القارئة هند المنسى تكتب: الامتحان الصعب

الأحد، 04 أغسطس 2019 10:00 ص
القارئة هند المنسى تكتب: الامتحان الصعب شخص متفائل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جميعنا نظن أن القدر يمتحننا.. وأكثرنا يتوهم أنه مر بالامتحان مرات عديدة.. ولكن فقط من عاش المِحنة، هو من يعرف معنى، (امتحان القدر)...

فالغالب أن ما نمر به من تجارب صعبة، أو عثرات.. هى مجرد أحداث عابرة تحدث فى حياتنا، ولكن تمر مر الكرام... لا ننكر انها تترك أثرا فى النفس، وقد تترك ندبة تبقى طول العمر...ولكنها تمر.. قد تجعلنا نحذر أن نقع فيها مرة أخرى...وقد تجعلنا نتعلم.. ولكن من الأكيد أنها أكسبتنا خبرة بعد التجربة.

وتلك الخبرة يختلف معناها باختلاف الشخص، فقد تكون خبرتك أن تحذر.. وقد تكون خبرته أن يبتعد، وقد تكون خبرتى أن أتعلم كيف أكرر التجربة بدون خسائر.

إنما الامتحان الحقيقي، ليس وارد فيه أن نفكر كيف نعيده مع خلاصة التجربة من الامتحان السابق.. بل نخرج منه بالعبرة والحكمة والأثر النفسى الذى نكمل معه حياتنا ولكن بشكل مختلف.. والاختلاف بعده فى الحياة ليس خاضعا لأن نوافق أن نختاره أو نرفضه، فهو غير قابل للرفض.. ستمضى حياتنا به حتما دون اختيار.. وهذا ما يعنيه امتحان القدر. أن تتغير الحياة بعده دون أن نصنع التغير أو نخلقه بل إنه النتيجة الحتمية للامتحان الصعب.

الاختبار.... لنطلق هذا المسمى على ما نمر به فى حياتنا من صعوبات، إنها مجرد اختبارات قد نخطئ فيها أو نتعامل معها.. قد تكون متعبة ومكلفة للنفس حتى نتجاوزها.. قد نفشل معها وقد يكون نجاحنا فيها باهر.

فكل امتحان نمر به اختبار ولكن ليس كل اختبار امتحاناً، فالاختبار مقياس لقدراتنا وقوة تحملنا، أما الامتحان مقترن بالمحنة والشدة ومختلط ببعض العذاب.

ليست كل اختبارات حياتنا بنفس المستوى.. ولكل اختبار قدر مختلف من المعاناة.. وكلها مؤثرة.

ولكن الامتحان المقترن بالمحنة مختلف، متفرد، أثره يكمن فى باطن النفس لا يزول ولا يمكن تجاوزه، بل يظل داخل الروح مدى الحياة، فيغير صاحبه ويعلمه الدرس.

الألم محنة.. ولكن ليست كل الآلام بنفس الدرجة.

المرض محنة.. ولكن لكل مرض طبيعته الخاصة، ونسبة الشفاء فيه غير الآخر.. ورحلة التعامل معه غير مثيله.

الفقد محنة.. ولكن هنالك من نتوقع أن نفقدهم يوما ما؛ وهنالك من لا نتصور فقدانهم فى حياتنا، وهو أصعب أن أنواع الامتحانات التى قد يمر بها الإنسان.

صاحب امتحان القدر... أدرك كم المعاناة التى عشتها، وكم الدموع التى سالت من عيونك... وكم الألم الذى تحملته.. وكم البطولة والقوة التى اكتسبتها روحك.

صاحب الامتحان اعتبر نفسك محظوظا انك فهمت المعنى، وأدركت العبرة... واكتسبت الخبرة.. محظوظا لأنك عرفت قدر القوة الكامن فى نفسك، ومدى استيعاب روحك، محظوظا لأنك قدرت على البقاء رغم المعاناة والألم والدموع... وغسلت روحك وخلقت من جديد..

أى نعم فمن عبر امتحان القدر، قد خلقه الله من جديد.

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السيد المنسي

مرارة التجربة

اثبتت التجارب ان بعض الناس لايتحملون خطأ التجربة وبالكاد يتعلموا من اخطاء غيرهم ذلك منتهي الرشد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة