تسعى جماعة الإخوان بكافة السبل لإخماد أى حالة انتقاد أو تمرد داخل التنظيم من خلال المال، حيث تستخدم الجماعة ملف التمويلات فى إسكات أى حالة غضب ضد قياداتها، وتجاهل أى جرائم وأو فضائح تتورط فيها الجماعة وقياداتها، فالمال هو وسيلة التنظيم لشراء الأفراد والتابعين.
فى هذا السياق أكد الدكتور جاسم سلطان، القيادى السابق بالتنظيم الدولى للإخوان، أن التنظيمات الإسلامية وعلى رأسهم جماعة الإخوان تشترى ولاء أفرادها بالأموال، ولذلك يصعب على تلك الأفراد الانشقاق عن الجماعة من أجل الحفاظ على تلك المكاسب المالية.
وقال "سلطان" فى فيديو تداوله شباب الجماعة الإرهابية إن "شباب التنظيمات الإسلامية لا يدار معهم حوار لأنهم يدربون باستمرار على مدار 20 أو 30 سنة على أن يكونوا آلة لتلقى، وكل شيء يُقال لهم يكون مرتبط بآية أو حديث نبوى" الأمر الذى يعنى أن شباب الإخوان وجميع التنظيمات الإسلامية تعتبر ما يصدر من أفواه قياداتهم أمرا مقدسا لأنه مرتبط بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وأوضح القيادى السابق بالتنظيم الدولى للإخوان، أن الجماعات الإسلامية تغذى لدى أفرادها فكرة الثقة فى القيادات، الأمر الذى يجعل هؤلاء الشباب معزولون عن المجتمعات التى يعيشون بداخلها، مضيفًا :" هؤلاء الشباب لا يقرأ كما يقرأ الناس، ولا يستمع كما يستمع الناس، ولا يناقش كما يناقش الناس" مشبها شباب جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية بالميت بين يدى مغسله.
وتوقع أن تحتفى هذه التنظيمات نظرا لغياب الفكر بداخلها، قائلا :" هذه التنظيمات تشتكى فقرا مدقعا فى الفكر وتضخما فى الذين يسيرون خلفهم بشكل جماعى، ثم بعد بعد ذلك ولدت تلك الجماعات – الإخوان وغيرها –آليات خطيرة جدا وهى أن تشترى ولاء الناس بالمال تسد احتياجاته".
وأشار إلى أن شراء الإخوان وغيرها من الجماعات الإسلامية أفرادها بالمال يصعب على تلك الأفراد الخروج من هذه التنظيمات لأنه أصبح مرتبطا بها ومصالحه مرتبطة بمصالح التنظيم، قائلا :" حال خروج الفرد من التنظيم يحرم من المكتسبات المالية وبالتالى هو أمام معضلة ويصبح عنصر التنظيم أمام موقفين إما أن يبيع نفسه لهذا التنظيم ويسكت عقله وإما أن يغامر ويخرج من التنظيم"
وأشار إلى أن هذه الجماعات حرمت عناصرها من أبسط شىء وهو الحرية كإنسان، وأن يفكر وأن يناقشوا، وأن يعتبرون كل ما يرد إليهم من القيادات هو كلام من الله والرسول.
وفى إطار متصل، أكد عماد أبو هاشم، أحد حلفاء الإخوان المنشقين عنهم مؤخرا، أن الجماعة تلجأ إلى المال لشراء الأتباع ولكن سيقتصر عطاؤهم على الدوائر ذات القوة والتأثير داخل صفوف التنظيم - فحسب - دون غيرهم من آحاد الإخوان ممن لا حول لهم و لا قوة الذين ربما عاقبوهم بالفصل من التنظيم أو بالوشاية بهم إلى السلطات التركية لترحيلهم أو للتنكيل بهم .
وأضاف عماد أبو هاشم، أن قيادات الإخوان و المال عندهم هو أسمى أمانيهم إن اختاروا إسكات النخب المؤثرة من قواعدهم بالمال فسوف يقتصر ذلك على فترة محدودة إلى أن يزول تأثير البلبلة التى أثارها انكشاف اختلاساتهم و سرقاتهم الأخيرة ، و بعد ذلك سوف يتوقفون حتما - ما لم يجد جديد - عن ضخ الأموال إلى هؤلاء بأى ذريعة يختلقونها بل ربما سعوا إلى الانتقام منهم جزاء ما أخذوه من مال عنوة عنهم، متابعا: سيحاول قيادات الإخوان القفز من فوق الأحداث إلى أن تزول الأزمة فتعود ريما إلى عادتها القديمة .
بدوره أكد طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن قيادات الإخوان يحلون أى أزمة داخلية من خلال المال، حيث يتم الإنفاق على الكثير من الطلاب الإخوان مع وعد بتقديم معونات لهم وتسهيلات.
وأشار الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن الأزمة داخل الإخوان أن التنظيم لن ينفق إلا على من يؤيد جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان والقيادة التقليدية، بينما كل الأصوات المعارضة لن يتم الإنفاق عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة