-
الأجهزة مثبتة على قاعدة خرسانية مقاومة للزلازل والتغيرات المناخية
-
روساتوم: تصنيع المعدات التكنولوجية للمفاعلات النووية يتم فى مصانع روسيا الاتحادية فقط
-
وتكلفة مواد البناء تؤثر على سعر المحطة
على بعد دقائق محدودة من الخليج الفلندى، تقع الوحدة الجديدة للرصد الإشعاعى الإلكترونى، التى تم تأسيسها من أجل الاطمئنان على مستوى الإشعاع فى الهواء داخل مدينة سوسنوفى بور، التى يوجد بها محطة لينينجراد النووية، وتضم 4 مفاعلات، أحدها يعمل بكامل طاقته ويحاكى مفاعل الضبعة النووى، الذى يجرى التأسيس له، من طراز VVER-1200.
وللحظة الأولى لن تعتقد ابدا أن هذه الوحدة الصغيرة لها علاقة بالرصد الإشعاعى فهى أشبه بمحول كهرباء، ولا تحتوى من الداخل على تركيبات معقدة، إلا أنها فى الحقيقة قطعة هامة فى منظومة الرصد الإشعاعى التى يتم الاعتماد عليها كأحد إجراءات الأمن والسلامة فى منطقة المحطة النووية.
"اليوم السابع"، تمكنت من التعرف على أجزاء محطة الرصد الإشعاعى الإلكترونى، وحصلت على صور هامة من داخلها وكذلك استمعت إلى المسؤل عنها، للتعرف على آلية عملها وطريقة تشغيلها، وكيفية الاستفادة من نتائجها فى تقييم مستويات الأمان داخل المدن النووية، وقد ظهر المسئول عن المحطة ويعرف باسم ميخائيل سيزوف، كبير مهندسين فى منظومة الرصد الإشعاعى لمحطة لينينجراد النووية، بزى خاص يتناسب مع طبيعة عمله، التى تتطلب الرصد والمتابعة لهذه الوحدات بصورة دائمة.
وفى بداية الحديث أكد ميخائيل سيزوف، أن هناك نحو 21 وحدة تتولى مسؤولية رصد الإشعاعات النووية، 4 منها على النظام الحديث، و17 محطة رصد أخرى يجرى تحديثها خلال الوقت الراهن موضحا أنه وقت بناء الوحدات الجديدة تمت مراعاة ما حدث فى مفاعل فوكوشيما النووى.
وأوضح سيزوف، على هامش زيارة "اليوم السابع" إلى أحد وحدات الرصد الإشعاعى الإلكترونية فى مدينة سوسنوفى بور، ضمن مقاطعة ليننجراد الروسية، أن المحطات التى تم بناؤها مؤخرا، مثبتة على قاعدة خرسانية مقاومة للزلازل، بالإضافة إلى قدرتها على مواجهة التغيرات الجوية والمناخية طوال العام دون أن تتأثر بالأمطار أو الرياح والأعاصير، على الإطلاق.
وأشار سيزوف، إلى أن هذه الوحدات المخصصة للرصد يتم تجميع نتائجها جميعا لتصب فى مكان واحد يمكنه وضع صورة عامة عن موقف الإشعاعات النووية حول منطقة المحطة النووية، وهذا النظام يعرف باسم اسكور.
كان مهما أن نعرف أين تذهب نتائج الرصد الميدانى لنسبة الإشعاع فى الهواء لمنطقة المحطة النووية، من أجل تكوين صورة عامة عن مستوى الإشعاع فى مدينة سوسنوفى بور النووية، لذلك كانت اليوم السابع على موعد مع اناتولى زايف كبير مهندسى مركز الرصد الإشعاعى الإلكترونى، الذى يعرف تحت اسم " اسكور".
