سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على الخلافات المتزايدة بين معسكر الديمقراطيين ومعسكر الجمهوريين.
وقالت إن الأسبوع الأخير كان عصيبا لكلا المعسكرين، فمع بدء العطلة الطويلة لشهر أغسطس ، فإن هذه الأوقات ليست سعيدة لأي من الحزبين السياسيين.
وقالت الصحيفة إن المرشحين الديمقراطيين للرئاسة قضوا ليلتين من المناظرات في ديترويت ، ولكن يبدو أنهم زادوا من سخط الناخبين لاسيما وإنهم صدروا الحد الأقصى من المشاحنات الداخلية والسلبية والحد الأدنى من الرسائل الإيجابية للناخبين الذين سيقررون مرشحهم فى انتخابات عام 2020.
وأوضحت الصحيفة أنه في الليلة الأولى ، ظهر الانقسام الإيديولوجي داخل الحزب الديمقراطى، حيث سيطر كل من السيناتور إليزابيث وارين (ماساشوستس) وبيرني ساندرز ( فيرومونت)، وهما المرشحان الأكثر ميلاً إلى اليسار على المسرح ، على منافسيهما الأقل ليبرالية.
أما في الليلة الثانية ، فانقلب الديمقراطيون على بعضهم البعض ، بدلاً من الرئيس ترامب ، وفعلوا ذلك بطرق أقل موضوعية من زملائهم في الليلة الأولى. وتحمل نائب الرئيس السابق جو بايدن وطأة الهجمات ، رغم أنه لم يكن وحده، ففي هذه العملية ، حتى الرئيس السابق باراك أوباما تعرض لهجوم في بعض الأحيان.
وأثارت جلسة الثلاثاء جدلاً مفيداً حول ما ينبغي أن يمثله حزب ما بعد أوباما ويبدو أنه يجذب أكبر عدد ممكن من الناخبين. لكنه أثار مخاوف واضحة حول ما إذا كان الديمقراطيون يتجهون نحو اليسار للفوز في انتخابات عامة ضد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن المرشحين للرئاسة ليسوا الديمقراطيين الوحيدين الذين يتشاجرون مع بعضهم البعض، حيث ينقسم الديمقراطيون في مجلس النواب ، وهو الأمر الخطير خاصة وأنهم ما زال يتعين عليهم أن يحتفظوا بالانتصار الذي حققوه في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر ، حول القضية الأكبر أمامهم..
أوضحت الصحيفة أن الاعتبارات السياسية محفوفة بالمخاطر، حيث يخشى الديمقراطيون – كما ظهر فى تقرير المحامى الخاص روبرت مولر - الذين يقاومون إجراء المساءلة، أن الاستمرار فى اجراءات عزل الرئيس ربما يقوض آمال الحزب فى هزيمة ترامب فى 2020.
وأثارت أعمال ترامب قضايا دستورية حول توازن القوى بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وموضوع المساءلة الرئاسية.
وضعت بيلوسي بيانًا يوم الجمعة تتعهد فيه بأن يواصل الديمقراطيون في مجلس النواب "التشريع والتحقيق والمقاضاة". وقالت إن الديمقراطيين سيعملون على ضمان تطبيق الضوابط والتوازنات في الدستور. وبدت وكأنها ليست داعمة لفكرة المساءلة. لكن هل يتجه الديمقراطيون في مجلس النواب نحو إجراء المساءلة في غياب قرار جماعي من القيادة للقيام بذلك؟
كما يسيطر على الديمقراطيين في مجلس النواب الصراع الأيديولوجي للحملة الرئاسية، وهو صراع بين تمرد متزايد على اليسار وبين مؤسسة تشعر بالقلق إزاء ما إذا كان ذلك سيعرض أغلبية أعضاء المجلس الجدد في الحزب للخطر.
ويمكن تلخيص هذا الصراع فى مسألة ما إذا كان الليبراليون الأربعة الشبان المعروفون باسم "الفريق" - الكسندريا أوكاسيو كورتيز (نيويورك) ، رشيدة طليب (ميشيجان) ، وإلهان عمر (مينيسوتا) وآيانا بريسلي (ماساشوستس) - أصبحن الوجه العام لحزب جديد وأكثر ليبرالية.
وكان ترامب هاجم النائبات الأربع وطالبهن بالعودة من حيث "أتين".
وأضاف تحليل "واشنطن بوست" أن قرار ترامب بمهاجمة المجموعة بتغريدة عنصرية تحثهم على "العودة" من حيث أتين وحد الديمقراطيون ضده تضامناً مع النائبات الأربع. لكن التوترات حول بروزهن ودورهن فى الحملات العامة موجود بالفعل وسيظل متواجدا.
ومع ذلك ، فإن طاقة وجاذبية هؤلاء الأعضاء الجدد للناخبين الشباب ، بما في ذلك الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين ، الذين يتجهون للتصويت على مستويات أقل من المجموعات الأخرى ، تعد جزءًا حيويًا من التحالف الديمقراطي الناشئ وتطلعات الحزب الانتخابية طويلة الأجل.
وأوضح التحليل أن طبيعة السياسة الأمريكية عمومًا تعنى أنه عندما ينهض أحد الطرفين ، فإن الطرف الآخر يتراجع ؛ وعندما يكون أحدهما واثقًا ، فالآخر يكون متوتر أو متشائم. وفي عصر ترامب ، لا تنطبق هذه القواعد ، مثل الكثير من القواعد الأخرى، ويبدو أن الجميع لديهم ما يقلقون بشأنه ، مما يعني أن الجمهوريين يعانون أيضًا هذا الصيف.
ورغم أن ترامب لا يزال يحظى بدعم كثيرين فى الحزب الجمهوري ، لكن هناك الكثير من الدلائل الأخرى التي تشير إلى أن العديد من المسئولين والاستراتيجيين الجمهوريين يخشون من آثار سلوكه وتكتيكاته التخريبية. وبعد أن هاجم عضوات الكونجرس الأربع ، قضى الأسبوع الماضي مهاجمة النائب إيليا كامينجز ، وهو أمريكي من أصل أفريقي، ويحظى بالاحترام.
ويشعر المسئولون الجمهوريون بالقلق من أنه كلما استمر الرئيس فى السير فى طريق النزعة القومية وإذكاء الانقسام العرقى، كلما تعرض الحزب الجمهوري لخطر أن يتقلص ائتلافه ، ليصبح في نهاية المطاف حزبًا حصريًا تقريبًا لصالح الناخبين البيض وخاصة كبار السن من الرجال.
الحمار والفيل - رمزا الحزب الديمقراطى والجمهورى
ومع بقاء أكثر من عام على الانتخابات العامة ستتغير بعض الأشياء، فهذا الصيف من السخط سوف يفسح المجال لشيء آخر حيث سيجد الطرفان طرقًا لحشد الدعم قبل عام 2020، لكن يبدو أن أياً من الطرفين لن يفلت تمامًا من الاضطرابات في هذه الأوقات.