الميليشيا تستقطب معتقلى التنظيم الإرهابى بسجون صنعاء وتعيد تجنيدهم
«القاعدة» تتمركز فى أبين وشبوة بدرجة كبيرة ثم لحج و «زنجبار»
"الحوثى" و"القاعدة" و"داعش"..مثلث تخريب اليمن فقد كانت اليمن حاضنة لأخطر عناصر القاعدة حيث كانت وكرا لهم منذ التسعينات وتركزت فى بعض المحافظات منها أبين وشبوة ولحج والضالع، ولا تزال تلك العناصر موجود فيما يسمى "الخلايا النائمة، وفى ييناير الماضى أعلن مقتل مقتل قيادى تنظيم القاعدة البارز جمال البدوى في اليمن.
تلك التنظيمات الإرهابية عاودت الظهور بكثافة فى بعض المناطق الجنوبية منها عدن وحضرموت ولحج التى مثلت تاريخيا معقلا لـ"القاعدة"، ولكن الأوضاع الراهنة في الجنوب اليمني أعطى مجالا أوسع لتلك التنظيمات لتعيد تشكيل نفسها، وتتسلل إلى الأماكن المحررة، وتشن هجمات بقصد زعزعة الاستقرار الذي تحقق في السنوات الماضية.
وقد استهدف "داعش "، أمس ، العاصمة المؤقتة عدن، فى هجومين ، حيث استهدف الهجوم الأول قائد قوات الحزام الأمني في عدن، وضاح عمر، خلال إشرافه على حملة أمنية ضد الخارجين عن القانون، لكنه نجا من محاولة الاغتيال تلك.
أما الهجوم الثاني، الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فاستهدف دورية لقوات الحزام الأمني في منطقة الكرّاع بمديرية دار سعد، شمالي عدن، ونفذ الهجوم انتحاري يقود دراجة نارية مفخخة وحزام ناسف.
وأصيب نتيجة الهجومين أربعة جنود وعشرة مدنيين؛ ونفذ الهجوم الأول بواسطة دراجة نارية مفخخة فيما كانت العملية الثانية بواسطة عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من دورية أمنية بجولة القاهرة دون أن توقع إصابات .
وقال مدير أمن عدن اللواء الركن شلال علي شائع هادي أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على بعض المتورطين في العمليتين الإرهابيتين وجاري ملاحقة عناصر أخرى ضالعة في التخطيط لتنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية في مدينة عدن بهدف اقلاق السكينة وإثارة الهلع في صفوف المواطنين الآمنين .
وأضاف أن أجهزة أمن عدن تواصل بشكل مستمر تنفيذ الإجراءات الأمنية المشددة لحفظ الأمن والاستقرار بعموم مديريات العاصمة عدن ومكافحة الإرهاب من خلال الخطة الأمنية التي أعدتها إدارة أمن عدن .
"داعش " يعلن مسئوليته
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذى استهدف قوات تابعة لـ«الانتقالي الجنوبي» في عدن أمس، ومن جانبه أدان المجلس الانتقالي الجنوبي العمليات الإرهابية التي وقعت أمس.
وأوضح المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان صادر عنه نقلته سكاى نيوز، أن خلايا إرهابية نائمة لداعش في عدن استهدفت قوات الحزام الأمني وقوات المقاومة.
وشدد البيان على إدانة المجلس الانتقالي لتلك العمليات الإرهابية، محملا الإخوان المسؤولية الكاملة عنها، وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن الأجهزة الأمنية ستواصل جهود التصدي لعناصر الإرهاب والتطرف في جنوب اليمن، ودعا السكان قوات الحزام الأمني لفرض القانون، ومعاقبة كل من يحاول أن يزعزع أمن واستقرار عدن.
سلسة أعمال إرهابية
هجوم أمس سبقه عدة أعمال إرهابية خلال الفترة الماضية، ففى 24 أغسطس الماضى فجرت عناصر تنظيم القاعدة مبنى الأمن السياسى (المخابرات) فى منطقة خلف بالمكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن .
وسبق ذلك فى الثانى من أغسطس أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الارهابي الدموي، الذي استهدف مركز شرطة الشيخ عثمان ومعسكر الجلاء في محافظة عدن، جنوب اليمن، وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية اليمنية "سبأ"، أن الهجوم على مركز الشرطة أسفر عن سقوط 13 شرطيا.
ومن جانبه أكد وزير الداخلية اليمنى اللواء أحمد الميسرى، فى تصريحات سابقة لليوم السابع، أن لا تزال هناك بؤر إرهابية وعصابات ومخربين فى اليمن كما هو الحال فى جميع بلاد العالم، وأوضح أن هناك خطوات دؤوبة للوصول للأفضل.
أضاف أن ملف الإرهاب شائك ومعقد، و لا يمكن التحكم مائة بالمائة فى الحوادث الإرهابية، حتى أنها تقع فى أكثر البلاد عتادًا وقوة، أما بالنسبة للخلايا النائمة فلدينا جهازان، هما المعنيان بملف مكافحة الإرهاب، فلدينا وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب مهمتها تنفيذية، أن تشترك مع الأمن القومى والسياسى كمساند لهما، أما تتبع ملف الإرهاب فيعتمد على العمل الاستخباراتى وليس المداهمة والتنفيذ، فهذه مرحلة تالية، الأساس تتبع الخلايا النائمة ورصد تحركاتها، وهذه مهة جهاز الأمن القومى، والأمن السياسى، وهذه المعلومات فقدت بعد الحرب، وهما لا يمكنهما القيام بدوريهما كما ينبغى بسبب ضعف الإمكانيات، كما أنهما كانا يخضعان لقوات على عبدالله صالح، مما يصعب من إنشائهما من جديد، كما أن ملف الإرهاب متشابك الأطراف مع الولايات المتحدة والدول العربية وجهات إقليمية، فمثلًا المملكة السعودية شريك أساسى فى ملف الإرهاب باليمن، لأنها الأكثر تضررًا مما يحدث فى اليمن ومن التجمعات الإرهابية، فهناك حدود تمتد لمسافات طويلة بين اليمن والسعودية يصعب السيطرة عليها، وتسرب الأفراد للسعودية مستمر.
تحالف "الحوثى" مع الإرهاب
تكشف تقارير أمنية ، وفقا لصحيفة الاتحاد الإماراتية ، عن فتح قنوات تنسيق بين التنظيمات الإرهابية ونظيرتها الميليشيات الحوثية، من أجل خلط الأوراق وتعميق حالة الانقلاب على الشرعية، واستمرار حالة الانفلات الأمني التي تخدم الحوثي في الوقت الذي تعمل فيه أبواق إعلامية على تشويه التضحيات التي تبذلها قوى التحالف لدعم الشرعية، وصد شرور الإرهاب والموت وتنظيماتهما عن مدن اليمن.
المشهد الحالي في اليمن، يوضح أن التنظيمات الإرهابية بدأت تزيد من وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين، و التحالف معني بالرد على هذه التهديدات الموجهة لقواته، والمحافظة على أرواح المدنيين اليمنيين ودمائهم التي تسفك، استناداً إلى القوانين الدولية التي تكافح هذه الآفة أينما وجدت.
تاريخ القاعدة فى اليمن
تاريخ «القاعدة» باليمن مرتبط بعودة المجاهدين العرب من أفغانستان، كان اليمن أحد أكبر مركز تجمع للمجاهدين العرب العائدين من أفغانستان من كل الدول، وذلك بموافقة الدولة اليمنية الرسمية، تحت اسم «المجاهدين العرب»، وفقا لحديث الميسرى ، وكانوا عائدين بالفكر الجهادى ضد الروس، وعندما انتهت الحرب مع الروس عادوا إلى بلدان مختلفة، وتجمعوا بالآلاف فى اليمن، بعدها بدأت هذه المجموعات فى إيذاء الدول من السودان لأفغانستان، فأصبحوا يتقلدون فكر ونهج «القاعدة»، وهذا كان فى التسعينيات، وكانت أول حادثة إرهابية فى 1997 باختطاف سياح إسبان وبريطانيين فى محافظة أبين، واتُهم فيها شخص اسمه المحظار وقد أعدم. وبدأ تدخلهم فى شؤون الدولة والتكفير، وانقسموا عدة فصائل، وبدأت تتشكل قيادات وأمراء، كان فيهم خبراء متفجرات وقتلة، ثم استمرت أزمة «القاعدة»، وكانوا موجودين فى أبين وشبوة بدرجة كبيرة ثم لحج، ودمروا أناسًا كثيرين، وخسرنا شبابًا كثيرين كانوا يقاتلون مع «القاعدة» أو يقتلون منهم، ثم دمروا زنجبار عاصمة أبين بعد أن احتلوها فى فترة من الفترات، وحتى الآن آثار «القاعدة» موجودة بقوة فى أبين وشبوة، وأنا شخصيًا مررت بتجربة مع الإرهاب، فوالد زوجتى انفجر به انتحارى فى رمضان فى 2011، وشقيقى قتل فى 2009 خلال هجوم على الموكب الخاص بى، فكانت لدينا بيئة حاضنة لـ«القاعدة» فى اليمن.
