أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن الهجرة النبوية الشريفة تمثل حدثًا تاريخيًّا فارقًا فى تاريخ الإسلام، ونقلة مهمة انتقل بها المسلمون من الضعف إلى القوة، ومن الظلم والاستبداد إلى العدل والمساواة، وانطلقت بموجبها الدعوة إلى رحاب واسعة يذكر فيها اسم الله تعالى.
وقال المفتى فى كلمته اليوم السبت بمناسبة بدء العام الهجرى الجديد 1441هجريا : أن الهجرة كانت البداية لوضع حجر الأساس لدولة الإسلام التى ترسخ مبادئ الوسطية والتسامح وسيادة القانون والارتقاء بالمعانى الإنسانية والقيم الروحية، ووضعت الإنسان فى مقدمة الاهتمامات.
أضاف مفتى الجمهورية أن رحلة الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة لم تكن تركًا للوطن وتضييعًا له، إنما كانت فى واقع الأمر حفاظًا عليه وضمانًا له، حتى وإن بدا الأمر فى صورة الترك والإعراض، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عاد إليها بعد بضع سنين عزيزًا منيع القوة دون أن يستطيع أحد ممن تربص به ولاحقه أن يدنو إليه بسوء، بل إنها كانت ميلادًا لدولة الإسلام ونصرًا لدعوة النبى صلى الله عليه وسلم.
وأشار مفتى الجمهورية إلى أنه ينبغى علينا أن نجعل العام الهجرى الجديد، بداية جديدة لمرحلة جديدة فى حياتنا، نبدأها كما بدأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة بعد الهجرة، بعيدًا عن الخلافات وأهلها فى مكة.
وقال مفتى الجمهورية : "لتكن لنا فى ذكرى هجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة موعظة حسنة، من المؤاخاة التى عقدها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار فى المدينة المنورة، حيث آخى بينهم حتى اقتسموا المهنة والمسكن ولقمة العيش معًا، وعاشوا متعاونين مع الأنصار من أهل المدينة".
ودعا مفتى الجمهورية المصريين جميعًا فى بداية العام الهجرى الجديد إلى أن يرفعوا رايات المحبة والتعاون فيما بينهم حتى يستطيعوا مواجهة التحديات والمخاطر واستئصال جذور التيارات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة.
واختتم مفتى الجمهورية كلمته بالدعاء أن يوفق الله تعالى المصريين إلى ما فيه خير وطنهم، متمنيًا أن يكون العام الهجرى الجديد عام الخير والأمان والاستقرار لوطننا الغالى مصر .