وأكد زايف، كبير مهندسى اسكور "، أن هناك تعاون مع الجانب الفنلندى فى الإجراءات الخاصة بالرصد الإشعاعى الآلى، نظرا لقربها من تلك المنطقة، التى لا تبتعد عن الحدود الفنلندية أكثر من 80 كيلومتر، موضحا أن هناك تعاون دائم من أجل عمليات الرصد لتحقيق مبدأ السلامة.
ولفت زايف، إلى أنه خلال منتصف العام المقبل سيتم تطوير نظام اسكور بشكل كامل، وتحديث الوحدات القديمة الخاصة بمحطات الرصد الإشعاعى التابعة لمحطة لينيجراد النووية، لتصبح محدثة بالكامل.
وفى رده على سؤال لـ"اليوم السابع" حول خصائص الهواء الطبيعى وهل يحمل نسب إشعاع أم لا ؟ أكد زايف أنه بالطبع فى الهواء نسبة إشعاع، موضحا أن ما ترصده وحدات الرصد الإشعاعى الآلى الآن ليس له علاقة بالمفاعلات الموجودة فى محطة لينيجراد النووية، ولكن يعبر عن حجم ونسبة الإشعاع الموجودة فى الهواء، والنسبة هنا تختلف باختلاف سرعة الرياح، ووجود عملية الرصد فى مكان مرتفع من عدمة، مؤكدا أن ما يتم رصده من أعلى مبنى ليس كما يتم رصده فى الأرض المسطحة، أو ما يتم رصده داخل الغابة.
وحول الإجراءات التى يتم اتباعها لسكان مدينة سوسنوفى بور لحمايتهم من أى أضرار متوقعة أو تأثيرات غير مباشرة للمحطات النووية، كشف زايف أن سكان المدينة يخضعون للفحص الطبى سنويا بصورة شاملة من أجل التأكد أن صحتهم فى حالة جيدة ولم يتأثروا بأى أضرار.
وأوضح زايف، أن عدد سكان مدينة سوسنوفى بور، التى تقع بها محطة لينيجراد النووية 68 ألف شخص، على الأقل 50% منهم يعملون داخل المحطة النووية، ويحصلون على مزايا كبيرة من ضمنها تقسيط الشقق بنسبة تحمل تصل إلى 80%من إجمالى الأقساط المستحقة على تلك الشقق، بالإضافة إلى أن العمل فى المحطة النووية يضمن دخل أفضل لهم مقارنة بعدد من الوظائف والمهن الأخرى.
وأكد مسئول مركز الرصد الإشعاعى، أن السكان الذين يعيشون فى المنطقة الموجود بها المفاعل غالبا ما يكونوا أكثر تقبلا لها عن السكان فى المناطق الموجودة عنها، قائلا: "أعيش فى هذه المدينة منذ عام 1985 وسعيد بوجودى فيها، ولا يوجد أى شيء يدعو للقلق فى ظل وجود كل معايير الأمان والسلامة التى نتحدث عنها".
وردا على سؤال لـ"اليوم السابع" حول عدد وحدات الرصد التى تحتاجها المحطة النووية، من أجل تقييم حجم الرصد الإشعاعى فى المنطقة المحيطة بالمحطة أكد زايف أن المحطة النووية تحتاج غالبا إلى نحو 20 وحدة رصد قد يزيد العدد عن ذلك قليلا أو ينقص قليلا، ولكنه مناسب فى هذه النسبة.
فى سياق متصل أكدت مؤسسة روساتوم الروسية ردا على تساؤلات اليوم السابع عن المعدات التكنولوجية النووية وأين يتم تصنيعها، فى المفاعلات التى يتم بناؤها خارج روسيا، أن عملية التصنيع تتم فى المصانع ذات الصلة بروسيا الاتحادية فقط، بينما قبة المفاعل والحوائط الخاصة بجسم المفاعل يتم تصنيعها ضمن التجهيزات الهندسية الموجودة فى المحطة النووية داخل المنطقة التى يتم فيها تاسيس المحطة.