قيادى بارز بالقاعدة جمال-بدوى
مدير أمن لحج: اليمن كانت وكرا للقاعدة
وقال الواء صالح السيد، مدير أمن محافظة لحج فى تصريحات لليوم السابع، أن اليمن كانت وكرا للقاعدة والدواعش، وكانوا إحدى أذرع الحوثيين، و قتلوا 150 جنديا فى عام واحد، وتابع: على سبيل المثال محافظة لحج كانت فى السابق مطوقة، ويمنع المحافظ أو قيادات المحافظة من الدخول إليها، وكانت القاعدة تحتل مبنى المحافظة، واتخذوه مقرا لإجراء محاكمات للمواطنين، مشيرا إلى أن المبانى الشرطية والسجون فى حاجة لإعادة بناء ما دمره الحوثيون والقاعدة.
وأضاف أن لحج كانت ثكنة للحوثيين والقاعدة، وعند دخول الحوثيين سيطروا على مديرياتها لمدة 3 أشهر، وبالنسبة للقاعدة قد تكون هناك جيوب مازالت متبقية، لكنها بشكل عام انتهت سطوتها ووجودها فى المحافظة.
دور "التحالف" فى محاربة الإرهاب
ووضع التحالف العربى الداعم للشرعية باليمن مكافحة الإرهاب ضمن أولوياته فى اليمن، إن مكافحة الوجود الإرهابي فى اليمن، وسبق أن أعلن قيادة التحالف فى بيان له مقتل أكثر من (800) من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم فى عملية عسكرية جنوب اليمن.
ومن جانبها قامت الإمارات بمكافحة الإرهاب فى عاصمة محافظة حضرموت ومدن الساحل، وتأمين ما يزيد على 330 كيلومتراً من الشريط الساحلي على بحر العرب، كما أن القدرات التي ظهرت بها وحدات النخبة في حضرموت وشبوة. وقوات التدخل السريع في إبين والحزام الأمني في عدن ولحج إلى جانب قوات مكافحة الإرهاب أثبت فاعلية هذه الوحدات التي جرى تدريبها وتأهيلها بإشراف ودعم إمارتي.
كما أعلنت قوات الحزام الأمني فى مارس الماضى استكمال تطهير الجنوب من العناصر الإرهابية، بعد نجاح عملية الجبال البيضاء لتطهير محافظة شبوة من العناصر الإرهابية حيث نفذت النخبة التي تشكلت بدعم من الإمارات عملية واسعة ضد وجود عناصر الإرهاب في المحافظة أطلق عليها مسمى «الجبال البيضاء»، حيث قوبلت الحملة بترحيب شعبي كبير. ولا تزال الإمارات تلعب الدور ذاته في الدعم والمساندة للقوات اليمنية من أجل استمرار فاعلية قدرات هذه القوات وحماية حدود البلاد من تسرّب الإرهابيين إلى الداخل وشلّ قدرتهم على أي فعل إرهابي.
