يستخدم تعبير "الخط الساخن"، أو "الهاتف الأحمر" بالفرنسية للإشارة إلى جميع أنواع الاتصالات المباشرة بين البلدان أو السلطات بشأن مسائل حساسة كالتعاون الأمني، وقررت اليابان في 2013 إنشاء "خط ساخن" بين مجلسها الأمني وواشنطن ولندن، فما قصة هذا الخط وكيف نشأت فكرته ومن بدأ باستخدامه وما مراحل تطوره، كل هذه الأسئلة نحاول الإجابة عنها فى هذا التقرير..
أول "هاتف أحمر"
شكل فتح أول "هاتف أحمر"، أو خط الاتصال الساخن المباشر في 1963 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى مثالا احتذت به دول كثيرة، كالكوريتين، فمدت وسائل اتصال مباشرة ومشفرة بين قادتها لتسهيل الحوار وقت الأزمات.
وفي أكتوبر 1962 رصد الأمريكيون قواعد صواريخ سوفيتية على جزيرة كوبا التي لا تبعد عن ولاية فلوريدا الأمريكية أكثر من 200 كلم، ما أثار أزمة أوشكت على التسبب بحرب نووية.
وأثناء المواجهة بين جون كينيدي ونيكيتا خروتشيف، أسهم انعدام التواصل المباشر في انتشار التكهنات بشأن نوايا المعسكر الخصم فيما استغرق وصول الرسائل بين موسكو وواشنطن ساعات.
ووصلت إلى السفارة الأمريكية في موسكو رسالة بالروسية فى 26 /أكتوبر 1962 اقترح فيها الزعيم السوفياتي مخرجا للأزمة، بلغت السفارة في الساعة 09,42 بتوقيت واشنطن ولم تصل إلى الخارجية الأميركية إلا بعد الساعة 21,00، بعد الترجمة والتشفير والإرسال.
ولمعالجة هذا البطء فتح أول "خط أحمر"، لم يكن هاتفا بالفعل - في 30 /أغسطس 1963، وهو كناية عن جهاز تلكس بلون خشبي فاتح أتاح لكينيدي وخرووشوف التواصل عبر برقيات مكتوبة ومشفرة.
وفي السبعينيات تم تركيب جهاز هاتف تم وصله بالأقمار الاصطناعية، ثم أضيفت إليه في العقد التالي إمكانية إرسال الوثائق كالخرائط أو الصور. في 1994 أجاز خط ساخن جديد الاتصال بمسؤولي الدفاع في كل من البلدين في أي وقت تقريبا.
الاجتياح السوفياتي لأفغانستان
ولطالما تكتم البيت الأبيض والبنتاجون بشأن عدد المرات التي استخدم فيها هذا الخط الآمن، لكن يفترض أنه استخدم أثناء الحربين العربيتين الإسرائيليتين في 1967 و1973 وكذلك أثناء الاجتياح السوفياتي لأفغانستان في 1979.
كما فتحت خطوط اتصال مباشرة بين موسكو وكبرى العواصم الأوروبية على غرار باريس وبون. وفي 1996 فتحت الصين للمرة الأولى "خطا أحمر" مع روسيا ثم بعد عامين مع الولايات المتحدة، وفي 2005 كذلك فعلت الهند وباكستان بينهما.
وأنشئ خط مباشر بين الكوريتين في 1971، لكنه يعلق دوريا مذاك بحسب تقلبات العلاقة بين الجارتين، وأعيد تشغيله الأربعاء بعد انقطاع عامين تقريبا.
وفي سبتمبر 2011 اقترحت الولايات المتحدة فتح خط اتصال مباشر مع إيران لتفادي اشتعال التوتر بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، في عرض رفضته طهران.
وفي يونيو 2013 فتحت الصين وفيتنام خط اتصال مباشرا لإدارة نزاعهما على الأراضي في بحر الصين الجنوبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة