انهارت الرمال على الابن، واختفت جثته بالحفرة العميقة التى أحدثوها خلال عملهم بحثا عن الاثار، فشل الأب وشركائه فى انتشالها، ووقف عاجزا أمام المصيبة التى ألمت به، محاولا إزالة الرمال للوصول لابنه المدفون أسفل أقدامه.
خلال عملية تنقيب المتهمين والبحث عن جثة الابن، وصلت معلومات لضباط مباحث مركز شرطة العياط، كشفت عن تورط عدد من الأشخاص فى الحفر بحثا عن الاثار، على الفور انتقل الرائد أحمد صبحى رئيس مباحث العياط، والرائد إمام شعلان إلى محل الواقعة، وتم القبض على المتهمين، والتحفظ على أدوات الحفر.
استعان رجال المباحث، برجال الحماية المدنية للبحث عن الجثة، وما زالت جهودهم متواصلة لمحاولة لانتشالها، إلا أنهم يواجهون صعوبة بسبب عمق الحفرة التى اختفت بها الجثة.
اعترف المتهمون المضبوطين بصحة الاتهام المنسوب إليهم، وتنقيبهم عن الاثار بصحراء قرية طهما، فحرر محضر بالواقعة، وأخطر اللواء محمود السبيلى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وباشرت النيابة التحقيق.