الإرهاب فى "عدن" و"لحج"
مع طرد ميليشيات الحوثي من عدن و لحج كانت عناصر الإرهاب بشقيه القاعدي والداعشي قد استغلت الفراغ الأمني وظروف المواجهة للتواجد في المحافظتين وحصلوا على كميات من الأسلحة عند نهب مخازن الجيش والأمن، ولهذا كانت مدينة عدن وأجزاء من محافظة لحج المجاورة ساحة للاغتيالات التي طالت أفراداً وضباطاً في أجهزة الأمن السابقة والمخابرات والقضاة وسياسيين، مخلفين حالة من الرعب في المدينة التي اختارتها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد. ورغم ذلك وفي ظل استمرار المواجهات مع ميليشيا الحوثي عملت الإمارات من أجل إنشاء قوات أمنية قادرة على مواجهة الإرهابيين .
وتم تجنيد أبناء المناطق التي تعاني من جماعات التطرف والإرهاب في عدن ولحج وأبين، وتشكلت قوات الحزام الأمني في عدن ولحج وأبين ووحدات مكافحة الإرهاب وأسندت بقوات التدخل السريع، ودعمت الإمارات هذه الوحدات بكافة الإمكانيات من تدريب وتسليح ودعم لوجستي وبإشراف مباشر حتى تمكنت من استعادة الأمن وملاحقة العناصر الإرهابية، ومعها تراجعت الحوادث الإرهابية والاغتيالات بشكل كبير جداً، وباتت هذه القوات تمتلك قدرات بسط الأمن ومواجهة الإرهاب والخارجين على القانون.
مساعى الإمارات فى تطهير "أبين"
وكانت عناصر الإرهاب قد سعت إلى تحويل محافظة أبين إلى مركز للتجنيد والتخطيط والتدريب واستقطبت العديد من المغرر بهم من محافظات عدة إلى هناك، مستغلة حالة الفراغ التي تشكلت مع انهيار مؤسسات الدولة كنتيجة طبيعية للانقلاب، وفي سبيل إنهاء هذا الوجود والتصدي بحسم للإرهاب دعمت الإمارات قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين بالتدريب والتسليح وبكل الإمكانات وشاركت معها في عمليات مداهمة أوكار الإرهاب حتى تم تصفية المحافظة، وفقا للبيان الإماراتية .
العمليات العسكرية التي نفذتها قوات التدخل السريع التابعة للحزام الأمني في محافظة أبين، بقيادة العميد عبداللطيف السيد ودعم وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية أدت إلى سيطرة هذه القوات على وادي حماره في مديرية المحفد والذي يعد آخر وأهم معسكرات القاعدة في المحافظة، حيث عثرت القوات على أغراض شخصية تابعة للجماعات الإرهابية التي هربت وتركت مواقعها في الوادي.
علاقة "الحوثى" و"القاعدة"
كشفت مصادر أمنية سرية بصنعاء، بحسب "العربية"، أن الميليشيات الحوثية عملت مؤخراً على تحسين الظروف الخاصة باعتقال سجناء تنظيم القاعدة في السجون الخاضغة لسيطرتها، رغم أن المعتقلين التابعين للقاعدة مسجونون منذ سنوات على ذمة قضايا إرهابية منظورة أمام القضاء،وأرجعت المصادر الاهتمام الحوثي بمعتقلي تنظيم القاعدة إلى سر خطير قد يتعلق باستخدامهم في أغراض عسكرية بعد ذلك ، وهو ما تم الكشف عنه في وقت سابق ، إذ عملت ميليشيا الحوثى على استقطاب عناصر تنظيم القاعدة في مناطق سيطرتها للعمل في صفوفها، واستخدامهم في عمليات تفجير بمحافظات الجنوب.
وأكد تقرير حكومي، أصدرته السفارة اليمنية في واشنطن، علاقة مليشيا الحوثي بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين وشبكات التهريب والاتجار بالبشر.
وبين التقرير، أن هناك علاقة بين مليشيا الحوثي الانقلابية مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة وفي مقدمتها تنظيما داعش والقاعدة، لافتا أن أنشطة شبكات التهريب لم تتضرر، بل انتعشت في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفي تلك التي تتواجد فيها القاعدة.، ومن تلك الأنشطة تهريب الأسلحة والاتجار بالبشر وتهريب الآثار والمشروبات الكحولية والأدوية والمواد المخدرة.