وأفادت شركة اتوم ستروى اكسبو، التى تتولى تنفيذ مفاعل الضبعة النووى، أنه فى الوقت الراهن لا تنفذ أى عمليات لها علاقة بخروج المفاعلات من الخدمة، أما فى روس اتوم الشركة الأم، يتولى ذلك مجموعة من الأقسام الأخرى المختصة.
وكشفت مؤسسة روساتوم الروسية أن عدد المهندسين والفنيين والعمال المشاركين فى بناء المحطة النووية يصل إلى 4886 فى المحطة الواحدة.
وردا على سؤال حول أسعار مواد البناء وهل تؤثر على التكلفة الكلية لعمليات إنشاء محطة الطاقة النووية، أكدت مؤسسة روساتوم الروسية أنه بالطبع تؤثر أسعار هذه المواد على تكلفة بناء المحطة النووية.
وتعد محطة لينينجىراد للطاقة النووية من أكبر محطات الطاقة النووية فى روسيا من حيث السعة التى تتجاوز 4 آلاف ميجا واط، واليوم تتكون من ثلاثة مفاعلات من نوع " مفاعل قناة عالية الطاقة - 100"، المعروف باسم RBMk، ووحدة واحدة من "مفاعل الطاقة المبردة بالماء من الجيل الثالث – 1200" VVER.
وللحفاظ على إنتاج الطاقة وتطويرها والاستبدال التدريجى للقدرات الحالية لـمحطة لينينجراد للطاقة النووية، يجرى العمل على بناء وحدة مفاعل بنوع جديد من وحدات الطاقة "مفاعل الطاقة المبردة بالماء من الجيل الثالث – 1200.
وتم توصيل أول وحدة من محطة لينينجراد للطاقة النووية-2 بالشبكة فى مارس 2018، ومن المتوقع أن يتم توصيل الوحدة الثانية فى عام 2020.
وتتمثل الميزة الرئيسية لمشروع "مفاعل الطاقة المبردة بالماء من الجيل الثالث – 1200" فى مزيج فريد من أنظمة السلامة النشطة وغير النشطة التى تجعل المحطة أكثر مقاومة للتأثيرات الخارجية والداخلية، على وجه الخصوص.
وتقع محطة لينينجراد للطاقة النووية بالقرب من مدينة سوسنوفى بور، وهى أصغر مدينة فى شمال غرب روسيا، وتقع بين أشجار الصنوبر والكثبان الرملية على شواطئ خليج فنلندا، على بعد 80 كم من مدينة سان بطرسبورج، وهى واحدة من أجمل المدن فى منطقة لينينجراد، ويقطنها 68 ألف شخص.
وترتبط الحياة فى سوسنوفى بور ارتباطًا وثيقًا بمحطة لينينجراد للطاقة النووية. حيث تعمل أكثر من 500 منظمة كبيرة ومتوسطة وصغيرة فى تلك المنطقة، بما فى ذلك أكبر معاهد البحوث وشركات الإنتاج والبناء.
وتعتبر مؤسسة روساتوم الحكومية للطاقة النووية واحدة من رواد التكنولوجيا العالميين، وهى المسؤولة عن بناء المفاعل النووى المصرى بمدينة الضبعة، وتمتلك الموارد والكفاءات اللازمة للعمليات الناجحة على جميع مستويات سلسلة إنتاج وصناعة الطاقة النووية، من تخصيب اليورانيوم إلى محطات للطاقة النووية لتشغيل ومعالجة النفايات النووية.
وتعد روساتوم أكبر منتج للكهرباء فى روسيا، حيث توفر أكثر من 18% من احتياجات الطاقة فى هناك وتحتل الشركة المرتبة الأولى فى العالم من حيث حجم محفظتها من المشاريع الأجنبية، مع 36 وحدة طاقة فى 12 دولة فى مراحل مختلفة من التنفيذ، وتحتل المرتبة الأولى فى العالم فى تخصيب اليورانيوم، والثانية فى العالم من حيث احتياطى اليورانيوم والمرتبة الرابعة من حيث إنتاجه، كما توفر 17% من سوق الوقود النووى.